فقد الطالب (صالح دويكات) عينه اليمنى اول امس بعد ان تلقى ضربة من (معلمه) وصالح عمره الآن (11) عاماً فقط.. ويقال ان المعلم قد اودعوه الجويدة.. في هذا السياق لديّ سؤال في أي مهجع سيوضع المعلم، انا متأكد انه سيكون مع اصحاب السوابق، ولكن (الجُرم) الذي اقترفه سيثير سخرية الزملاء في المهجع بحكم ان الضحية (فتى) في اول العمر، لم تبدأ خطاه على درب الحياة بعد.
سيرتدي صالح نظارة (شمسية) وستبقى ملازمة له طول العُمر، ولكنه لن يعبأ بها ربما ستكون هذه المحنة دافعاً له في الحياة كي يعرف معنى الظلم.
المشكلة ان (صالح) لم يقترف شيئاً عظيماً اراد ان يشرب كوب ماء من غرفة المعلمين.. مما حدا بالجاني لاطفاء عينه.. غريب امر صالح كوب ماء كلفه عينه.. بالمقابل فالذين (هبشوا) الملايين ما زالت ايديهم سليمة..
في طفولتنا كنا نتعلم من اهلنا شيئاً مهماً وهو ان (المراجل) أي، العضلات ونفش الريش.. لا تجوز على صغار السن وانا هنا لا اريد الكتابة عن خلل في المنظومة التربوية، ولكني اريد الكتابة عن خلل في الانسان نفسه.. فحين يقوم معلم بضرب فتى في الـ (11) من عمره، فالمشكلة ليست في الفتى ولكن في فقدان المعلم لأي حس انساني.
اذاً كيف سنحصل على منتج تعليمي محترم في ظل غياب للشعور واحترام للطفولة؟ صدقوني ان القصة ليست قصة وزارة تعليم، ولكنها قصة انسان فقد احساسه بالآخرين..
ما الذي سيحدث؟ سيكبر صالح وسيتحدى اعاقته... ولكن ستظل الصفعة في ذهنه... والاعلام يركز على الحادثة ولم يركز على الاثر النفسي الذي ستتركه هذه الواقعة في قلب الفتى.
انا اقترح على وزير التربية ان يلغي ما يسمى ببرامج التأهيل التربوي للمعلمين وما يسمى ببرامج تطوير التعليم... واقترح استحداث برنامج ينمي الجوانب الانسانية في المعلم..
في تفاصيل الحادثة... علينا ان نفهم ان اطفاء عين صالح جنايه ولكن ذهاب معلم الى الجويدة ووضعه في مهجع مع اصحاب السوابق (والزعران) هو ايضا جنايه بحق التعليم في الاردن...
عزيزي صالح اعرف ان عينك انطفأت ولكنك ستتجاوز محنتك ومتاكد من ذلك، بالمقابل فانت بعمرك الغض الطري استطعت ان تعري لنا جانبا مهما في مسيرتنا التعليمية وهي ان قلوب بعض المعلمين (عمياء) لا ترى او تشعر بالطفولة او حتى بالانسان نفسه... بالمقابل انت (ضحية) ولكنك ما زالت تبصر (العَوَجَ).
عبد الهادي راجي المجالي