زاد الاردن الاخباري -
قال مدير وحدة حقوق الانسان في رئاسة الوزراء، الدكتور خليل العبداللات، "في اليوم العالمي للمرأة، نقف بفخر أمام الإنجازات التي حققتها المرأة الأردنية، والتي جاءت ثمرة لرؤية القيادة الهاشمية الحكيمة، وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله، على ترسيخ دور المرأة كشريك أساسي في بناء الدولة وتعزيز مكانتها في مختلف المجالات".
وأضاف أن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يواصل دعمه للشابات والفتيات الأردنيات من خلال مبادرات نوعية تركز على تطوير المهارات، وتشجيع الابتكار، وتعزيز مشاركة المرأة في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال، وتمكينها من المنافسة في سوق العمل.
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت إصلاحات جوهرية أسهمت بتعزيز مكانة المرأة وضمان حقوقها، حيث جاءت التعديلات الدستورية الأخيرة لتؤكد مبدأ المساواة وعدم التمييز، ولتعزز مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية، إضافة إلى أن منظومة الإصلاح السياسي والاقتصادي وتطوير القطاع العام أدت دورًا حيويًا في فتح آفاق جديدة أمام المرأة، وتوفير بيئة داعمة لمشاركتها في عمليات صنع القرار على المستويين الوطني والمحلي.
وبين العبداللات أن الحكومة الأردنية، عملت استناداً إلى التوجيهات الملكية، على إقرار سياسات وتشريعات نوعية تهدف إلى تمكين المرأة وضمان تكافؤ الفرص، مثل تعزيز تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، وإطلاق برامج اقتصادية لدعم المشروعات الريادية التي تقودها النساء، إضافة إلى تعزيز الحماية القانونية والاجتماعية للمرأة في مختلف القطاعات.
كما شهدت الأعوام الماضية تعديلات جوهرية على قانون العمل، بهدف تحسين بيئة العمل للمرأة، وضمان تكافؤ الفرص بينها وبين الرجل، إلى جانب توفير دعم أكبر للأمهات العاملات، ما يعزز من استقرارهن الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح أنه بات من الضروري اليوم تعظيم دور المرأة في مختلف القطاعات، وتعزيز مشاركتها في العمل السياسي والبرلماني، حيث تقوم اللجان البرلمانية المختصة بدور رئيسي في صياغة التشريعات والسياسات الداعمة لحقوق المرأة، بما يضمن تمكينها في مواقع صنع القرار.
كما أن الأحزاب السياسية مدعوة إلى تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لتعزيز مشاركة النساء في المشهد السياسي، من خلال توفير بيئة مشجعة لانخراطهن في العمل الحزبي، ودعم ترشحهن للانتخابات البرلمانية والبلدية.
وأشار العبداللات إلى دور اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة المحوري في صياغة السياسات الوطنية التي تعزز حقوق المرأة، وتضمن إدماج قضاياها في الخطط التنموية، ما يسهم بترسيخ نهج متكامل يعزز مكانة المرأة في المجتمع.
وقال "إن تمكين المرأة اقتصادياً يعد خطوة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث توفر الإصلاحات الاقتصادية الحديثة فرصاً أكبر للنساء في مجالات الريادة والابتكار، وقد عملت الحكومة، بالشراكة مع القطاع الخاص، على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تديرها النساء، إضافة إلى توفير برامج تدريبية تهدف إلى تعزيز قدراتهن على دخول الأسواق المحلية والعالمية، ما يساهم في زيادة مساهمتهن في الاقتصاد الوطني".
وأكد العبداللات دور الجامعات الأردنية في تمكين المرأة ودعمها من خلال تطوير المناهج التعليمية والأبحاث العلمية التي تسهم بتعزيز دور المرأة في الاقتصاد والمجتمع، إضافة إلى أن مؤسسات التعليم العالي أصبحت بيئة حاضنة للإبداع والابتكار، حيث توفر للطالبات الأردنيات فرصاً أكاديمية ومهنية تعزز من دورهن الريادي في مختلف المجالات.
ولفت إلى أن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية والمنظمات الدولية تُشكل ركيزة أساسية في تعزيز حقوق المرأة، حيث تعمل على توفير الدعم اللازم للنساء، ورفع الوعي حول قضاياهن، وضمان توفير بيئة حامية لحقوقهن، من خلال التشبيك مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وأشار إلى أن الأردن يحتفل بهذه المناسبة بإنجازاته الكبيرة في دعم المرأة اللاجئة، حيث يعد نموذجاً مميزاً في تقديم الحماية والرعاية للنساء اللاجئات، في ظل قيادة جلالة الملك، مؤكدا أن الأردن يبذل جهوداً مستمرة لضمان حقوق المرأة اللاجئة، من خلال توفير خدمات صحية وتعليمية واجتماعية وتمكينهن اقتصادياً.
وأضاف ان الأردن تعاون مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني لتعزيز قدرة النساء اللاجئات على تجاوز التحديات التي يواجهنها، من خلال برامج تهدف إلى تعزيز مشاركتهن في المجتمع المحلي وتمكينهن في مجالات التعليم والعمل، مؤكداً أن حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، وأن دعم المرأة اللاجئة هو جزء من التزام الأردن الدائم تجاه الإنسانية والمساواة.
وقال العبداللات "إن تطلعنا إلى المستقبل يرتكز على بناء دولة القانون والمؤسسات التي تضمن تحقيق مبادئ المساواة والعدالة والإنصاف، حيث تمتلك المرأة جميع الأدوات التي تمكنها من تحقيق طموحاتها والمساهمة الفعالة في تنمية المجتمع، واليوم، إذ نحتفي بإنجازات المرأة الأردنية، فإننا نؤكد أن المسيرة مستمرة، وأن الأردن بقيادته الحكيمة ماضٍ في تمكين المرأة وتعزيز دورها، ليس فقط من أجلها، بل من أجل مستقبل أكثر إشراقًا للأردن والأردنيين جميعًا".