أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استقالة رئيس وأعضاء إدارة نادي الفيصلي أورنج الأردن تفوز بشهادة "Tier III Design" المرموقة عالمياً في مجال تصميم مراكز البيانات أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا تراجع الطلب على المواد الغذائية مع استقرار الأسعار وتوافرها في الأسواق بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض وزيرة التنمية: التكنولوجيا سرعت نمو أعمال النساء التجارية وسهلت العمل المرن السفيرة السقا تقدم أوراق اعتمادها للرئيس الفرنسي لدى إمارة أندورا الطاقة: الأردن سيخاطب العراق لتجديد مذكرة توريد النفط عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال وزير المياه: حصة الأردني ستنخفض النصف دون الناقل الوطني وابوغوش تستجوبه الضمان تنشر قائمة الجهات الطبية المعتمدة لإصابات العمل ما مصير المقاتلين الأردنيين والأجانب في سورية؟ حسان يتفقد مدرسة مغاير مهنا ويوجه بصيانة شاملة النعيمات ينتقد تجاهل بعض الوزراء لاتصالات النواب التونسي قيس اليعقوبي مدربًا للوحدات رسميًا خميس عطية يقترح تعديلات على قانون السير ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,515 منذ بدء العدوان 6 سلع صناعية تستحوذ على 57% من الصادرات الأردنية في 2023 الاردن متناغم بوعي شعبه وحكمة قيادته تجارة الأردن: استقرار أسعار المواد الغذائية بالسوق المحلية وانخفاض بعضها
أبوزيد تكتب .. عنف الطلاب ... على من تقع المسؤولية ؟
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أبوزيد تكتب .. عنف الطلاب .. على من تقع...

أبوزيد تكتب .. عنف الطلاب .. على من تقع المسؤولية ؟

12-03-2025 08:23 AM

بقلم الدكتورة مريم أبو زيد - أصبحت ظاهرة العنف بين طلاب المدارس في مراحلها المختلفة أشكالا وأنماطا سلوكية متعددة بدءاً من السباب والشتائم وانتهاء بالإصابات البدنية التي تؤدي إلى المرض أو الموت.

إن الظواهر الموجودة بين أوساط طلابنا حالياً لم نعرفها سابقاً فهي دخيلة على مجتمعنا، تعود أسبابها إلى تردي أساليب التواصل بين المدرسة والبيت، وأساليب تنشئة الأبناء، والتفرقة في التربية بينهم بحيث يأتي الطالب إلى المدرسة باستعداد مكتسب للعدوانية رغبة في لفت الانظار، فيعمد إلى تخريب الممتلكات العامة، وتحدي المعلمين، والعراك والمشاجرة مع زملائه داخل المدرسة وخارجها، بالإضافة الى أن بعض الآباء يعمد إلى تشجيع أبنائهم على مبدأ من ضربك اضربه وخذ حقك بيدك ولا تسكت عنه.

ويعتبر الإعلام شريكا في حدوث العنف بين الطلاب نتيجة لتأثر الطلاب بمشاهد العنف التي يبثها، فيحاولون محاكاتها وتجسيدها في الواقع، لاسيما انه يصور العنف على أنه سلوك عادي، والمجرم كبطل والانحرافات السلوكية على انها اعمال بطولية، وبالطبع لا يغفل دور المدرسة والتوجيه والارشاد. أما الدور الأساسي فهو دور البيت والأسرة فهي المسؤولة اولا عن تشكيل وعي ووجدان وتكوين شخصية الاطفال بسبب الظروف النفسية والاجتماعية للتفكك والخلافات المستمرة والتربية الخاطئة باستخدام العقاب الجسدي، او السب والشتم، وتمييز الابناء على بعض او تدليلهم او حرمانهم او القسوة عليهم مما يصنع شخصية عدوانية متنمرة وكارهة للمجتمع. فكل سلوك عدواني بين الطلبة، سواء أكان أذى معنويا كالسخرية والاستهزاء والتهكم والتنمر او أذى ماديا كالركل والوكز والصفع والضرب ومحاولة القتل، يؤثر على العملية التعليمية ويعيق سيرها. فعلى الأسرة ان تقوم بدورها التربوي والدعم المعنوي والمراقبة المستمرة لأبنائها واختيار الصحبة الصالحة وغرس السلوكيات الطيبة.

ولا ننسى، أن لأصدقاء السوء أكبر الأثر في انتشار وتمادي ظاهرة العنف بين الطلاب، ولا سيما تحريض بعض الطلاب لزملائهم الآخرين على العنف والمشاجرة، وأعمال الشغب المتمثلة بالتكسير، وتخريب المقاعد والكتابة على الجدران، وأبرزها تمزيق الكتاب المدرسي، و ينبغي هنا أن نكثف برامج التوعية للأهل عن طريق وسائل الإعلام المتاحة داخل المدرسة، وكذلك المؤسسات الإعلامية من صحافة وإعلام مرئي ومسموع منذ بداية العام الدراسي حول كيفية وطرق تربية الأبناء التربية الصالحة، خاصة وأن دور الأسرة لا يزال مغيباً في عملية التنشئة، الى جانب تطبيق لائحة السلوك الصادرة عن وزارة التربية والتعليم التي تعد مسألة ضرورية ومهمة وليس الاكتفاء بطرحها الى جانب إنشاء آليات تنظيمية فعالة لإلزام الجميع باحترام قواعد السلوك واعتماد مدونة وميثاق سلوك داخل المدرسة.

ومن المهم التركيز على الفئة العمرية للطلبة، فبعض الآباء والأمهات والمربين يكبت طاقة كبيرة لدى الأبناء، ونطلب منهم ألا يكونوا عنيفين، وفي نفس الوقت هم يمرون بمرحلة عمرية من خصائصها الأساسية التعبير عن النفس عن طريق استخدام العنف، فتصبح المدرسة هي أنسب مكان لدى الطالب للانتقام والظهور وتشكيل الشلل، حيث يقضي فيها يومياً أكثر أوقاته، فدورها لا يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به الأسرة، حيث إن ذلك يبرز من خلال مناهجها التي تؤثر في الطالب، ورعايتها له بالقدر الكافي بحيث يكون عمل المعلم فيها أكبر وأكثر من كونه ناقلاً للعلم والمعرفة فقط، بل أباً آخر يرعى طلابه علماً وأدباً وفكراً .

ونوكد أن لدى وزارة التربية والتعليم مجموعة من البرامج الموجهة للطلاب من خلال إدارة الإرشاد الطلابي، وتهدف إلى خلق ثقافة مدرسية فعالة وتنمية التعاطف مع الغير، وخلق جو مدرسي مريح ومحفز للإنتاج والتقدم، وتوجه كل هذه البرامج للطالب وللميدان التربوي بشكل عام للتحكم في الغضب والقلق وقراءة مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم والوعي بالانفعالات .

كذلك لا يحتاج فعل العنف إلى ردود فعل آلية، ولا إلى تهاون وتجاهل في معالجته بل يتطلب هذا المقام التربوي الاستثنائي تفكيراً جدياً وعميقاً لجميع الفاعلين التربويين، لإيجاد حلول تخفف من انتشار هذه الظواهر غير التربوية في بلدنا الحبيب ومن منظورنا، فإن التصدي الخلاق لنظير هذه الظواهر اللاتربوية، يقتضي منا هذا المقام التذكير بأهمية استحضار المفاتيح التربوية الضرورية التالية:

- أهمية حث الطالب على إرساء ثقافة الحوار بينه وبين أقرانه، وبينه وبين المعلمين، وفي الأخير بينه وبين أفراد أسرته.

- إعمال المرونة اللازمة في مواجهة حالات ممارسة العنف، حتى لا نكون أمام فعل ورد فعل في سيرورة تناقضية لا نهاية لها.

- تحويل مجرى السلوكات الانفعالية الحادة إلى مناح أخرى يستفيد منها صاحبها، كتوجيه الطلبة نحو أنشطة أقرب إلى اهتماماته، تناسب نوعية الانفعالات التي قد يلاحظها المربي (رياضية ، ثقافية، صحية…).

- انخراط الجميع (أباء ومربين، وإداريين، ومجتمع محلي) في إعادة بناء سلوك الطالب الذي يتصف بمواصفات عنيفة، حتى يكون للعلاج مفعوله متكامل ومتضافر.

حمى الله الاردن واهله من كل مكروه وحفظه سالما قويا وعصيا على كل التحديات والصعاب بقيادته الهاشمية الحكيمة .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع