في ظل استمرار الحرب الوحشية على قطاع غزة، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه تحت مسمى "المغادرة الطوعية"، التي تعكس استراتيجية التهجير القسري المقنّع ، وقد صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي على إنشاء وكالة رسمية لتنظيم عمليات ترحيل الفلسطينيين، بقيادة ضابط متقاعد من الجيش الإسرائيلي، معروف بتاريخه الدموي في الجرائم العسكرية ضد الفلسطينيين ، و
يأتي هذا القرار ضمن سلسلة إجراءات متسارعة تستهدف تصفية الوجود الفلسطيني في غزة، تحت غطاء إنساني زائف ، فبعد أن دمرت إسرائيل البنية التحتية للقطاع، وقتلت عشرات الآلاف من المدنيين، وفرضت حصارًا خانقًا يجعل الحياة مستحيلة، تسابق الزمن الآن لفرض التهجير كحلٍّ نهائي ، ويكشف هذا المخطط عن نوايا الاحتلال باستثمار الدمار الذي خلّفته الحرب، عبر تحويل القطاع إلى مشروع استثماري أمريكي، وفق رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تتبنى تحويل غزة إلى منطقة "خالية من التهديدات"، أي خالية من سكانها الأصليين ، وفي سابقة خطيرة، أعلنت إسرائيل رسميًا عن إنشاء إدارة خاصة داخل وزارة الحرب، مهمتها تنسيق تنفيذ خطة "المغادرة الطوعية"، بمشاركة الجيش، الشاباك، والشرطة. ووفقًا للبيان الرسمي، ستُخصص معابر برية، وموانئ بحرية، ومطارات جوية لتسهيل تهجير الفلسطينيين، مع توفير "حوافز" مالية وتنظيم عمليات خروجهم نحو دول ثالثة ، و
وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صرّح بأن الخطة تأتي ضمن تنفيذ "رؤية ترامب"، وتهدف إلى تسهيل خروج آلاف الفلسطينيين يوميًا، بالتنسيق مع دول غربية وعربية ، ومن جانبه، أعلن وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، عن تأسيس "إدارة هجرة" لتنفيذ المشروع، مؤكدًا أن الميزانية لن تكون عائقًا أمام هذا المخطط، في ظل دعم أمريكي واضح يعتبر وجود مليوني فلسطيني في غزة "خطرًا أمنيًا داهمًا" ، لهذا
لم تكن عودة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مجرد استمرار للحرب، بل تأتي كجزء من مخطط التهجير القسري ، فقد كشفت تقارير إعلامية أن الجيش الإسرائيلي يعتزم استغلال العملية البرية القادمة لفرض واقع جديد على الأرض، يتجاوز الأهداف العسكرية إلى تنفيذ خطة التطهير العرقي ، وتشير التسريبات إلى أن حكومة الاحتلال تستعد للاستيلاء على مزيد من الأراضي داخل القطاع، وتوسيع "المناطق الأمنية"، في خطوة تمهيدية لضم أجزاء من غزة تدريجيًا ، ويؤكد وزير الحرب كاتس أنه "كلما واصلت حماس رفض الإفراج عن الرهائن، ستخسر مزيدًا من الأراضي التي ستضم إلى إسرائيل"، في إشارة واضحة إلى نوايا الاحتلال لرسم خارطة جديدة بالقوة ، و
كشفت مصادر إسرائيلية أن وزارة الاستخبارات أعدّت خطة متكاملة لتهجير سكان غزة بعد أيام فقط من عملية 7 أكتوبر 2023، تحت عنوان "الهجرة الطوعية" ، وتتضمن الخطة:
1. إبعاد المدنيين بالقوة من مناطق القتال.
2. تسهيل خروجهم من القطاع إلى الخارج، عبر ممرات آمنة إلى دول ثالثة.
3. إنشاء مدن خيام مؤقتة في سيناء، تمهيدًا لترحيلهم نهائيًا إلى دول أجنبية.
كما تشير المعلومات إلى أن حكومة إسرائيل أجرت اتصالات مكثفة مع دول أوروبية وعربية لضمان استقبال المُهجَّرين، وسط وعود بحوافز مالية وضمانات أمنية ، ولم يكن اختيار الجنرال المتطرف عوفر وينتر لإدارة "المغادرة الطوعية" صدفة، فهو أحد رموز العنف والتطرف في الجيش الإسرائيلي، وشارك في قيادة عمليات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين. وينتمي وينتر إلى التيار الديني المتشدد، ويؤمن بأن "الحرب على غزة حرب مقدسة"، مما يعكس الطبيعة الأيديولوجية العنصرية لهذا المخطط ، فما يجري اليوم في غزة ليس مجرد حرب، بل مشروع استراتيجي لإعادة تشكيل المنطقة ديموغرافيًا وسياسيًا ، وتؤكد الوقائع أن إسرائيل تسعى لتحويل غزة إلى منطقة خالية من سكانها، عبر القتل، والتجويع، والحصار، وأخيرًا التهجير القسري !!
هذا المخطط، الذي يُنفَّذ برعاية أمريكية، يُعيد إلى الأذهان نكبة 1948، حيث استُخدم السلاح والترهيب لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، واليوم يعيد الاحتلال السيناريو نفسه، ولكن بغطاء "الهجرة الطوعية" ، وبالتالي ما تقوم به إسرائيل في غزة هو جريمة تطهير عرقي متكاملة، تستخدم الحرب كأداة لتنفيذ تهجير ممنهج، في ظل صمت دولي وتواطؤ أمريكي ، ووسط استمرار هذه المخططات، يبقى الفلسطينيون أمام معركة وجودية، تتطلب مواجهة دولية حقيقية، لوضع حد لهذا المشروع الاستعماري الإحلالي ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .