زاد الاردن الاخباري -
لطالما كانت قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي – درع الوطن وسياجه المنيع، وركناً أصيلاً في هوية هذا البلد العظيم، تاريخها حافل بالبطولات والتضحيات، ودماء شهدائها الزكية سُقي بها تراب الوطن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. إنها ليست مجرد مؤسسة عسكرية، بل روح تسكن في وجدان كل أردني حر، وعقيدة تتوارثها الأجيال حباً وانتماءً.
إن ما شهدناه من هتافات مسيئة تطاولت على هذه المؤسسة العريقة، لا يمكن وصفه إلا بأنه انزلاق خطير وخطيئة وطنية، لا تصب إلا في مصلحة أعداء الداخل والخارج، الذين لا يريدون للأردن استقراراً ولا لشعبه وحدة. فالإساءة إلى الجيش ليست فقط تعدياً على مؤسسة وطنية، بل هي طعنة في خاصرة الوطن، ومحاولة مكشوفة لضرب هيبته ومناعته من الداخل.
الجيش الأردني لم يكن يوماً غائباً عن ساحات الشرف، لا في الدفاع عن الأردن، ولا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين، فقد كان على الدوام في الصفوف الأولى، مقاتلاً ومضحياً ومقدماً الشهيد تلو الشهيد في وجه الاحتلال، وما زالت بطولاته محفورة في الذاكرة الجماعية لأبناء الشعبين الأردني والفلسطيني على حد سواء. فكيف يُجازى هذا الجيش بهتافات تسيء له وتُهين تاريخه المجيد؟!
إن هذه التجاوزات الخطيرة، التي يتبناها البعض إما بجهل أو بحقد، لا تخدم إلا أجندات مظلمة تسعى لبث الفتنة وشق الصف الوطني، وهي امتداد لحملات ممنهجة تنفذها أطراف تسعى لزعزعة أمن المنطقة، سواء عبر أبواق التحريض الإعلامي أو من خلال اختراق النسيج المجتمعي برسائل انقسام وتفرقة. وهذه الأطراف، وإن لبست عباءات الدين أو القومية، فإن أهدافها معروفة: إسقاط ما تبقى من الحصون المنيعة في المنطقة، وعلى رأسها الأردن، الذي ظل عصياً على المؤامرات بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة، ووحدة أبنائه، وقوة مؤسساته.
علينا أن نكون واعين، فالإساءة إلى الجيش الأردني ليست مسألة رأي أو حرية تعبير، بل فعل خيانة لدماء الشهداء، ولعقيدة الوطن، ولمعركة الصمود التي يخوضها جيشنا الباسل في كل لحظة. إن من يهاجم جيشنا إنما يهاجم الوطن بأكمله، ويستهدف عمود الخيمة الذي لا قيام للدولة بدونه.
وفي ظل التحديات الإقليمية والداخلية التي تحيط بنا من كل جانب، لا بد أن نكون صفاً واحداً خلف جيشنا ومؤسساتنا الأمنية، التي تواصل الليل بالنهار لحماية أمن هذا الشعب الكريم، تحت راية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – القائد الأعلى للقوات المسلحة – الذي لم يتوانَ يوماً عن دعم جيشه وشعبه وقضايا أمته.
إن وحدتنا الوطنية اليوم ليست خياراً، بل فرض وواجب، وحماية مؤسساتنا السيادية ليست موقفاً عاطفياً، بل مسؤولية وطنية والتزام أخلاقي. فلنرفع الصوت عالياً ضد كل من يسيء، ولنتصدّ بحزم لكل خطاب تحريضي آثم.
حفظ الله الأردن، عزيزاً منيعا، وحفظ جيشه الباسل، وقيادته الهاشمية المظفرة.