ذهبت نهاية الاسبوع الماضي الى العقبة.
في العقبة قصة نجاح لمشروع تستحق أن يكتب عنها، وتستحق أن تلحف بلغة الشكر والثناء، والاعتراف بالنجاح.
مشروع « ايلة « قصة استثمارية عبقرية.. واذا ما وجه مؤشر الحديث عن العقبة والاسثتمار والمستقبل، فيصعب استثناء او تجاوز او القفز عن «مشروع ايلة» . مشروع تجاوز العمران السياحي والاستثمار العقاري، انه فضاء وبيئة ثقافية وفنية. ومشروع أحدث انقلابا في اقتصاد العقبة، وانقلابا في الانماط والاشكال التقليدية للسياحة في العقبة.
وأنا أقف على بوابة العقبة قادما ومغادرا.. اول سؤال خطر على بالي، ماذا لو أن العقبة بلا مشروع ايلة.. تخيلوا، وهناك مشاريع موازية لايلة تعثرت في انجاز التدشين.
ايلة نقلة اقتصادية واستثمارية كبرى في العقبة، وتستحق أن تعمم تجربة الادارة الناجحة والخلاقة، وتحديدا مديرها المهندس سهل دودين .. ونحن نتحدث عن مشروع سياحي هو الاكبر اردنيا وينافس اقليميا وعربيا.
كيف نجحت ايلة وتعثرت واخفقت مشاريع اخرى في العقبة والاردن؟ لربما، هذا السؤال يحتاج الى مراجعة وتقييم ودرس مستفيض في ادراك مفهوم الاقتصاد والادارة الحكيمة والعاقلة، والرأسمال الوطني.
وعندما يكون رأسمال وادارته مؤمنة بالتنمية ومؤمنة بالمجتمع، ومؤمنة بالدولة، ومؤمنة بالمعنى البعيد والعميق لدور القطاع الخاص في المسؤولية الاقتصادية الوطنية.
وايلة حطت الاردن على خريطة السياحة الاقليمية والعربية.. وفي دول الجوار الاقليمي ورش بناء وعمران وتحديث مفتوحة، ومشاريع سياحية وعمرانية عملاقة.
والأهم في مشروع ايلة أنه قصة نجاح اردنية بامتياز، لا مدراء وخبراء ومستشارين عرب ولا اجانب.. كادر اداري وفني وترويجي اردني بحت.
«ايلة « خلقت تنويعا في صناعة المنتج السياحي.. واستقطابا لسياحة عربية واجنبية، ومحلية أيضا. ويمكن تقسيم العقبة الى حقبتين قبل وبعد ايلة. وأنا اغادر العقبة وجدت نفسي مجبرا أن أفكر في مشروع أيلة، واتخيل العقبة دون ايلة، واتخيل لو أن المشروع متعثر وقائم على ركام ومبان خاوية، كبقية مشاريع الاستثمار السياحي في العقبة.
لا تملك الا أن تحترم نموذج مشروع ايلة، وادارة المشروع برئاسة المهندس سهل دودين.. وكيف استطاعت أن تزرع في الاقتصاد الاردني مشروعا استثماريا سياحيا ناجحا ومتقدما.
في الاردن ثمة أشياء تدعو الى البهجة والتفاؤل. وتدعو الى النظر بايجابية وأمل.. ورغم كل ما نواجه من تحديات وصعاب، وتعب في الحياة العامة والخاصة.