أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جدل واسع حول إلغاء مئات الشهادات التركية وفصل طلبة جامعيين… دعوات لإصلاح منظومة اعتماد الشهادات الأجنبية إصابة خطيرة في مشاجرة مسلحة داخل مخيم البقعة والقوات الأمنية تعزز انتشارها أحدهما طفل .. استشهاد فلسطينيين برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية- (صور وفيديو) تقرير: إسرائيل حاولت منع رفع العقوبات عن سورية وترمب رفض وفاة طفل اثناء عبثه بسلاح والده في جرش العدل الأميركية: سنكشف وثائق التحقيق بمحاولة اغتيال ترمب الأمن السوري يقبض على شبكة تهريب أسلحة في قدسيا المعايطة: الإرهاب لا يعرف حدوداً والأردن كان في خط المواجهة الأول أبرد أيام الشتاء تبدأ في الأردن غدا الأحد فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية غداً شتيوي: إعلان نتائج الحوار الوطني بشأن تعديلات قانون الضمان الاجتماعي في شباط الامارات : إلزام 5 متهمين انتحلوا صفة «الشرطة» برد 600 ألف درهم إلى ضحية سرقة ورشة تدريبية في التصوير الفوتوغرافي لمعلمي برنامج بيتك روبيو يؤكد أهمية تدفق المساعدات وبدء عمليات إعادة الإعمار بغزة جيش الاحتلال يزعم اعتقاله شخصا ينتمي لتنظيم داعش في سورية ويتكوف: اجتماع ميامي دعم تشكيل مجلس السلام بغزة رئيس وزراء لبنان: نقترب من إتمام المرحلة الأولى من حصر سلاح حزب الله السعودية : ضبط 17880 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال اسبوع 4 عادات يومية بسيطة تؤخر شيخوخة دماغك 8 سنوات فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية الأحد
*قصةً من الخيال هل تعرف العم اخطبوط؟ربما هو جارك (أو أنت)*
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل تعرف العم اخطبوط؟ربما هو جارك (أو أنت)

هل تعرف العم اخطبوط؟ربما هو جارك (أو أنت)

27-04-2025 05:14 AM

في حيّنا العريق، اشتهر عم "أخطبوط" بصفات قلّما تجتمع في شخص واحد: عشق المال بجنون، وبخل يجعله يحسب أنفاسه خشية أن يدفع ثمن الأكسجين، وثماني حواس شمّ خارقة للطبيعة تمكنه من تحديد موقع أي وليمة مجانية على بعد كيلومترات. كان الناس يلقبونه سرًا بـ "صائد البوفيهات ذو الثمانية أذرع" و "كونت المحابر (في إشارة إلى حفظ المال بإحكام)".
تبدأ قصة عم أخطبوط المضحكة في عرس ابن الجيران "محمود". لم يكن عم أخطبوط من المدعوين المقربين، بل بالكاد يعرف والد العريس. لكن قبل أن تبدأ الزفة، ظهر عم أخطبوط فجأة عند مدخل قاعة الأفراح بابتسامة عريضة وكأنه عميد المدعوين. تقدّم بثقة نحو طاولة الاستقبال، ومدّ ثماني أذرعه لمصافحة والد العريس بحرارة مفتعلة قائلًا: "ألف مبروك يا أبو محمود! ما كنا لنفوت فرحة الغالي محمود".
خلال العشاء، كان عم أخطبوط نجم الحفل بلا منازع. تنقل بخفة ورشاقة بين أطباق المنسف والمقبلات مستخدمًا أذرعه ببراعة، وملأ طبقه حتى كاد الطعام يتطاير منه. لم ينسَ أن يخبئ بضع قطع من الكنافة في جيوبه المتعددة "احتياطًا للمساء". وبينما كان الحضور يتبادلون أطراف الحديث والتهاني، كان عم أخطبوط مشغولًا بتقييم جودة اللحم وكمية الأرز بكل عين من عيونه الثماني، ويسأل بهمس عبر أحد أذرعه عن نوع العصير "المجاني".
الغريب في الأمر أن عم أخطبوط، رغم ولعه الشديد بالأخذ، كان ينتظر من الجميع أن يقدموا له. في عيد ميلاده الستين، الذي أقام فيه "عزومة متواضعة" اقتصرت على أقاربه البعيدين الذين توقع منهم هدايا قيمة، جلس عم أخطبوط ينتظر الهدايا بلهفة طفل (أو ربما ثمانية أطفال مجتمعين). تلقى بعض الظروف المغلقة، وعلبًا ملفوفة بورق الهدايا اللامع، وبدت علامات الرضا على وجهه ذي التعابير المتغيرة.
لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما تذكرت ابنة أخته الصغيرة "سارة" أنها لم تحضر له هدية. اقتربت سارة بخجل وقدمت له رسمة بسيطة رسمتها له بقلم التلوين. نظر عم أخطبوط إلى الرسمة بجمود عبر عدة عيون، ثم سأل ببرود عبر أحد محاقنه الصوتية: "وما هذه؟ أين هديتك الحقيقية يا حبيبتي؟".
تجمعت الدموع في عيني سارة الصغيرة، وهمست: "هذه هديتي... رسمتها لك بحب".
في تلك اللحظة، تدخل الجدّ العجوز، والد عم أخطبوط، وقال بصوت حكيم: "يا بني، الهدايا ليست دائمًا أشياء مادية. أحيانًا تكون كلمة طيبة، أو ابتسامة صادقة، أو حتى رسمة من قلب طفل. أنت يا بني لم تفرح قلب طفل قط، ولم تقدم واجبًا من قلبك لأحد بأي من أطرافك الثمانية، ومع ذلك تنتظر أن يقدم لك الناس كل شيء".
نظر الحضور إلى عم أخطبوط بذهول. بدت كلمات الجد وكأنها صفعة أيقظته من سباته الطويل. للحظة، بدا وكأنه فهم شيئًا لم يفهمه من قبل. لكن سرعان ما تلاشى هذا التعبير عندما لمح طبقًا جديدًا من الحلوى يدخل القاعة، فاستدار بسرعة وهمس لنفسه عبر فمه الرئيسي: "يا ترى... هل ألحق بقطعة قبل أن تنتهي؟ لديّ متسع في أحد أذرعي!".
وهكذا، بقي عم أخطبوط كما هو، شخصية فريدة تجمع بين البخل والطمع وحب الذات، بينما يظل الجميع يتندرون على مغامراته المضحكة في البحث عن الكسب المجاني وتوقعه الدائم للعطاء دون مقابل. وتبقى قصته عبرة ساخرة تذكرنا بأن السعادة الحقيقية تكمن في العطاء والمشاركة، لا في الأخذ والادخار الأناني، حتى لو كان لديك ثمانية أذرع للمساعدة في ذلك.
قصة من الخيال
نضال انور المجالي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع