يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والذي إنكشفت جميع أوراقه لن يلق الدعم الغربي من جديد بعد الشرخ الذي وقع داخل حلف الناتو او بالأحرى بين أوروبا والولايات المتحدة بسبب موقف الرئيس الأمريكي من أوكرانيا، والإستدارة الأمريكية نحو روسيا بتصرف لا يعكس الحليف الأكبر لأوروبا، وكأن الأوروبيون في إجتماعهم في لندن يقولون "لقد نسف ترامب ما إتفقنا عليه بعد الحرب العالمية الثانية"،لم يتبق أي إلتزامات أو تحالفات دولية،فعدوي في الأمس أصبح صديقي اليوم والعكس بالعكس،كل ذلك ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يدري ما يدور بين حلفائه ولا يرى غير بقائه في السلطة والهرب من المحاكمات عن طريق إشعال الحروب، وفتح جبهات جديدة ناهيك عن إعادة إحتلال غزة، ليخدع الإسرائيليين مرة أخرى وأولهم أحزاب المعارضة في الداخل بأن أمن إسرائيل في خطر.
إن محاولة نتنياهو التنصل من إتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في إتمام المرحلة الثانية والثالثة والتي تمت الموافقة عليها أمام أنظار العالم ومحاولة فتح جبهات وتهديدات جديدة،فهو يحاول إشعال جبهة الضفة الغربية وفتح جبهة مع سوريا وربما الجنوب اللبناني من جديد،لكن نتنياهو تناسى بأن تلك الجبهات تحتاج إلى إمداد غربي كبير أوروبي -أمريكي وخصوصا إذا خاض حروبا طويلة الأمد ،فالدعم الأوروبي سيكون مشكوكا فيه نتيجة الخلافات الأوروبية الأمريكية،ودعم ترمب العسكري والمادي له لن يكون كدعم بايدن في السابق،ولا ننسى كذلك إن هناك حسابات لدى إيران لم تغلق بعد،وشعبية نتنياهو في الداخل في تناقص لفشله في إعادة بعض الأسرى أحياء ،ناهيك عن الشكوك في إستكمال المرحلة الثانية، وفشله في القضاء على المقاومة حماس.
لذلك فإن المتغيرات والمواقف العالمية لن تكون في صالح إسرائيل كما كانت في السابق ،وخصوصا إن مواقف الدول التي طبعت مع إسرائيل أصبحت على الطاولة لإعادة تقييمها،بعد كشف المخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين وإنهاء وجودهم في فلسطين وتوطينهم في الخارج، وهذا خرق لإتفاقيات السلام السابقة ،لذلك لن تحصل إسرائيل على الأمن دون الأفق السياسي.
مدير عام مركز جوبكينز للدراسات الإستراتيجية.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.
المهندس مهند عباس حدادين.