في بلدةٍ صغيرةٍ، اشتهرت مجموعةٌ من الأفراد بمهاراتهم الخارقة في إثارة الفتن. كانوا يخططون بدقةٍ متناهيةٍ لزعزعة استقرار البلدة، وإشعال نار الفتنة بين سكانها المسالمين.
كانت خطتهم بسيطةً بقدر ما هي خبيثة: يقومون بتنظيم مظاهراتٍ صاخبةٍ، ويرددون هتافاتٍ مثيرةٍ للجدل، ويقومون بأعمالٍ تخريبيةٍ صغيرةٍ، ثم ينتظرون بفارغ الصبر تدخل رجال الأمن.
كانوا يعلمون أن رجال الأمن سيقومون بواجبهم في الحفاظ على النظام، وسيقومون بتوقيفهم. وهذا كان مبتغاهم.
بعد قضاء فترةٍ وجيزةٍ في السجن، يخرجون منتفخي الأوداج، مدعين أنهم ضحايا اضطهادٍ سياسيٍ، وأنهم أبطالٌ دافعوا عن حرية التعبير.
يحملون أوراقهم المزيفة، ويتوجهون إلى أبواب السفارات الأجنبية، يطلبون اللجوء والهجرة، مدعين أن حياتهم في خطرٍ، وأنهم مضطهدون في بلدهم.
لكن، يا لسخرية القدر، كانت ألاعيبهم مكشوفةً للجميع. رجال الأمن، الذين كانوا يعرفون نواياهم الخبيثة، كانوا يراقبونهم عن كثبٍ، ويسجلون كل تحركاتهم.
السفارات الأجنبية، التي كانت على درايةٍ بخططهم الماكرة، كانت ترفض طلباتهم، وتعتبرهم مجرد مهرجين يسعون إلى استغلال الوضع.
أما سكان البلدة، الذين كانوا يعرفون حقيقتهم، فكانوا يسخرون منهم، ويطلقون عليهم لقب "أبطال الكرتون".
في النهاية، انتهى بهم المطاف إلى العزلة والوحدة، بعد أن فقدوا مصداقيتهم أمام الجميع. وأصبحوا مجرد نكتةٍ سمجةٍ يتندر بها الناس في مجالسهم.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي