أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
العياصرة: المنظومة العربية موحدة .. وإيران بدون مخالب بعد خروجها من سوريا إثر ضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية إيقاف 3 منشآت عن العمل بإربد بيان صادر عن مديرية الأمن العام لجنة توصي بحلول مرورية لحل أزمة دوار الثقافة في إربد ولي العهد يجري اتصالا مع وزير التربية للاستفسار عن قضية الحميدي. الاتحاد الأوروبي يتبنى مساعدات مالية للأردن بقيمة 500 مليون يورو تطورات حالة عدم الاستقرار الجوي والطقس يوم الخميس إدارة ترامب تجري محادثات مباشرة مع حماس وزير التربية: حادثة حرق الطالب غريبة على مدارسنا روسيا: لا يوجد أي مفاوضات مع أوكرانيا الأوقاف تحذر من روابط وهمية تدعي تقديم مساعدات مالية توتر بعد ترسيبات عن لقاءات سرية بين حماس وإدارة ترمب الزرقاء .. ضبط سائق ظهر في فيديو وهو يقود بصورة استعراضية ومتهورة استقبال 22 طفلا من جرحى غزة في المستشفيات الخاصة بريطانيا تدعو إسرائيل إلى رفع القيود عن المساعدات الإنسانية لغزة 3 دول أوروبية تطالب إسرائيل بإيصال المساعدات لغزة دون معوقات باكستان: 18 قتيلا في هجوم انتحاري على مجمع للجيش الأردن يشارك الخميس في اجتماع خليجي في السعودية يناقش تطورات الإقليم وفد من الأشراف التربوي يزور مديرية المزار الشمالي الأردن يشارك في اجتماعات اللجنة الحكومية الدولية للملكية الفكرية
أوروبا بين مطرقة المصالح الأمريكية ، وسندان القطيعة ... !! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أوروبا بين مطرقة المصالح الأمريكية ، وسندان...

أوروبا بين مطرقة المصالح الأمريكية ، وسندان القطيعة .. !!

05-03-2025 07:13 AM

منذ عقود، يردد الأروبيون مقولتهم الشهيرة ، "لا صداقات دائمة في السياسة، ولا عداوات دائمة، بل مصالح دائمة" ، ومع ذلك، يبدو أنهم لم يستوعبوا الدرس جيدًا، إذ لا يزالون يراهنون على أهمية شراكتهم الاقتصادية مع الولايات المتحدة، متجاهلين التحولات العميقة التي تشهدها السياسات الأمريكية، والتي تتجلى بوضوح في عقيدة ترامب الجديدة ، والسؤال : هل يمكن لأوروبا أن تستمر في خداع نفسها بالقول إن واشنطن لن تتخلى عنها لأنها أكبر شريك تجاري لها بحجم تبادل يفوق 1500 مليار دولار سنويًا؟! في تقديرنا هذا محض وهم لا يستقيم مع واقع السياسة الأمريكية المتغيرة، حيث أظهرت السنوات الأخيرة أن الولايات المتحدة، سواء تحت حكم الجمهوريين أو الديمقراطيين، لم تعد ترى أوروبا حليفًا استراتيجيًا بل ساحة نفوذ تخضع لمصالحها العليا ، وعندما اعتلى دونالد ترامب السلطة، كان هناك اعتقاد أوروبي ساذج بأن سياساته الانعزالية والتقشفية تجاه الحلفاء هي مجرد نزوة رئيس غير تقليدي ، لكن هذا الزعم انهار سريعًا عندما أظهر الرئيس الديمقراطي جو بايدن، الذي كان يُفترض أنه أكثر التزامًا بالحلفاء التقليديين، أنه لا يختلف كثيرًا عن سلفه في تغليب المصلحة الأمريكية على حساب أوروبا ، وتجلّت هذه الحقيقة بوضوح في إنشاء تحالف AUKUS بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، والذي أدى إلى إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية مع أستراليا، موجهًا صفعة اقتصادية وسياسية لفرنسا ، كما أن سياسات "التحوّل الأخضر" التي تبناها بايدن صبّت في مصلحة الشركات الأمريكية على حساب نظيراتها الأوروبية، فيما وقفت واشنطن خلف أوروبا في مواجهة موسكو خلال الحرب الأوكرانية، تاركة الأوروبيين في الخطوط الأمامية بينما اكتفت بدعم محدود ومحسوب ، كل هذا يكشف أن الضرر الأمريكي على أوروبا ليس نتيجة لسياسات ترامب وحده، بل هو نهج مشترك للحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث تعمل الإدارات الأمريكية المتعاقبة على إعادة هيكلة تحالفاتها بما يضمن تحقيق مصالحها، حتى لو كان ذلك على حساب شركائها التقليديين ، و
من المثير للدهشة أن الأوروبيين يتجاهلون سجل الولايات المتحدة في تهميشهم، رغم أن التاريخ الحديث يحمل شواهد واضحة على ذلك ، ففي 2009، اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف لإعادة إحياء العلاقات الأمريكية الروسية، وهو ما تم على حساب أمن أوروبا عندما تخلت واشنطن عن مشروع القبة الصاروخية الذي كان يحمي الجناح الشرقي لحلف الناتو ، وفي 2010، خلال قمة الناتو في لشبونة، عقد الأمريكيون والروس ما عُرف آنذاك بـ"الشراكة الاستراتيجية"، وهو اتفاق كان هدفه تقليل التوترات الجيوسياسية ولكنه، عمليًا، ساهم في تهميش الدور الأوروبي في تحديد مستقبل أمنه ، واليوم، يتكرر المشهد نفسه، ولكن هذه المرة من زاوية اقتصادية بحتة، حيث أصبح واضحًا أن التقارب الروسي-الأمريكي لا يقوم على مصالح جيوسياسية كما في السابق، بل على مصالح اقتصادية مباشرة تهدد الأمن الطاقي والاقتصادي للاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل سيطرة روسيا على الأراضي الأوكرانية الغنية بالموارد الطبيعية ، ومن الجوانب الأكثر خطورة في العلاقة الأمريكية الأوروبية أن ترامب لم يكتفِ فقط بإعادة تعريف السياسة الخارجية تجاه أوروبا، بل سعى أيضًا إلى دعم الحركات اليمينية المتطرفة داخل القارة العجوز ، ففي ولايته الأولى، أرسل مستشاره ستيف بانون إلى أوروبا لتوحيد الأحزاب اليمينية، محاولًا بناء تحالف أيديولوجي داعم لخطط ترامب في الولايات المتحدة ، واليوم، ومع عودته إلى السلطة، أصبح هذا السيناريو أكثر تهديدًا للاتحاد الأوروبي، حيث قد يؤدي إلى تفكيك أسس التعاون الأوروبي المشترك، وتعزيز النزعات القومية المتطرفة، مما يُضعف قدرة أوروبا على تبني موقف موحد تجاه التحديات الدولية ، وفي ظل هذه التحديات، تبدو أوروبا أمام مفترق طرق حاسم : إما أن تستمر في الاعتماد على الولايات المتحدة كمظلّة أمنية واقتصادية، رغم كل المؤشرات التي تدل على أن هذه العلاقة أصبحت عبئًا عليها، أو أن تبدأ في بناء استقلالها الاستراتيجي بعيدًا عن واشنطن ، ويتطلب هذا التحول خطوات جريئة تبدأ بتشكيل منظومة دفاعية موحدة لا تخضع للإرادة الأمريكية، وإيجاد شراكات اقتصادية جديدة خارج النفوذ الأمريكي، سواء مع القوى الآسيوية الصاعدة أو مع دول أخرى تسعى إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب ، وكذلك، على أوروبا أن تتخلص من عقدة الماضي التي تمنعها من تشكيل قيادة عسكرية موحدة، فغياب الثقة بين القوى الأوروبية الكبرى هو ما يحول دون إنشاء جيش أوروبي مستقل، وهو ما تستغله واشنطن لإبقاء القارة ضمن دائرتها الاستراتيجية ، بالتالي لم يعد من المقبول أن تظل أوروبا أسيرة أوهام التحالف الأبدي مع الولايات المتحدة، خاصة عندما يكون هذا التحالف قائمًا على استنزافها سياسيًا واقتصاديًا ، فالمتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية تشير بوضوح إلى أن العالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، حيث لم تعد واشنطن اللاعب الوحيد على الساحة الدولية ، والسؤال المطروح اليوم ليس ما إذا كانت أوروبا ستتضرر من السياسات الأمريكية، بل إلى أي مدى ستظل مستعدة لتحمل هذا الضرر دون أن تبادر بتغيير مسارها ؟!! ربما يكون الوقت قد حان لكي تتحرر أوروبا من ظل واشنطن، وتبدأ في رسم مستقبلها بيديها، بدلاً من أن تكون مجرد تابع في لعبة المصالح الدولية ... !! خادم الإنسانية.
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع