في خطوة أثارت اضطرابات في الأسواق العالمية، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة جديدة من الرسوم الجمركية طالت عشرات الدول، ما دفع شركاء تجاريين رئيسيين إلى التعهد بالرد، وإن كان ذلك دون تحركات فورية تُفاقم الحرب التجارية التي يبدو أن البيت الأبيض عازم على خوضها.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، كانت الصين أول من بادر بالرد، فأعلنت فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على واردات أمريكية، مطابقة لما أعلنه ترامب ضد الصادرات الصينية.

ومن المتوقع أن تواصل الدول ردودها تدريجياً، إذ تبحث أوروبا خياراتها التفاوضية، فيما تستعد دول أخرى من أصل نحو 60 دولة مشمولة بالعقوبات الأمريكية الجديدة للرد بالمثل.

وفيما يلي نظرة على أبرز الدول التي فرضت رسوماً جمركية رداً على خطوات ترامب، إلى جانب العجز التجاري الذي تسجله هذه الدول مع الولايات المتحدة، وهو ما تقول الإدارة الأمريكية إنها تسعى إلى تصحيحه عبر هذه الرسوم:

الصين.. الانتقام الأول

بلغ العجز التجاري للصين مع الولايات المتحدة في 2024: 295.4 مليار دولار، وقبل ولاية ترامب الثانية، بلغت متوسط الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأمريكية 4.9%، حسب منظمة التجارة العالمية.

وفي 4 أبريل (نيسان)، فرضت بكين رسوماً بنسبة 34% على واردات أمريكية، لتكون أول من يرد على حزمة الرسوم الأمريكية الجديدة.

أعلنت سلطات الجمارك الصينية، اليوم الجمعة، فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، اعتباراً من 10 أبريل (نيسان) الجاري.

وفي فبراير (شباط)، فرضت رسوماً بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المسال الأمريكيين، و10% على النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات كبيرة المحرك.

وبحلول 18 مارس (آذار)، وسعت الصين ردها لتشمل رسوماً بين 10 و15% على سلع أمريكية بقيمة 21 مليار دولار، منها لحوم الخنزير والدجاج وفول الصويا، وهي منتجات تتركز صناعتها في ولايات أمريكية مؤيدة للجمهوريين، مثل آيوا وكارولاينا الشمالية وميسوري.

كندا
بلغ العجز التجاري لكندا مع الولايات المتحدة في 2024: 63.3 مليار دولار.

واستُثنيت كندا من الحزمة الأخيرة للرسوم الجمركية التي أُعلنت الأربعاء، لكنها لا تزال تخوض دورة من الإجراءات الانتقامية منذ شهور.

قال رئيس وزراء كندا مارك كارني إن الرسوم الجمركية الشاملة، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، "تغير بشكل جذري النظام التجاري الدولي".

وفي 4 مارس (آذار)، فرضت كندا رسوماً بنسبة 25% على واردات أمريكية بقيمة 21 مليار دولار.

وفي 12 مارس، أعلنت رسوماً إضافية بنفس النسبة على واردات أمريكية بقيمة 20.7 مليار دولار، رداً على رفع الرسوم الأمريكية على الصلب والألمنيوم.

وتشمل الرسوم الكندية منتجات صلب بقيمة 8.7 مليار دولار، وألمنيوم بقيمة 2.08 مليار دولار، وسلع أخرى بقيمة 9.85 مليار دولار.

وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني الخميس إن بلاده سترد على رسوم ترامب بنسبة مماثلة على بعض السيارات الأمريكية.

الاتحاد الأوروبي
بلغ العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة في 2024: 235.6 مليار دولار، فيما بلغ متوسط الرسوم الأوروبية على الواردات الأمريكية 1.7% قبل الولاية الثانية لترامب.

وفي 12 مارس، أعلن الاتحاد الأوروبي استهداف واردات أمريكية بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار، رداً على رسوم الصلب والألمنيوم الأمريكية.

ونشرت المفوضية الأوروبية قائمة بـ99 صفحة تتضمن سلعاً أمريكية محتملة لفرض الرسوم، منها العلكة، وفول الصويا، والأجهزة المنزلية، ولحوم الأبقار والدواجن، والمشروبات الكحولية.

أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة، المستثمرين الذين يضخون أموالاً في الولايات المتحدة أن سياساته لن تتغير أبداً، وذلك في وقت تراجعت فيه أسواق الأسهم العالمية لليوم الثاني على التوالي في أعقاب إعلان خطته للرسوم الجمركية والإجراءات المضادة التي اتخذتها الصين.

وبعض هذه الرسوم تستهدف ولايات تمثّل قادة جمهوريين، مثل لويزيانا، معقل رئيس مجلس النواب مايك جونسون.

ورغم التصعيد، يقول دبلوماسيون أوروبيون إنهم يفضّلون اللجوء إلى التفاوض.

المكسيك
بلغ العجز التجاري للمكسيك مع الولايات المتحدة في 2024: 171.8 مليار دولار، فيما بلغ متوسط الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية 5.7% قبل الولاية الثانية لترامب، لكن كثيراً من التبادل التجاري بين البلدين كان معفى من الرسوم بموجب اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

طالبت مكسيكو، أمس الإثنين، واشنطن بالحفاظ على اتفاقية التبادل التجاري الحر في أمريكا الشمالية، التي تربط الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وذلك قبيل رسوم جمركية جديدة يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإعلان عنها يوم غد الأربعاء.

ورغم أن المكسيك لم تُدرج في قائمة الرسوم الجديدة المعلنة الأربعاء، إلا أنها تضررت من قرارات سابقة، شملت فرض رسوم بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم، إلى جانب رسوم مماثلة على قطع غيار السيارات والسلع التي لا تتماشى مع شروط الاتفاقية.

وقالت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم الخميس: "المكسيك نالت احترام الولايات المتحدة والعالم بأسره".