تعتبر المدارس هي اللبنة الأساسية في بناء مستقبل الأمم، فهي المكان الذي يتلقى فيه أبناؤنا العلم والمعرفة، ويتشكل فيه وعيهم وشخصياتهم. ولكن، ما يحدث في بعض مدارسنا اليوم يثير القلق، حيث تتزايد المخالفات والتقصير في الرقابة، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم وسلامة الطلاب. وقد وصل الأمر إلى حد وقوع حوادث مأساوية، مثل حادثة الطالب الذي حرق داخل المدرسة، مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرة مدارسنا على توفير بيئة آمنة وصحية لأبنائنا.
نقص الكوادر الرقابية: تعاني العديد من المدارس من نقص حاد في عدد المشرفين والمراقبين التربويين، مما يجعل من الصعب تغطية جميع المدارس بشكل فعال.
ضعف آليات الرقابة: لا تزال آليات الرقابة المتبعة في العديد من المدارس تقليدية وغير فعالة، ولا تواكب التطورات الحديثة في مجال التعليم.
تراخي الإدارات المدرسية: يتهاون بعض مديري المدارس في تطبيق القوانين والأنظمة، مما يشجع على المخالفات والتجاوزات.
غياب التواصل الفعال: يفتقر العديد من المدارس إلى قنوات تواصل فعالة مع أولياء الأمور والمجتمع المحلي، مما يعيق تبادل المعلومات والشكاوى.
العنف الطلابي: تفشي ظاهرة العنف بين الطلاب، وعدم وجود آليات فعالة للتعامل معها، مما يزيد من خطر وقوع حوادث مأساوية.
لقد هزت حادثة حرق الطالب محمد الحميدي في إحدى مدارس الرصيفة الرأي العام، وكشفت عن مدى خطورة الوضع في بعض مدارسنا.
هذه الحادثة المأساوية سلطت الضوء على قضايا مهمة تتعلق بالسلامة والأمن في المدارس، وضرورة اتخاذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
أظهرت الحادثة وجود تقصير كبير في الرقابة داخل المدارس، وعدم وجود إجراءات وقائية فعالة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث.
مقترحات الحل:
زيادة عدد المشرفين والمراقبين التربويين: لتغطية جميع المدارس بشكل فعال، وتفعيل دورهم في الرقابة والتوجيه.
* تطوير آليات رقابة فعالة: باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الكاميرات والأنظمة الإلكترونية، وتفعيل نظام الشكاوى الإلكتروني، وتطبيق معايير الجودة الشاملة.
* تدريب الإدارات المدرسية: على تطبيق القوانين والأنظمة، وتطوير مهاراتهم في القيادة والإدارة، وتفعيل دورهم في الرقابة الذاتية.
* تفعيل دور أولياء الأمور: من خلال إنشاء مجالس أولياء الأمور، وتوفير قنوات تواصل فعالة مع المدارس، وتشجيعهم على المشاركة في الرقابة والمتابعة.
* تشديد العقوبات على المخالفين: لضمان الالتزام بالقوانين والأنظمة، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بشكل عادل.
* تفعيل دور قسم الرقابة الداخلية في وزارة التربية والتعليم: لمتابعة الشكاوى الواردة ومعالجتها بشكل فوري وفعال.
* متابعة تطبيق وتفعيل نظام الآيزو.
* مكافحة العنف الطلابي: من خلال تنفيذ برامج توعية وتثقيف للطلاب حول مخاطر العنف، وتوفير آليات فعالة للتعامل مع حالات العنف.
* توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب: لمساعدتهم على التغلب على المشكلات النفسية والاجتماعية التي قد تدفعهم إلى العنف.
إن قضية المخالفات والتقصير في الرقابة على المدارس، وحادثة الطالب الذي حرق داخل المدرسة، هي قضايا وطنية تتطلب تضافر جهود الجميع، من وزارة التربية والتعليم إلى الإدارات المدرسية وأولياء الأمور والمجتمع المحلي. فمدارسنا هي أمانة في أعناقنا، وعلينا أن نعمل جميعاً على حمايتها وتطويرها، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعاً للأجيال القادرة على بناء مستقبل مشرق لوطننا.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي