السلام على القابضين على الجمر في زمن الانتفاخ... السلام على أردن الشهامة والكرامة والإباء سلام عليك يا كرك سلام عليك أميرة الصحراء سلام عليك وأنت أول الفتح (مؤتة المعركة) وأخر معاقل الخنوع والاستسلام.
الكرك شتلة الوعد المبين،قمحة في جوف الجائعين،رفيقة صلاح الدين على درب الخلاص. مدينة إذا أحبت أخلصت وإذا غضبت أغضبت، مدينة الشهداء منذ أن فرضت الشهادة فها هي دماء جعفر ما تزال تروي زيتونة مباركة وها هي دماء عبدالله وزيد شاهدة عصر على عصر . تستمر المعركة حتى شهداء ثورة الكرك ... تسائلني دروبي عن خطاهم وعن سنابل القمح كيف عانقت المناجل سأشكركم واشكر كل المتعبين على أرصفة الزمن في انتظار الوعد...
القدر مرة أخرى يأبى أن لا يترك صفحات عذراء على تاريخ هذه المدينة ، وكأنه قدّر أن تجبل رمال الصحراء بالدموع والدماء والتضحيات لكي تحيا الأجيال القادمة بسلام .
الكرك ليست مجموعة من البيوت القديمة والشوارع والجبال والصحارى ، إنها امرأة ولادة ، أم رءوم ، أم شرسة إذا اشتد أزيز الرصاص، إنها ملاذ لكل من ثار على الظلم .
الناصر داوود : جاء من القاهرة إلى الكرك بعد أن ضاقت به القاهرة أملا في المحافظة على ملكه.
قاسم الأحمدي قائد ثورة نابلس . ثار على الحكومة المصرية في فلسطين وعندما ارتكب إبراهيم باشا المجازر في نابلس . فر القاسم إلى الكرك لعلمه المسبق انه سيجد من يسانده . لم يكتفي إبراهيم باشا بفرار القاسم بل لحقه إلى الكرك وبالرغم من كل التهديدات التي أطلقها إبراهيم باشا لأهالي الكرك لتسليم القاسم والنجاة من بطشه إلا أنها لم تجد آذان صاغية فدفعت الكرك الثمن من الدماء والدموع والمال والبنين في حين هربت الحامية التركية ولم يبقى منهم أحد . وجاء في الموسوعة الفلسطينية خطاب إبراهيم باشا لوالده محمد علي باشا في مصر (دمرت الكرك وأحرقت كل قرياتها ) اعدم القاسم في نابلس مع مجموعة من الثوار . وسجن عدد من زعماء الكرك منهم اسماعيل باشا المجالي .
سلطان باشا الاطرش:قائد ثورة الدروز ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا حيث جاء إلى الكرك في بداية الثلاثينيات هروبا من المستعمر الفرنسي وبرفقته شقيقه الشاعر شبلي الأطرش ومجموعة من الثوار وأقام في الكرك لأكثر من عامين لعلمه المسبق ان الكرك هي ملاذا للثوار. والجدير بالذكر أن الشاعر شبلي الأطرش انشد قصيدة يتغنى فيها بالدولة العثمانية لإثارة حماسة أهالي الكرك ومنها :
يا الله عليك الستر يا رب يا رحمن
تنصر جيوشا لنا بالسلم والعدوان
سلطان باشا القريه يا شمعة الديوان
ما يذبح الا الحايل ويصدر الخرفان
بارودنا عصملي ما نعتني يالماني
وسيفونا هندية دقة بني عثمان
وهذه القصيدة ما زالت تغنى الى الان في الدبكة المعروفه بأسم الجوفيه.
وتذكر صفحات التاريخ ان امراء ال سعود كانوا على علاقات طيبة مع الكرك فقد كانوا يرسلون الهدايا الى زعامات الكرك ولا يذكر ان الكرك كانت تدفع الاتاوه لهؤلاء الامراء مع العلم ان ال سعود هم الذين شتتوا قبائل شمر وقضوا على حكم الهاشمين في الجزيره العربية وثاروا على الدولة التركية حتى اخمد ثورتهم ابراهيم باشا وذلك بطلب من السلطان العثماني حيث وعده بولاية مكة اذا نجح ولكن السلطان لم يفي بوعده فكان ذلك احد اسباب ثورة محمد علي باشا على الدولة التركية.
- ثورة الكرة هي مخاض للثورة العربية الكبرى: - ففي عام 1912 أي بعد الثورة بعامين قال الشاعر البدوي - قصيدة يتبأ فيها بحدوث الثورة الكبرى - فقد قال : -
باكر يجوك البداوي كما السيل داوي
الهم على ظهور النجايب حداوي
في صف اخو عليا النداوي
عوده مضرا للعدى والطام
اقطع الساني كان هالهرج ما يصير
يجي من القبلة جيوش ودعاثير
يجي يا فيصل قايدا للطوابير
جده مترخ للعرب سيد الاسلام
وفي عام 1916 تحققت نبؤة الشاعر بقيام الثورة العربية الكبرى .
هذه هي الكرك لا تملك الا وجها واحداا أينما قلبتها ك-ر-ك فالوفاء طبعها وسجيتها.