زاد الاردن الاخباري -
مع مرور نصف الشهر المبارك، تواصل العديد من المدارس تنظيم فعاليات وأنشطة تهدف إلى تعزيز القيم الإنسانية والإسلامية لدى الطلاب تتجاوز تعليم الصوم، الى بناء شخصية الطالب من خلال تعزيز مفاهيم التعاون والتسامح والإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع.
وتعد الأنشطة الرمضانية في المدارس فرصة قيّمة لتعليم الطلاب ليس أصول العبادة بل كيفية تجسيد القيم الإسلامية في حياتهم اليومية لتساعد في تشكيل شخصية الطالب، وتقوية شعوره بالانتماء إلى المجتمع، واكتساب مهارات حياتية مهمة مثل الصبر والتحمل، ما يسهم في تطوير شخصياتهم بشكل متكامل.
ياسر جمال، معلم التربية الإسلامية في إحدى المدارس الثانوية، يوضح قائلا: "رمضان في المدارس ليس مجرد مناسبة لتعليم الصوم، بل فرصة حقيقية لتعزيز القيم الإنسانية في نفوس الطلاب. الأنشطة الرمضانية تساعد الطلاب على اكتساب مهارات أساسية مثل الصبر والتعاون، وهي قيم تسهم في تشكيل شخصياتهم اليومية".
ويضيف: "في مدرستنا، نهتم بمشاركة الطلاب في حملات التبرع والمساعدة بما في ذلك إعداد وجبات إفطار للمحتاجين وتوزيع المواد الغذائية على الأسر الفقيرة لترسيخ معاني العطاء والتضامن، فنحن نرى في هذه الفعاليات فرصة لتعليمهم المسؤولية الاجتماعية وتنمية وعيهم بدورهم في تحسين مجتمعهم".
وأشار ياسر إلى أن هذه الأنشطة الرمضانية تلعب دورا مهما في تقوية الروابط بين الطلاب والمعلمين والمجتمع ككل، فالفعاليات الرمضانية تمنح الطلاب الفرصة للتفاعل مع أفراد من مختلف الفئات الاجتماعية، ما يساهم في تعزيز القيم الإنسانية مثل الاحترام والتعايش السلمي.
أميمة رشيد، مديرة إحدى المدارس الخاصة، تؤكد أهمية الأنشطة الرمضانية في غرس القيم الأخلاقية لدى الطلاب: "نحرص في مدرستنا على استغلال رمضان كفرصة لتعريف الطلاب بأهمية العطاء والمشاركة في الأعمال الخيرية" تقول رشيد، "ففي هذا الشهر، نقوم بتنظيم حملات تبرع يجمع خلالها الطلاب التبرعات لصالح الأسر المحتاجة، هذه الأنشطة تسهم في بناء روح التعاون والتعاطف بين الطلاب".
وتضيف: "إن التفاعل مع المجتمع من خلال هذه الفعاليات يعزز في الطلاب فهماً أعمق للتضامن ويؤكد أهمية العمل الجماعي. في مدرستنا نؤمن بأن هذه الأنشطة أداة فعالة للتعليم العملي الذي يعزز قيمة التغيير الإيجابي في المجتمع".
سراج إبراهيم، طالب في المرحلة الثانوية وجد في الأنشطة الرمضانية وسيلة لتحسين سلوكه الشخصي وتعميق شعوره بالمسؤولية الاجتماعية: "الأنشطة الرمضانية في مدرستنا علمتني كيف أساهم في تحسين حياة الآخرين من خلال حملات جمع التبرعات والأنشطة الخيرية الأخرى. لقد أصبحت أكثر إدراكا لقيمة العطاء والتضامن. هذه الأنشطة علمتني أيضا كيف أكون جزءا من مجتمع أكبر، وكيف أساعد من هم في حاجة".
وأشار سراج إلى أنه بعد مشاركته في الأنشطة الرمضانية، أصبح لديه شعور أكبر بالمسؤولية تجاه مجتمعه، مؤكدا أن هذه الأنشطة تزرع في قلبه قيمة العطاء والعمل الخيري، وغدا حريصا على المساهمة في أعمال الخير بشكل منتظم داخل المدرسة وخارجها.
المرشد التربوي المتقاعد عمر محمد أشار إلى أهمية رمضان في تعزيز الوعي النفسي والأخلاقي بين الطلاب: "رمضان فرصة لتعزيز الوعي الذاتي، وتركيز الجهود على تطوير الذات من خلال ورش العمل والأنشطة الروحية، حيث كنا نقوم بالمناقشة مع الطلاب حول أهمية شهر الصوم كوقت للتجديد الروحي، والتأمل في النفس، وتعلم التحكم بالذات، هذه الأنشطة تساهم في بناء شخصية متوازنة وقوية".
وأضاف: "الهدف من هذه الأنشطة هو تمكين الطلاب من مواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل، من خلال تعزيز القيم الروحية والنفسية، حيث أن رمضان يعطي فرصة فريدة لبناء الجوانب الشخصية والعقلية للطلاب، ما يساهم في تحقيق التغيير الإيجابي في حياتهم".
وأكد عمر أن رمضان في المدارس لم يعد مجرد مناسبة دينية، بل تحول إلى فرصة حقيقية لتعليم الطلاب مفاهيم العطاء، التسامح، والتعاون، كما أن هذه الأنشطة تساهم في بناء مجتمع مدرسي متماسك يضم طلابا متعاونين وأخلاقيين، يدركون أهمية دورهم في المجتمع الأكبر.
وأشار إلى أن الأنشطة الرمضانية تسهم أيضا في تعزيز الحس الوطني لدى الطلاب، فهذه الأنشطة تمنحهم الفرصة للمشاركة في المبادرات المجتمعية التي تعود بالنفع على الآخرين، ما يعزز شعورهم بالانتماء إلى وطنهم، كما أن هذه الأنشطة تساهم في منح الطلاب فهما أعمق للمفاهيم مثل العدالة الاجتماعية والمساواة، وتؤكد أهمية العمل الجماعي لتحقيق الخير العام.