زاد الاردن الاخباري -
ترجمة خاصة - هناك فجوة واضحة بين ما يقوله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما يعنيه فعليًا.
عندما سئل عن المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في أوكرانيا، قدّم بوتين إجابة مطولة ومعقدة خلال مؤتمره الصحفي يوم الخميس. تضمنت بعض جمله عبارات قصيرة تصلح للعناوين الإعلامية، حيث بدت – خارج سياقها – داعمة لخطة الإدارة الأمريكية، التي وافقت عليها أوكرانيا بالفعل.
في بداية حديثه، قال بوتين: "نحن نوافق على المقترح"، وهي عبارة تصدرت عناوين الأخبار حول العالم. لكن عند التعمق في حديثه، أصبح من الواضح أن موسكو لن توافق على أي اتفاق حقيقي في المستقبل القريب.
ففي رده الكامل، رفض بوتين فعليًا فكرة الهدنة، إذ طالب بتنازلات من كييف، وطرح العديد من التساؤلات، وكرر مطالبه القصوى التي تبناها منذ شن روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا عام 2022.
من جانبه، علّق ترامب بإيجابية على رد بوتين بشأن وقف إطلاق النار، قائلاً بنبرة متفائلة إنه "واعد... لكنه غير مكتمل".
لكن عند تحليل تصريحات بوتين بعمق، يتضح أن روسيا تماطل وتتمسك بمواقفها الثابتة منذ بداية الحرب. فهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها بوتين إلى معالجة ما يسميه "الأسباب الجذرية" للصراع، والتي يرى الكرملين أن من بينها الحكومة الأوكرانية الحالية المنتخبة ديمقراطيًا، والتي وصفها سابقًا بأنها غير شرعية.
بوتين يريد بدلاً من ذلك تنصيب زعيم موالٍ لروسيا في أوكرانيا. (وفي الأسابيع الأخيرة، تبنى ترامب موقفًا مماثلًا للكرملين، حيث دعا إلى استبدال زيلينسكي، بل ووصفه بالدكتاتور).
أما "الأسباب الجذرية" التي يشير إليها الكرملين، فتتضمن ادعاءاته بأن روسيا مهددة بتوسع الناتو بعد الحرب الباردة، وهو ما يعكس رغبة بوتين في انسحاب الحلف العسكري من الدول التي كانت ضمن النفوذ السوفيتي، مثل بولندا ورومانيا وجمهورية التشيك.