زاد الاردن الاخباري -
حذر أطباء وأخصائيو تغذية في الإمارات من الاعتماد المفرط على «المُفرزنات» في أطعمة رمضان، والتي تلجأ إليها كثير من الأسر عبر تخزين كميات كبيرة منها «معدة مسبقاً» في «البرادات»، لتكون جاهزة للاستخدام، توفيراً للوقت والجهد خلال فترات الصيام، ولا يقتصر الأمر على المقبلات فقط، بل يشمل الوجبات الرئيسة أيضاً.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن عدم التزام المعايير الصحية في عملية التخزين، يؤثر في جودة الطعام، ويفقده عناصره الأساسية، ما يترك أثراً في الصحة العامة، خصوصاً عند تجاوز أو تراجع درجات الحرارة الموصى بها في التبريد.
وتفصيلاً، أكد استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، أن تجميد الطعام في برادات التجميد يعتبر من طرق الحفظ المعتمدة، إلا أن هناك محاذير تجب مراعاتها لتفادي المشكلات الصحية، مثل تجنب استخدام برادات التجميد القديمة، التي قد ينجم عنها ذوبان الثلج في الأطعمة ثم تتم إعادة تجميدها مرات عدة، فضلاً عن اختلاف درجات الحرارة داخل البراد من وقت لآخر، ما يشكل خطراً على سلامة الغذاء، وأشار إلى أن فحص البراد وصيانته بانتظام أمر ضروري للحفاظ على جودة الأطعمة.
وذكر أن هناك فرقاً كبيراً بين وضع الطعام داخل البراد أو على باب البراد، حيث تختلف درجات الحرارة من مكان إلى آخر، ما قد يؤثر في طريقة حفظ الطعام، خصوصاً أن بعض أنواعه يحتاج إلى درجات حرارة أقل من «-18» مئوية، لضمان سلامتها وصلاحيتها، مثل اللحوم التي يمكن حفظها من أربعة إلى 12 شهراً، إن كانت مطبوخة أم لا، بينما قد لا تتحمل بعض الأطعمة مثل الفواكه والخضراوات التجميد لفترة طويلة.
وأضاف: «بعض المأكولات التي يكثر استهلاكها في رمضان مثل المعجنات التي يستخدم فيها الحليب، أو «السمبوسة»، لا يمكن تخزينها لأكثر من شهر، ما يتطلب الحذر عند شرائها من الأسواق، والتأكد من تاريخ إنتاجها، ومعرفة ما إذا كانت اللحوم المستخدمة فيها مطبوخة أو غير مطبوخة، لأنها تؤثر بشكل كبير في مدة صلاحيتها».
وأوضح أن هناك أنواعاً من الطعام لا ينصح بتجميدها، مثل الأطعمة التي تحتوي على البيض أو الصلصات، وكذلك الفواكه والخضراوات التي تحتوي على نسبة كبيرة من السوائل، مثل الخيار والبطيخ، إضافة إلى الأطعمة التي تحتوي على البقسماط أو الخبز المطحون، والأطعمة المعلبة. وشدد على ضرورة اتباع إرشادات حفظ الطعام في برادات التجميد، مع ضرورة التحقق من درجة حرارتها ومكونات الأطعمة قبل تخزينها فيها لتجنب أي أضرار صحية قد تنتج عن سوء حفظها.
فيما حذر الطبيب البيطري، محمد الزرعوني، من تجميد بعض الأطعمة بطريقة غير صحيحة، مشيراً إلى أن لكل نوع من الأغذية درجة حرارة معينة يجب الالتزام بها، وأي تغيير في درجة التجميد قد يؤدي إلى تلفها وفقدان قيمتها الغذائية.
وقال إن بعض الأغذية، خصوصاً اللحوم، تحتاج إلى درجات تبريد دقيقة، وهذه العملية تنفذ بدقة في المسالخ والمصانع المتخصصة، لكن عند تخزينها منزلياً لفترات طويلة قد تفقد قيمتها الغذائية، وبالتالي استهلاكها لا يحقق فائدة، بل يشكل ضرراً».
وأشار إلى أن بعض الشركات المتخصصة في بيع الوجبات «المُفرزنة» تضيف مواد حافظة ومنكهات للحفاظ على الطعم، لكنها في الواقع تؤثر في جودتها، وتسهم في زيادة الوزن، مؤكداً أن هذه المواد المضافة تحافظ على النكهات دون القيمة الغذائية.
وأضاف: «عند قلي أو طهي الأطعمة المجمدة، لا يشعر الأشخاص بالتغيرات التي تطرأ على مكوناتها، لأن الحرارة العالية تسحب الرطوبة، ما يخفي بعض التغيرات التي تحدث أثناء التخزين الطويل». وبيّن الزرعوني أن تجميد الأطعمة لا يقتل البكتيريا إذا لم يتم حفظها بشكل مناسب منذ لحظة شرائها، وبعض الأطعمة، مثل الخضراوات والشوربات، قد تتعرض للتلف أثناء التجميد لفترات طويلة دون أن يكون ذلك ظاهراً عليها.
وأوضحت أخصائية التغذية، عائشة محمد النقبي، أن الاعتماد الزائد على الأطعمة المجمدة (المُفرزنات) قد يؤدي إلى أضرار صحية غير متوقعة، حتى وإن تم تخزينها بشكل صحيح، مشيرة إلى أن التجميد وسيلة عملية لتوفير الوقت والجهد، ولكن الاستهلاك المفرط بالاعتماد عليها قد يسهم في نقص بعض العناصر الغذائية المهمة، نظراً إلى أن بعض الأطعمة المجمدة تفقد كميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن أثناء فترة التجميد، ما يقلل من فوائدها الصحية.
وذكرت أن المأكولات المصنعة أو الجاهزة، قد تحتوي على مواد حافظة ودهون مشبعة، ما يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية مثل السمنة وأمراض القلب، ولذلك من الأفضل تناول الأطعمة الطازجة قدر الإمكان، وتقليل الاعتماد على «المُفرزنات» للحفاظ على الصحة.