استوقفتني عبارة قرأتها اليوم * استمر بالمُحاولة ، تأتي الأحلامُ دوماً على طبق من تعب * فمباشرة حضرتني الآية الكريمة: "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40)" سورة النجم، لتأتي عليك لحظة وترى أن طاقتك قد نفذت، فتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس، وتذهب لأقرب ملاذ لك وتجلس مكتفياً بنفسك"،،!! ترى أنك بالفعل استهلكت نفسك كليا.. تفكر ما أردنا يومًا أن تُقطف لنا نجمة من السماء، أو أن يُهدى إلينا الياقوت.. فكل ما نطمع فيه من جمال هذا العالم، أن نسمع كلمة طيبة، في وقتها المناسب، تأتي على هوانا؛ فتُشفى جروحنا. أن نحظى ببعض السلام في حياتنا، ونشعر بالانتماء لكل ما هو مفضل لدينا، أن نتغلب على مخاوفنا لنغامر؛ فلا نبرح حتى نبلغ ما نريد.. والأهم أن نترك أثر جميل في نفس كل من يعرفنا، نجد من يدعو لنا بالخفاء.. أن نعبر عن مشاعر الحزن، الفرح دون الخجل منها.. أن نجد من يمنحنا الاهتمام و الحب الذي نستحقه، فنأنس بقربه، وجواره.. أن نكون نحن بلا زيف، بلا عُقد بلا نفاق.
هنا .. توقف قليلا وفكر في الألم وانه درس مهم بالحياة لكي تستمر بالمحاولة .. نعم الطريق مؤلم، والحياة مليئة بالآلام، ولتعلم ان الطرق المليئة بالمخاطر هي ما يخلق في النفس المتعة وطعم التحدي.. لا شيء يضاهي لذة انتصارك على نفسك على ألمك ...وما الألم إلا شحذ مستمر لهمتك وروحك .. عليك أن تنهض ولا تجلس و أعد الكرة، قم وحاول مستفيد من التجربة، و الاخطاء التي حصلت معك ولا تكررها نحن بشر وبنهاية المطاف طبيعي جداً ان نشعر بالتعب في محطة ما ولكن المؤمن والقوي الذي لديه هدف لن يقف وبالنهاية انت تشاء وانا اشاء والله يفعل ما يشاء.
استمر بالمحاولة.. تأتي الاحلام دوماً على طبقٍ من تعب مُزينةٌ بصبرٍ و طموح ، تُغلفها محاولاتك التي ظننت أنها لن تُثمر ؛ ولكن الله لا يُضيع جهد من سعى ،كل تعثر تتعثر به هو جزء من الطريق و الطريق لمن يصبر و يؤمن بأن الوصول يستحق. ولذلك من أراد أن يعيش مستقبلا طيبا فليكن سعيه طيبا.. والسعي الطيب لا يشمل الأفعال فقط بل حتى مشاعرك وأفكارك النقية الإيجابية الواضحة .. عندما تؤمن أنك تستحق ما تريد وتحب ذاتك سيريك الله تعالى نتائج ذلك لأن من يؤمن بشيء سيتبعه ويعمل لأجله تلقائيا.. ونتذكر نحن ننضج في المِحن، ونتعلم فنون الإبحار في الإعصار، ونقرأ في أيام الله العِبر، ونزرع الفسائل لمستقبل نستحقه.. مستمرين بالمحاولة .. لينال قلبي ربيعهُ الذي يستحقه .