كتب : المهندس حسن الوهداني - في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم اليوم، أصبحت العناية بالبيئة ضرورة ملحة وليست مجرد خيار. فالبيئة السليمة ليست فقط انعكاسًا لصحة الكوكب، بل هي أيضًا شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى حياة البشرية.
أولاً، لا يمكن الحديث عن النهوض بالبشرية دون معالجة القضايا البيئية التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة. تلوث الهواء والماء والتربة يؤدي إلى تفشي الأمراض المزمنة مثل الربو وأمراض القلب والسرطان، ما يعيق تقدم المجتمعات ويضع عبئًا إضافيًا على الأنظمة الصحية. وبالتالي، فإن الاستثمار في سياسات تحمي البيئة يعزز صحة الإنسان ويزيد من إنتاجيته.
ثانيًا، الحفاظ على الموارد الطبيعية يساهم في تعزيز الاقتصاد. القطاعات الاقتصادية مثل الزراعة، والصيد، والسياحة البيئية تعتمد بشكل أساسي على التوازن البيئي. وعليه، فإن الإدارة الرشيدة للموارد تضمن استدامة هذه القطاعات وتوفر فرص عمل، مما يسهم في تخفيف الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي.
ثالثًا، يلعب التعليم البيئي دورًا محوريًا في رفع الوعي وتعزيز السلوك الإيجابي تجاه البيئة. فترسيخ ثقافة الاستدامة بين الأجيال الناشئة يخلق مجتمعًا أكثر وعيًا وقدرةً على مواجهة التحديات البيئية، مما يعزز الإبداع والابتكار في إيجاد حلول خضراء للتنمية.
إضافة إلى ذلك، فإن العناية بالبيئة تعزز السلم والأمان العالمي. فقد باتت الأزمات البيئية مثل التغير المناخي وشح المياه من الأسباب الرئيسة للصراعات والهجرات القسرية. لذا، فإن التعاون الدولي لحماية البيئة يقلل من النزاعات ويسهم في بناء عالم أكثر استقرارًا.
في الختام، العناية بالبيئة ليست رفاهية، بل هي ركن أساسي للنهوض بالبشرية على كافة المستويات: الصحية، الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية. إن الاستثمار في البيئة هو استثمار في مستقبل البشرية، ومسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الأفراد والحكومات والمؤسسات. فلنبدأ اليوم، لأن الغد يعتمد على قراراتنا الحالية.
المهندس - حسن الوهداني - المملكة الاردنية الهاشمية
سفير السلام العالمي - معهد قادة السلام الدوليين بالعالم