وسط تصاعد التوترات في المنطقة، والتلويح الأميركي بالعقوبات والتحذيرات المتكررة، تظل إيران ثابتة على موقفها الرافض لأي مفاوضات مع واشنطن ما لم تتغير بعض الشروط الأساسية ، وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن رفض بلاده التفاوض ليس مجرد تعنت سياسي، بل نابع من خبرة تاريخية طويلة في التعامل مع الولايات المتحدة ، والتاريخ يُعيد نفسه ، من فشل الاتفاق السابق إلى استحالة الإحياء ، وفي مقابلة حديثة مع وكالة خبر أونلاين الإيرانية، شدد عراقجي على أن الاتفاق النووي لعام 2015 لم يعد قابلاً للإحياء بصيغته السابقة، لكنه يمكن أن يُستخدم كنموذج إرشادي لمستقبل المفاوضات ، وأضاف أن بلاده قطعت شوطاً كبيراً في تطوير برنامجها النووي، ما يجعل العودة إلى النقطة الصفر غير واردة ، و
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تتجه طهران نحو تصعيد جديد، أم أنها تترك الباب موارباً لمفاوضات بشروط مختلفة؟! ويرى عراقجي أن الهدف الأساسي من أي مفاوضات مستقبلية يجب أن يكون رفع العقوبات التي أثقلت الاقتصاد الإيراني لسنوات ، وفي ظل العقوبات الأميركية المتزايدة، تتبنى طهران موقفًا مزدوجًا: فهي ترفض الخضوع للضغوط، لكنها في الوقت نفسه تدرك أن استمرار العزلة الاقتصادية قد يكون مكلفًا على المدى البعيد ، ورغم إصرارها على تجنب الصراع المباشر، إلا أن إيران لا تخفي استعدادها لأي مواجهة محتملة ، فقد شدد عراقجي على أن بلاده لا تسعى للحرب، لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها إذا فرضت الظروف ذلك ، ويتجلى هذا الموقف في رد المرشد الإيراني علي خامنئي على رسالة الرئيس الأميركي، التي حملت – وفقًا لمصادر أميركية – مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق جديد ، لكن طهران لم تتجاوب مع هذه الضغوط، وكررت رفضها لأي تهديدات ، وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى مستقبل العلاقات الإيرانية-الأميركية مفتوحًا على عدة سيناريوهات ، فبينما تراهن واشنطن على استراتيجية "أقصى الضغوط"، تأمل طهران في كسب الوقت حتى تتهيأ ظروف أكثر ملاءمة لإعادة التفاوض بشروطها الخاصة ، والسؤال الذي يطرحه السياق : هل ستبقى إيران صامدة أمام الضغوط، أم أن براغماتية السياسة ستفرض في النهاية طريقًا جديدًا للتفاهم؟!! الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن الإجابة ... !! خادم الإنسانية.
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .