زاد الاردن الاخباري -
التقى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الاثنين بأبناء عشائر الفحيص تزامنا مع الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد، حيث هنأ جلالته أهالي المدينة بهذه المناسبة.
وخرج الآلاف من أبناء مدينة الفحيص لاستقبال جلالته حيث رفعت الأعلام واليافطات الترحيبية طوال الطريق الذي سلكه الموكب الملكي.
وفي اللقاء الذي حضره سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، القى النائب ضرار الداؤود كلمة قال فيها "أهلا بك بين ربعك وعشيرتك، أهلا بك يا صاحب الهمة الشماء العدنانية وأنت تجوب الديار والأمصار لتضع الوطن على خارطة الدنيا رغم ضيق ذات اليد وشح الإمكانات والموارد".
وأضاف "حق لنا نحن الأردنيون من شتى المنابت والأصول والديانات ان نتسامى ونفاخر الدنيا بحنكة وحكمة قيادتكم وانتم تقودون السفينة، وتمخرون بها المنعطفات والأمواج المتلاطمة نموذج قيادي هو بحر من السماحة والجود".
وقال الداؤود "لقد وقف الفحيصيون عرب غساسنة إلى جانب الثورة العربية الكبرى التي أطلقها جدكم المغفور له الشريف حسين بن علي طيب الله ثراه، وكانت الفحيص وما زالت وستبقى جزءا منتميا متفانيا من أجزاء هذا الوطن حيث دأب الفحيصيون من خلال مدارسهم وكنائسهم على مواصلة دور أبائهم وأجدادهم في التنوير والتعليم".
وأوضح ان الإصلاح الذي بدأه جلالة الملك سيترك أثرا على رفعة الوطن وتدعيم دولة المؤسسات والقانون وان خطوات الإصلاح قد بدأت حقيقة وفعلا لا تنظيرا وقولا ، وهو الإصلاح الذي ينشده أبناء الوطن في شتى مواقعهم.
وقال "يشهد القاصي والداني بأنه لم يسجل تاريخ حكمكم الرشيد إساءة لا قدر الله بحق شعبكم بل كنتم الأكثر وفاء من أصحاب الوفاء والأكثر ولاء من أصحاب الولاء وكنتم تغفرون الزلات، أنى بلغت فكم أذنب المذنبون وعفوتم وكم عكر المعكرون وصفوتم وكم مزق الجاهلون الثوب وغفرتم في الوقت الذي نرى فيه بأم أعيننا صورة مغايرة تعامل بها شعوب أخرى".
وعرض الداؤود مطلبا بيئيا ملحا لأبناء مدينة الفحيص يتعلق بوجود مصنع للاسمنت في مدينتهم، معربا عن أملة في ان يحظى باهتمام الحكومة.
وفي كلمة لغبطة بطريرك القدس للروم الأرثوذكس توفلوس الثالث والتي ألقاها نيابة عنه الأب رومانوس سماوي قال "نتوجه لجلالتكم باسمي وباسم أم الكنائس والرعية الأرثوذكسية في المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لزيارتكم المباركة لمدينتكم الفحيص بمناسبة عيد ميلاد سيدنا المسيح".
وأضاف إننا وباسم كنيستنا ورعيتنا نؤكد مجددا ولاءنا لهذا البلد وعرشه الهاشمي السامي ورسالته العظيمة كقاعدة انطلاق لعطائنا في ظل رعايتكم لنكون شركاء مع باقي أشقائنا الأردنيين في إنجاح مسيرة النمو والتطور التي يقودها جلالة الملك نحو أردن المستقبل.
وقال "يا حامل رسالة عمر بن الخطاب ويا حامي عهدته العادلة، كنتم وما زلتم وستبقون على نهج سلفكم الصالح المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه في رعايتكم لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية في قدسنا الحبيبة وأكنافها".
وأضاف ان بطريركية القدس، أقدم واعرق مؤسسة على وجه الأرض، تحمل شرف أردنيتها وتسير مرفوعة على نهج الحفاظ على المقدسات والعقارات في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المدينة المقدسة.
من جهته، قال غبطة البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس للآتين في كلمته ان نهج حياتنا في الأردن يجعل رؤيتنا للأخر أساس صياغة المستقبل الذي نريد ان نبني، رؤية قائمة على الاحترام المتبادل، وصيانة الحقوق والحريات، والتركيز على ما يجمعنا كأصحاب ميراث وطني وإنساني وديني يدعونا لمحبة الله عز وجل ومحبة القريب.
وأوضح إننا في الأردن شعب واحد وعشائر متعددة كل فرد له اسمه ودينه، وكل اسم ودين عزيز على صاحبه، لكننا نملك رسالة واحدة نعيشها وننقلها، رسالة محبة وتسامح وتعاون وانتماء تعززه دولة القانون والمؤسسات والحقوق والواجبات والمواطنة الصالحة.
وأضاف "الأردن باستقراره وحكمته أصبح ضرورة لا بد منها في الشرق الأوسط ومثالا يحتذى به، انه صوت العقل والمنطق والعدل".
وقال "لقد بدأتم منذ سنوات وما زلتم تمضون اليوم ويمضي الأردن معكم على درب الإصلاح، وهدفكم النبيل هو ان ينعم كل مواطن بحياة كريمة وان تكتمل الصورة الديمقراطية لهذا البلد، وأننا نشد على أيديكم نجدد معكم حمل المسؤولية والانتماء الصادق والحوار الوطني المستمر، والمستقبل مزهر واعد بأذن الله".
وأضاف "لقد رجعت البارحة من زيارة قصيرة لمدينة غزة، حيث يعمل المستشفى الميداني الأردني بكل تفان، ويرسم صورة الأردن المعطاء، حيث وصل مشروع تبني جلالتكم لالف يتيم، فمن غزة وأهاليها ومن القدس وإنسانها، لكم كل الشكر والتقدير والدعاء، لما تقومون به من جهود جبارة، للحفاظ على مقدساتنا ولتثبيت أصحاب هذه المقدسات في أرضهم وإيقاف نزيف الهجرة البشرية".
وقال "وما زالت درب السلام طويلة، وما زال تطبيق العدل أطول وأصعب، إلا ان الطوبى في الإنجيل المقدس، للساعين إلى السلام وصانعيه، أمثال جلالتكم".
وتسلم جلالة الملك من النائب ضرار الداؤود هدية عبارة عن نسخة تاريخية من القران الكريم، وأخرى من أبناء الفحيص عبارة عن نسخة مذهبة من الكتاب المقدس، كما تسلم جلالته هدية من مدينة بيت لحم قدمها غبطة بطريرك القدس للروم الأرثوذكس عبارة عن مغارة الميلاد مصنوعة من الصدف.
وحضر اللقاء سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي، وسمو الأمير راشد بن الحسن، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي رياض أبو كركي، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومستشار جلالة الملك للشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، وقاضي القضاة، إمام الحضرة الهاشمية سماحة الدكتور أحمد هليل، والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي.