أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
تسجيل 16 براءة اختراع منذ بداية العام الحالي بنك الإسكان يعزّز تواجده في موقعه الجديد في العبدلي مول الاحتلال يواصل إغلاق معبري كرم أبو سالم وبيت حانون لليوم الـ 9 على التوالي برنامج الأغذية العالمي يدعو لتمويل عاجل للمساعدات الغذائية في أفريقيا المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة اتفاقية تعاون بين مؤسسة التدريب المهني وبلدية برقش فرق الإطفاء تكافح حريقا كبيرا بمستودع في منطقة سامارا الروسية 59.2 دينارا سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية مجلس النواب يعيد مناقشة المادة 8 من مُعدّل قانون العمل ويتابع باقي مواده اليوم موقع إسرائيلي: اجتماع متوتر بين الوزير ديرمر ومسؤول مصري إدارة ترامب تعين قيادة جديدة لوكالة الهجرة والجمارك موريتانيا تستعد لحوار سياسي تعهدت السلطات بألا يستثني أحدا كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية تزامنا مع مناورات بين سول وواشنطن خليفة ترودو: كندا لن تكون أبدا جزءا من أميركا مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو لن يستطيع معارضة ترامب إذا اتفق مع حماس بتكوين تهبط 5.47% إلى 81,555 دولارا مشعل: فلسطين لن يحكمها إلا الفلسطينيون ولا نظام سياسي يفرض عليهم تراجع أسعار النفط بفعل مخاوف الرسوم الجمركية وزيادة إنتاج أوبك+ أوكرانيا تستعد لمحادثات مع الولايات المتحدة في السعودية الثلاثاء إيران تكرر رفضها التفاوض بشأن برنامجها النووي "تحت الضغط والترهيب"
د. أحلام ناصر تكتب: المرأة ليست عدوة المرأة: تفكيك الصورة النمطية في يوم المرأة العالمي؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة د. أحلام ناصر تكتب: المرأة ليست عدوة المرأة:...

د. أحلام ناصر تكتب: المرأة ليست عدوة المرأة: تفكيك الصورة النمطية في يوم المرأة العالمي؟

