لقد آن الأوان أن ندق ناقوس الخطر أمام انحدار مستوى الخطاب السياسي لبعض النواب، الذين لم يدركوا حتى الآن أن الوطن في مرحلة دقيقة تستوجب الحكمة ورص الصفوف، لا إثارة الفتن والشائعات .
إن محاولة بعض الأصوات استغلال المنابر البرلمانية لإطلاق تصريحات غير مسؤولة حول مزاعم بوجود ما يسمى بـ"سجون الجندويل" ليست إلا استهتاراً بثوابت الدولة وتهديداً لأمنها القومي .
هذه الادعاءات، التي لا تستند إلى دليل واضح أو مصدر موثوق، لا تعدو كونها محاولات مكشوفة لخلق حالة من التشكيك والبلبلة، في وقت نحن فيه أحوج ما نكون إلى وحدة الصف خلف مؤسساتنا الأمنية التي تسهر على أمن الوطن والمواطن .
إن النائب الذي يقف تحت قبة البرلمان، ويتبوأ موقعاً يمثل فيه صوت الشعب وإرادته، عليه أن يتحلى بأقصى درجات المسؤولية والدقة في كل كلمة يتفوه بها .
إن ترويج الشائعات من قبل نائب في البرلمان لا يعبر إلا عن قصور في الوعي السياسي وإخفاق في إدراك حساسية المرحلة .
بدلاً من الانزلاق وراء ادعاءات لا تخدم إلا أجندات مشبوهة، كان من الأجدى على النائبة أن تلجأ إلى القنوات الرسمية للتحقق من أي معلومة تراها ذات أهمية، حفاظاً على مصداقية المؤسسة التشريعية وصوناً لكرامة الشعب الذي منحها ثقته .
إن الأردن دولة قانون ومؤسسات، ولا يمكن أن يكون ساحة لترويج الأكاذيب أو تصفية الحسابات الشخصية على حساب استقرار الوطن .
إن واجبنا في هذه المرحلة الحرجة أن نقف صفاً واحداً خلف قيادتنا ومؤسساتنا، وأن ندين كل خطاب يفتقر إلى المسؤولية والحكمة .
إن من يغرد خارج السرب الوطني، باحثاً عن الشهرة عبر إثارة الجدل، إنما يخذل شعبه وينكث بيمينه البرلماني وعلى مجلس النواب أن يتحمل مسؤوليته في محاسبة كل من يتورط في تأجيج الفتنة أو تشويه سمعة المؤسسات الوطنية .
ختاماً، لا بد من التأكيد على أن الوطن أكبر من كل الأصوات التي لا تدرك خطورة ما تقول، وستبقى المؤسسة الأمنية حامية للأمن والاستقرار، مهما حاول البعض المساس بسمعتها أو التشكيك في دورها
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي