أحببت وطني من خلال ذكريات بيتنا الذي آوانا مع إخواني وأخواتي، فكان بالنسبة لي وطناً جميلاً تقاسمت فيه ذكريات الطفولة.. حب الأردن تعلمناه من الطفولة .. بلد أبا الحسين الملك العربي الهاشمي الأصيل الأردن بلد الخير والمحبة .. أحببت وطني في بيتي لأني تعلمت من أبي رحلة الصبر والكفاح التي بذلها من أجل أن يعلمنا ويدفعنا إلى قمم العطاء، أبي رحمه الله مدرستي الحقيقية في الحياة، مدرستي التي تعلمت فيها الدين والقيم والأخلاق وتعلمت منها التواضع والاجتهاد والإخلاص والمسؤولية.
(والدي) أحد أبناء القوات المسلحة الاردنية شارك في عدة معارك، رباني على حب الوطن، وغرس فينا مشاعر الحب والولاء والانتماء للأردن ولقيادتها الهاشمية، توجيهاته هي التي رسمت نهجي في الحياة. من أجل ألا يترك في حياتنا لحظات حرمان نتجرع آلامها.. تعلمت منها كل المهارات والهوايات التي ساعدتني اليوم في حياتي كثيراً.. اقتبست منه قبسات كثيرة أتحصن بها اليوم في عمري الآتي، لأنها كانت لي بمثابة اختبارات نجحت في بعضها وتعثرت في بعضها الآخر.
أحببت وطني من خلال ترابه وأرضه الجميلة التي كانت المأوى للاستمتاع بالأوقات الجميلة. أحببت وطني من خلال مدرستي الرائعة التي جمعتني مع صديقاتي ومعلماتي، الذين نهلت من بحور علمهم ما شجعني على اقتحام أقفال الحياة.. في مدرستي تعلمت الجرأة وحب العطاء والعمل في ميادين الخير، والابداع والتطوير للمهارات التي أحبها، حتى أضحت عنواناً للنجاح.
أحببت وطني من خلال جامعتي الحبيبة (الجامعة الأردنية) درست فيها البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، قضيت بين جنباتها أجمل الأوقات وأحلاها، مع أحلى صحبة صحبتهم في غرف الدراسة، وكانت لنا فيها أجمل الذكريات.
أحببت وطني من خلال عملي في مجال الاعلام، باعتبار الإعلام في عصر الثورة التقنية الحديثة من أهم أبواب حماية الأوطان وتعزيز مكانتها ودعم قضاياها والمحافظة على مكتسباتها. و الانخراط في الحياة العامة بشكل إيجابي وفعال، وتعزيز وترسيخ قيم المواطنة، والتأثير على أهم الشرائح فيها، وهي شرائح الشباب، من خلال استثمار وسائل الإعلام المتنوعة لتكون أدوات تأثير فاعلة، سواء عبر إبراز الإنجازات الوطنية في مختلف المجالات، وإبراز الثقافة المحلية الراقية ثقافة الوسطية والاعتدال والقيم الأخلاقية والتسامح وقبول الآخر والسلام والعمل الإنساني.
أحببت وطني لأنه أعطاني كما أعطيته، فأعطاني فرص العطاء واعتبرني الطفل المدلل الذي يجب أن يحمله الجميع حتى يحفظه من كل مكروه .. فأحببته كوطن جمع العطاء بين جنباته بإخلاص وتفانٍ من أجل رفع أعلام الوطن في كل سماء .. ولأني أحب وطني فهتاف قلبي بأن يحفظه المولى من كل الشرور ومن كل متاهات الحياة.. دعوت الكريم المنان أن يجعل وطني نبراس خير في سماء العطاء. حفظ الله الأردن حصناً منيعاً شامخاً راسخ الأركان، في ظل رائده وقائده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
اللهم احفظ الأردن وطناً و ملكاً و شعباً من كل سوء و من شر الفتن .. اللهم اشملهم بأمنك و أمانك وسعة رزقك يا رب ..
وطني لا أعلم كيف أحميك.. ولكنني أستودعك الله في كل حين وثانية.