10-03-2025 06:49 AM

تنتشر في الثقافة الشعبية مقولة مفادها أن "المرأة عدوة المرأة"، مما يوحي بأن النساء لا يدعمن بعضهن وأن الغيرة والعداوة بينهنّ أمرٌ فطري. بالفعل، قد يُلاحظ في بعض الأوساط تنافس بين النساء يصل أحيانًا إلى حد الصراع السلبي وغير البنّاء. لكن هل هذا التنافس نابع من طبيعة المرأة ذاتها، أم أنه نتاج التأثيرات الاجتماعية والثقافية المحيطة بها؟ تشير دلائل علمية عديدة، إلى أن العلاقات بين النساء تتشكل إلى حد كبير وفق البنية المحيطة، والقيم السائدة في المجتمع. في هذا المقال، نستعرض تأثير القيم المجتمعية والتقاليد على تكوين العلاقة بين النساء، وكيف يمكن تعزيز التعاون بدل التنافس السلبي.
المرأة في مواقع النفوذ: هل الفرص المحدودة تخلق التنافس؟
على الرغم من أن النساء يشكّلن نصف المجتمع، لا تزال مشاركتهن في مواقع السلطة محدودة جدًا، مما قد يخلق منافسة على الفرص القليلة المتاحة. فعلى سبيل المثال، تشغل النساء نحو 27% فقط من مقاعد المجالس التشريعية حول العالم وفقًا لدراسة أجريت عام 2024. أما في ميدان العمل، فقد وجدت دراسة أجرتها جامعة أريزونا أن النساء يتعرضن لمعاملات غير لائقة من زميلاتهن بنسبة أعلى مما يتعرضن له من زملائهن الذكور. كما أظهر استطلاع أمريكي وطني حول التنمّر الوظيفي أن 80% من سلوكيات التنمّر التي ترتكبها النساء تستهدف نساء أخريات في بيئة العمل، مما يعزز الانطباع بأن جزءًا من التحديات التي تواجهها المرأة يأتي من بني جنسها.
ومع ذلك، ليست الصورة قاتمة تمامًا. فبينما تشير بعض الإحصاءات إلى صراعات ملحوظة، تؤكد دراسات أخرى على وجود التضامن والدعم بين النساء. مراجعة علمية منهجية حديثة (شملت 141 دراسة) لم تجد دليلًا على انتشار ما يُعرف بـ "متلازمة الملكة النحلة"، أي أن النساء في المناصب القيادية تعرقل تقدم المراة في العمل. بل على العكس، وجدت الدراسة أن النساء القياديات غالبًا ما يدعمن زميلاتهن، خاصة في بيئات تشجع على التعاون، مما يدل على أن الصورة النمطية عن المرأة التي تعادي زميلاتها مبالغ فيها.
دور القيم الاجتماعية والتقاليد في تشكيل العلاقة بين النساء
تلعب القيم الاجتماعية والتقاليد دورًا أساسيًا في تشكيل العلاقات بين النساء، خاصة في المجتمعات الأبوية، حيث تُمنح الأفضلية للرجال وتُعتبر الذكورة معيارًا أعلى شأنًا. في هذه البيئة، تتنافس النساء لكسب رضا الرجل أو تحقيق المكانة التي يحددها المجتمع، ويتفاقم هذا التنافس في المجتمعات التي يُمارَس فيها تعدد الزوجات، حيث تتنافس الزوجات على اهتمام الزوج وموارده. كما أن تنشئة الفتيات على ندرة الفرص الاجتماعية والاقتصادية تعزز لديهن الميل للتنافس. وتوضح عالمة الاجتماع ليزا وايد أن هذا التمييز يجعل تقدير الرجال مقياسًا للقيمة الاجتماعية، مما يدفع النساء لرؤية بعضهن كمنافسات بدلًا من شريكات أو داعمات.
منصات التواصل الاجتماعي: تعزيز التنافس أم تغييره؟
تلعب منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات دورًا محوريًا في ترسيخ أو تحدي فكرة التنافس بين النساء. غالبًا ما تُصوَّر علاقاتهن على أنها مليئة بالغيرة والمؤامرات، مما يضفي الإثارة ويجذب الجمهور. على سبيل المثال، تتعمّد بعض المقابلات الصحفية سؤال النجمات بأسئلة تُحفزهن على انتقاد بعضهن، مما يعزز الصورة النمطية بأن العلاقات النسائية قائمة على العداء والغيرة بشكل دائم. في المقابل، بدأت بعض وسائل الإعلام بالترويج لنماذج تعاونية وإيجابية للعلاقات بين النساء، وهو اتجاه يمكن أن يُسهم في إعادة تشكيل النظرة العامة حول هذه العلاقات.
الفروقات الثقافية: كيف تؤثر البيئة على علاقات النساء؟
على الرغم من بعض القواسم المشتركة عالميًا، يختلف شكل التنافس والتآزر بين النساء من ثقافة لأخرى. فعندما تكون النساء في مجتمعٍ ما ممكَّنات ولديهن دور مركزي، يزداد استعدادهن للمنافسة بثقة وإيجابية، بينما في المجتمعات التي تُهمَّش فيها النساء، قد يتجنبن المنافسة العلنية لأنهن نشأن على أن هذا الميدان للرجال. كما أن هناك معيارًا مزدوجًا في الحكم على الخلافات؛ فخلاف الرجال يُعتبر منافسة طبيعية وربما بنّاءة، بينما خلاف النساء يُفسَّر على أنه صراع شخصي قد تخفي وراءه ضغائن طويلة.
هل المرأة حقًا عدوة المرأة؟
تنقل العديد من الصور النمطية حول تنافس النساء عبر الثقافات، لكنها ليست ثابتة. فمقولة "المرأة عدوة المرأة"، رغم انتشارها، باتت تُفندها العديد من الأصوات النسوية في العالم العربي والغربي، معتبرةً إياها نتاجًا للبنية الاجتماعية الذكورية أكثر من كونها حقيقة طبيعية. كما تُظهر الأبحاث أن الرجال يمارسون أساليب العدوان غير المباشر، مثل القيل والقال والتهميش الاجتماعي، بمعدلات مماثلة أو أعلى من النساء، لكن المجتمع يُسلّط الضوء على عدوان النساء أكثر، مما يعزز الفكرة الخاطئة بأن النساء أكثر تنافسًا وعدوانية تجاه بعضهن.
كيف نُعيد تعريف العلاقات النسائية؟
في النهاية، التنافس بين النساء ليست حقيقة حتمية، بل ظاهرة قابلة للتغيير بتغير الظروف والبيئة المحيطة. إن تحسين العلاقات النسائية يستلزم معالجة الجذور الاجتماعية التي تغذي التنافس السلبي. وتؤكد الدراسات أن سلوكيات العداء بين النساء لا تنبع من طبيعة شريرة أو عوامل بيولوجية، بل غالبًا ما تكون استجابة لبيئة تمييزية وضغوط اجتماعية مهيكلة.
باختصار، إن تغيير البنية الاجتماعية والثقافية باتجاه مساواة أكبر واحترام أعمق للمرأة، كفيلٌ بتغيير ديناميكية العلاقات بين النساء نحو الأفضل. فحين يُزال الضغط الذي يولّده المجتمع على النساء، والذي يدفعهن أحيانًا للتنافس العدائي، ستبرز الطبيعة الحقيقية لهذه العلاقات المبنية على التعاطف والتضامن. كما أن تمكين المرأة جماعيًا وليس فرديًا هو المفتاح؛ فنجاح امرأة في ظل بيئة عادلة سيُنظر إليه كانتصار لجميع النساء، وليس تهديدًا لهن. بهذا الفهم الجديد، يمكن بناء مجتمع ترى فيه النساء بعضهن البعض كحليفات، يتشاركن النجاح ويتقدمن معًا، بدلًا من أن يحاصرهن التنافس السلبي والتي قد يكون بدون هدف محدد. وإذا ما نجحنا في ذلك، فسيتحول شعار “المرأة دعم للمرأة” إلى حقيقة ملموسة تتجلى في واقع الحياة اليومية، الأمر الذي يعود بالنفع على المجتمع ككل.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع