استغراب كبير لم يخلو من استهجان عندما ذكر اسم ذلك المحافظ الذي ما يزال على رأس عمله محافظا منذ أكثر من ثلاثة عشر عاما ، وخدمته في الداخلية أيضا تجاوزت الثلاثين سنة وبموجب القوانين والأنظمة والتعليمات الوضعية والربانية كان يجب أن يكون قد أحيل إلى التقاعد منذ زمن بعيد. (ضغط ، سكري ، جلطة ..الخ)
لا ادري أن كان ضاع ملفه أو ربما سقط سهوا ليبقى الحال على ما هو عليه .
مثله الكثيرون الذين ما يزالون يحملون العقلية الأمنية في تعاملهم مع المواطنين حتى في المناسبات الاجتماعية والرسمية يلوحون دائما بقانون منع الجرائم لينتزعوا احترام الآخرين لهم عنوة . عدا عن الضباط الكبار الذي يعملون بعد التقاعد من الجيش محافظين في الداخلية وكأن الوزارة السيادية تقوم بوظيفة التنمية الاجتماعية لدعم هؤلاء الضباط. أما عن سلوكهم في وظائهم مثلا يطلقون اسم شؤون الأفراد على قسم شؤون الموظفين ، وبالتالي على الموظفين أن يتعاملوا مع الباشا المحافظ على إنهم أفراد في كتيبة وفي طبيعة الحال المواطنين وضعهم أسوأ .
وزير الداخلية الأكرم :
من المعروف أن وظيفة (محافظ) ليست منصب سياسيا بل إدارية بحتة خاضعة لنظام الخدمة المدنية غير أن المحافظين يعينون بناء على اعتبارات عشائرية وحسابات قديمة في الولاء والمفاضلة بحجم الجهة الداعمة لهذا الشخص، ووصل الحال مثلا إلى أن يعين مدير تربية سابق بوظيفة محافظ بعد أن أحيل إلى التقاعد من وزارته ، الا يحق لنا ان نستغرب عدم قدرة وزارة التربية على احتوائه لتحتويه الداخلية بوظيفة حاكم إداري؟؟؟(تبت يدا ابي لهب وتب )
وقطعا هذا التعيينات ستنعكس بشكل كبير على المواطنين بكافة شرائحهم وكافة أطيافهم السياسية ولا نستغرب فشل بعض المحافظين في التعامل مع الاعتصامات بل عملوا على تجيش الزعران وبعضهم قام بمهمة الأزعر بنفسه مما جعل أهالي المنطقة يعتصمون مطالبين بعزلة .
والسؤال الصارخ أين الكفاءات وأصحاب الخبرات في وزارة الداخلية ، الذي وهبوا أنفسهم منذ تخرجهم من الجامعة وعملوا في هذه الوزارة وحفظوا عملها عن ظهر قلب واثبتوا جدارتهم في تعاملهم مع الأزمات ونجحوا في انجاز أعمالهم ويحملون الشهادات الجامعية العليا ، وغير هذا وذاك هم أصلا أصحاب حقوق ينفقون أعمارهم من اجل التطور الوظيفي وكل منهم يحلم أن يصبح محافظ .
هل حرمت على أبناء الوزارة وحلت لغيرهم؟
الوطن بحاجة إلى كفاءات خبيرة في التعامل مع المجتمع خاصة أن الداخلية هي وزاراه سيادية تقوم بمهمات جسيمة وخطيرة وليس فيها مجال للمحاباة والواسطة والمغامرة في ضابط ناجح في عمله حتما سيفشل في عمل لا يعرفه .
السيد الوزير انظر إلى أبناء الوزارة وابحث بنفسك عن أصحاب الحقوق والكفاءات فالوطن لم يعد قطعة جاتو الكل يريد أن يأكل منها على حساب الآخرين .
فلكل مجتهد نصيب فلا تأكل نصيبه الذي يسعى إليه عمرا.
حمى الله الاردن من كل سوأ وحسبنا الله على كل من يكيد لهذا الوطن الذي نعشق ونحب.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"