في ظل المحن المتواصلة التي تعصف بقطاع غزة ،ما يزال الأردن يؤكد بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، التزامه الثابت بمساندة الأشقاء الفلسطينيين، ليس فقط من خلال الدعم السياسي، بل عبر مبادرات إنسانية تعكس عمق الروابط الأخوية والتاريخية بين الشعبين، وفي خطوة جديدة تعكس هذا الالتزام، وصلت سيارات الإسعاف الأردنية والحافلات التابعة للقوات المسلحة إلى غزة لإجلاء الدفعة الأولى من الأطفال المرضى، في عملية إنسانية تعبر عن تضامن الأردن المستمر مع أهل غزة المحاصرين.
في الحقيقة لم يكن الموقف الأردني تجاه غزة يوما مجرد شعارات، بل هو نهج راسخ يستند إلى رؤية ملكية تولي البعد الإنساني أهمية قصوى، فمع تزايد التحديات التي تواجه القطاع، تبرز الاستجابة الأردنية السريعة والفاعلة، حيث تحركت الفرق الطبية ووسائل النقل لنقل ألفي طفل مريض من غزة إلى المستشفيات الأردنية، حيث سيحصلون على الرعاية الصحية اللازمة قبل إعادتهم إلى ديارهم بعد استكمال علاجهم.
هذه المبادرة ليست استثناء، بل تأتي امتداد لمسيرة طويلة من الدعم الذي يقدمه الأردن لغزة، فمنذ سنوات، يعمل المستشفى الميداني الأردني في القطاع بلا توقف، مقدما خدمات طبية مجانية في ظل ظروف صعبة، كما لم تتوان المملكة عن إرسال المساعدات عبر الجسور الجوية والقوافل البرية، لمساعدة سكان غزة على تجاوز الأزمات المتكررة التي فرضها الحصار والعدوان.
فدور الأردن تجاه غزة ليس مجرد استجابة آنية لحالة طارئة، بل هو التزام أخلاقي وواجب وطني ينبع من القيم الأردنية والهاشمية الراسخة فرؤية جلالة الملك تقوم على أن دعم الأشقاء الفلسطينيين هو مسؤولية تاريخية وإنسانية، وهو ما ينعكس في المواقف الأردنية الثابتة والمساعدات المتواصلة، سواء من خلال تقديم العلاج للمرضى، أو عبر الوقوف سياسيا ودبلوماسيا إلى جانب القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
وفي الختام أقول إن الأردن سيبقى، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، نموذجا يحتذى به في التضامن الإنساني، حيث يثبت في كل مرة أنه الشقيق الأقرب الذي لا يتخلى عن مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ومع استمرار الظروف القاسية التي تعيشها غزة، يؤكد الأردن مجددا أن أبوابه مفتوحة، ويده ممدودة لكل من يحتاج إلى العون، مجسدا أسمى معاني الأخوة والوفاء.