عبد الرؤوف الروابدة: صوت الدولة العميقة

في لحظات التحولات الكبرى، عندما تضطرب المسارات وتغيب البوصلة، تبرز الشخصيات الاستثنائية التي تصنع الفارق بين الصمود والانهيار .
عبد الرؤوف الروابدة، ابن الأردن البار، هو أحد هؤلاء القلائل الذين يشكلون ركيزة صلبة حين تتهاوى الخطابات وتترنح الثوابت .

الروابدة ليس مجرد سياسي أو إداري بارع؛ بل هو حالة وطنية متفردة، اختبرته التجربة السياسية بكل قسوتها، فخرج منها أكثر صلابة وإخلاصا .
ففي الوقت الذي ينزلق فيه كثيرون ممن غادروا مواقع المسؤولية إلى صفوف الشامتين أو المتفرجين المنظرين من بعيد، متخذين من النقد وسيلة لتعويض الغياب، بقي الروابدة وفياً للعرش ، مخلصاً لتراب الأردن، منحازاً دائماً إلى ثوابته وهويته بلا تردد أو تململ .

في لقاءاته وحواراته، خاصة في أوقات الأزمات، ظل الروابدة يعبر عن صوت العقل الوطني؛ صادقاً في تشخيصه، صريحاً في طروحاته، ومؤمناً بأن الأوطان تُبنى بالفعل لا بالتحسر عن بعد .
حديثه عن دولة المؤسسات، عن العدالة الاجتماعية، وعن ضرورة الانحياز للمصلحة الوطنية العليا، ظل ثابتاً لا يتغير بتبدل المواقع أو تغير الظروف .

عبد الرؤوف الروابدة اليوم يمثل حالة نادرة: رجل خرج من دائرة الفعل التنفيذي لكنه لم يغادر ميدان الولاء والانتماء الحقيقي .
صوته بقي حياً، لا شامتاً، ولا ناقداً لمجرد النقد، بل مرشداً وداعماً للوطن في كل حين .

والأردن، وهو يمضي في دروب التحديث والمنعة، أحوج ما يكون اليوم إلى رجال من طراز الروابده؛ رجال لا تتبدل بوصلتهم بتغير الأحوال، ولا يساومون على الحق مهما كانت الكلفة، لأنهم ببساطة أبناء الأرض وروحها الحية .

عبد الرؤوف الروابدة ليس فقط عنواناً لمرحلة مضت؛ بل هو درسٌ مفتوح في الوطنية الصادقة ، بأن خدمة الوطن لا ترتبط بالمناصب، بل بالإيمان العميق بأن العطاء للوطن مسؤولية لا تقبل التقصير ولا التراجع .

#حمى_الله_الاردن_ارضا_وشعبا_وقيادة
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي

---