قال الله تعالى في محكم تنزيله : « أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُون» (سورة البقرة الاية 100)، ديدن اليهود منذ الازل ابرام عهود ونكثها، فلا اهم من بث احقادهم وسمومهم دون اكتراث بنتائج اعمالهم، واخر ما تم نقضه والتجاوز عنه بكل فجاجة الصفقة الموقعة مع المقاومة الفلسطينية لانهاء العدوان الصهيوامريكي الغاشم على قطاع غزة، والذي استؤنف فجر الثلاثاء، ليروح ضحيته مع اوائل ضربات العدو الصهيوني المئات جلهم من النساء والاطفال.
المقتلة الجديدة التي يتفاخر بها رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وجيشه الفاشي اسماها «الخديعة» ليقول بكل وقاحة ان المفاوضات لاتمام الصفقة لن تتم الا تحت النار والقتل، وان العودة الى المقتلة الدموية في القطاع بمباركة امريكية صريحة تجدد اوهامه بالقضاء على المقاومة الفلسطينية خاصة حركة المقاومة الاسلامية حماس.
حرب فاشية كانت وعادت لاجل انقاذ المستقبل السياسي للفاشي نتنياهو وحكومته المتطرفة، وعودة الاسرى لدى المقاومة من خلال الضغط العسكري محض اوهام صعبة التحقيق، الجميع داخل دولة الكيان الصهيوني وخارجه يعرفون جيدا مآرب هذه المقتلة، والفاشي نتنياهو الذي يتبع سياسة عقيمة اسماها بـ «السلام الذي لا يأتي بالقوة ...سيأتي بمزيد من القوة»، وللاسف هذا المبدأ الذي تبنته الادارة الامريكية الجديدة بالمطلق وباركته على لسان ساستها، للضغط على المقاومة لاعادة الاسرى، لن يؤثر فقط على المقاومة وانما كذلك على دولة الكيان.
مقترح «ويتكوف» الجديد الراغب في تمديد المرحلة الاولى من صفقة التبادل مقابل مساعدات تدخل للقطاع وتسليم بعض الاسرى الفلسطينيين واطلاق عدد اكبر من الاسرى لدى المقاومة، هو مقترح الفاشي نتنياهو والذي بالطبع تبناه الوسيط الامريكي ستيف ويتكوف وادارته كاملة، وتماهى معه اكثر من الصهاينة، حتى باتت «حماس» سببا في اشعال الحرب من جديد، وتمادت المطالبات في خروجها وقادتها من القطاع، فهل يعقل ان تتقبل المقاومة مثل هذا الطرح الساذج، ان المقاومة لن تفرط في ورقة الاسرى لانقاذ مستقبل نتنياهو السياسي، وهي تدرك تماما ان عودة الحرب من جديد ممكنة مع مثل هذا العدو الذي لا يحترم اي مواثيق او عهود.
السؤال المطروح هنا، هل بعد كل هذا الموت والدمار الذي مر على القطاع واهله هناك فرصة واحدة للتنازل من قبل ليس فقط المقاومة بل والغزيين؟ هذا الامر رد عليه الطرفان بكل يقين وايمان، فالمقاومة قالت انها ملتزمة حتى اللحظة ببنود الصفقة الموقعة في شهر كانون الثاني الماضي، وانها تماسكت حين خرقت دولة الكيان اتفاق الهدنة عدة مرات، وانها تفهم جيدا التلاعب بالجمل والالفاظ سواء من جانب الكيان الصهيوني او من جانب الضامن الامريكي لتنفيذ بنود الاتفاق.
هذه العملية العسكرية الفاشية المتجددة في القطاع هدفها ان تقديم المقاومة على رأسها «حماس» تنازلات لتحقيق هدف نتنياهو واعلان «النصر المطلق» ونزع سلاح المقاومة، الأمر هذا لن يتحقق، لأن السلاح سيبقى بيد المقاومة التي لن تتنازل عنه حتى يتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي.