غزة ليست مجرد خبر. حكاية حياة تزهق

يا عالم، يا من تدعون الإنسانية، أين أنتم من صرخات أطفال غزة؟ أين ضمائركم من أنين النساء والشيوخ؟ أين العدل من دماء الشهداء التي تروي أرضنا؟
هؤلاء ليسوا أرقامًا في نشرات الأخبار، ليسوا مجرد إحصائيات في بيانات منظمات حقوق الإنسان. هؤلاء بشر، مثلنا تمامًا، لهم أحلامهم، لهم آمالهم، لهم عائلاتهم.
هذا الطفل الذي كان يلهو بدميته، أصبح الآن جثة هامدة تحت الأنقاض. هذه الأم التي كانت تحضن طفلها، أصبحت الآن ثكلى، تبكي فقدانه. هذا الشيخ الذي كان يتلو آيات الذكر الحكيم، أصبح الآن صامتًا إلى الأبد.
أطفال غزة، كانوا يلعبون في الأزقة، يضحكون، يركضون، يحلمون بمستقبل مشرق. نساء غزة، كانوا يخبزن الخبز، يربين الأبناء، يحمين العائلة. شيوخ غزة، كانوا يصلون، يدعون، يحكون قصص الأجداد.
لكن الحرب لم ترحمهم، القصف لم يميز بينهم، الموت لم يفرق بينهم. لقد أخذتهم جميعًا، أخذ أحلامهم، أخذ آمالهم، أخذ حياتهم.
يا عالم، أين أنتم من هذه المأساة؟ أين أنتم من هذا الظلم؟ أين أنتم من هذه الدماء التي تسيل؟
ألا ترون، ألا تسمعون، ألا تشعرون؟
أطفال غزة، نساؤها، شيوخها، ليسوا أرقامًا، إنهم شهداء، شهداء على صمتكم، شهداء على تقاعسكم،
سيظل صوتهم يتردد في آذانكم، سيظل دمهم يلطخ ضمائركم، سيظل سؤالهم يلاحقكم: أين كنتم عندما كنا نموت؟
يا عالم، استيقظوا من سباتكم، استيقظوا من غفلتكم، استيقظوا من صمتكم. أنقذوا ما تبقى من غزة، أنقذوا ما تبقى من الإنسانية.
حفظ الله الاردن وفلسطين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي

---