في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، نؤكد أن غزة كانت وستبقى في صميم الوجدان الوطني، وعنواناً ثابتاً للتضحية والصمود في وجه الاحتلال، ولكن وفي خضم هذا الإجماع الوطني حول عدالة قضية غزة، نشهد محاولات مقلقة لإقحام الشارع في مسارات لا تخدم سوى الفوضى، ولا تعكس سوى استثمار غير مسؤول لوجع شعبنا وتضحياته .
إن الدعوات التي تصدر من بعض الجهات إلى العصيان المدني أو التمرد على مؤسسات الدولة، لا تمثّل تعبيراً وطنياً مشروعاً، بل هي خروج عن الإطار الجامع الذي يحمي قضيتنا ويصون تماسك نسيجنا الوطني، فالدولة بمؤسساتها وشرعيتها، ليست خصماً لأحد، بل هي الحاضنة الوحيدة القادرة على تمثيل فلسطين في المحافل الدولية .
الحذر.. الحذر من محاولات بعض الأطراف استغلال الشارع وتجييشه لتحقيق مكاسب ضيقة، أو تنفيذ أجندات لا تخدم سوى إضعاف الموقف الفلسطيني، وشقّ الصف الوطني، في وقت نحتاج فيه أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة الكلمة وتكامل الجهود .
إن الهتافات الخارجة عن القانون، وتحدي سيادة الدولة، لا يُعيد غزة، بل يُفقدنا قدرتنا على الدفاع عنها، فالمعركة من أجل فلسطين، ومن أجل غزة على وجه الخصوص، ليست معركة شعارات، بل هي معركة وعي وصبر وتنظيم ومؤسسات .
إن اللحظة تستدعي الحكمة لا التهور، والمسؤولية لا المزايدة، وغزة كما كانت ستظل في قلب كل حر شريف لكن تحريرها لا يكون على حساب الدولة، بل بدعمها وتقوية حضورها وتحصينها من كل من يحاول النيل منها من الداخل أو الخارج .
فالمعركة من أجل غزة لا تخاض عبر التصعيد الداخلي وتجييش الشارع ضد الدولة _بدلاً من توجيه هذا الغضب نحو الاحتلال_ بل عبر تفعيل أدوات العمل السياسي الموحد، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية
فالتمرد على مؤسسات الدولة لا يمكن اعتباره أداة نضالية، بل هو انحراف عن المسار الوطني، ولا يخدم إلا تجار وسماسرة القضية الفلسطينية .
ومن هذا المنبر، نهيب بجميع أبناء شعبنا أن يكونوا سنداً للدولة، وشركاء في حماية مشروعنا الوطني من الانزلاق نحو الفوضى أو التبعية .
حفظ الله فلسطين، وحمى غزة من كل من يحاول استغلالها أو المتاجرة بدماء أبنائها
#حمى_الله_الاردن_ارضا_وشعبا_وقيادة
#روشان_الكايد