ما زالت الشكوى قائمة من عدم نجاعة وجود ٢٦ هيئة مستقلة والتي بلغ مجموع موازناتها عام ٢٠٢٤ مليار و ٦٦٢ مليون دينار بعجز إجمالي بلغ ٨١٠ ملايين دينار فيما بلغت إيراداتها مجتمعة ٨٥٢ مليون دينار وفق بيانات رسمية.

الملفت أن الشكوى عامة حيال وجود هذه الهيئات المستقلة على اعتبار وجود قناعات ان استحداثها لم يكن مبررا وأن بعضها استحدثت لتنفيع شخصيات مننفذة.

المفترض اناطة مراقبة وتقييم أداء هذه الهيئات منفردة بجهة رقابية لنخرج بتقارير تبين أهمية وإنجازات كل هيئة فمن الخطأ أن ترك ذلك لتقييم غير المختصين إلى أن اصبح واقع حال اعتبره مغرضا وليس في مكانه خاصة من قبل العديد من أعضاء مجلس النواب عبر دورات سابقة دون الخروج بقرارات تبين الصالح من الطالح فشخصيا إنا ضد التعميم بحكم متابعتي للشأن العام.

ما دفعني لكتابة هذا المقال ما شهدته على بعض وسائل الإعلام من هجمة مفتعلة ضد هيئة تنشيط السياحة والتي تؤكد التقارير الرسمية أهمية ما انجزته خدمة للقطاع السياحي منذ زمن كورونا وحتى الآن.

فرغم الظروف الصعبة آلتي يمر بها الإقليم منذ عدة سنوات ورغم تداعيات كوفيد-19 على صحة الناس واقتصاد الدول فقد نجحت برامج وخطط هيئة تنشيط السياحة في تخفيف الآثار والتداعيات بالنسبة الاردن الى جانب نجاحها في سرعة تعافي القطاع الى حد كبير وملموس والارقام تتحدث.

فعلى سبيل المثال شهد القطاع السياحي الأردني نموًا ملحوظًا خلال شهر شباط من عام 2025، حيث ارتفع عدد الزوار الدوليين والدخل السياحي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار والبنك المركزي الأردني.

وبلغ الدخل السياحي نحو 428 مليون دينار أردني، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 10% مقارنة بشهر شباط من عام 2024، فيما استقبلت المملكة خلال شهر شباط من عام 2025 نحو 525 ألف زائر دولي، مقارنة بـ 465 ألف زائر خلال الشهر نفسه من عام 2024، بزيادة بلغت 13%، وبلغ عدد سياح المبيت في شهر شباط من عام 2025 نحو 435 ألف زائر، مقارنة مع 398 ألف زائر في الفترة ذاتها من عام 2024، محققًا ارتفاعًا بنسبة 9%، أما زوار اليوم الواحد، فقد ارتفع عددهم إلى 89 ألف زائر مقارنة بـ 66 ألف زائر في شباط من عام 2024، مسجلًا نموًا بنسبة 35 % ليسجل الدخل السياحي خلال الشهرين الأولين من عام 2025 نموًا بنسبة 16.3%، والذي وصل إلى 910 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 782 مليون دينار خلال الفترة ذاتها من عام 2024 ويعود هذا النمو إلى زيادة أعداد السياح الدوليين بنسبة 21.5%، إضافةً إلى ارتفاع معدلات إنفاق السياح، لا سيما من الزوار العرب.

كما بلغ إجمالي عدد الزوار الدوليين خلال شهري كانون الثاني وشباط من عام 2025 نحو مليون و136 ألف زائر، مقارنة بـ 935 ألف زائر خلال الفترة نفسها من عام 2024، بزيادة بلغت 21.5%، وارتفع عدد سياح المبيت إلى 938 ألفًا زائرًا مقارنة بـ 804 آلاف زائر في عام 2024، محققًا زيادة بنسبة 16.6%، كما شهد زوار اليوم الواحد زيادة ملحوظة، حيث بلغ عددهم 198 ألفًا زائرًا مقارنة بـ 130 ألف زائر في عام 2024، محققًا نموًا بنسبة 52.2%.

وبحسب الخبراء والمختصين يعود هذا الارتفاع في أعداد السياح والدخل السياحي إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة الحملات الترويجية في الأسواق السياحية المستهدفة ، إضافة إلى استئناف عدد جديد من الرحلات الجوية المباشرة ومنخفضة التكلفة.

انجازات الهيئة واضحة وملموسة ومن الظلم شمولها ضمن الهيئات الأخرى لا بل من المفترض دعم جهودها باعتبارها مؤسسة رائدة وذلك برفع مخصصاتها من الموازنة العامة ودعم تشبيكها مع المنظمات الدولية ذات الاهتمام فالقطاع السياحي الى جانب القطاع الزراعي اهم قطاعين يتوجب دعمها لأهميتها في زيادة الإنتاج المحلي وخلق فرص العمل ودعم الخزينة العامة.