زاد الاردن الاخباري -
دعا وليد جنبلاط، أبرز زعماء الطائفة الدرزية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، أبناء طائفته في سوريا إلى "الإحجام عن المشاركة بعمليات القمع،" ضد المعارضة، كما ذكّر روسيا وإيران، حليفتا دمشق بالثورات التي جرت فيهما سابقاً، في موقف يعكس حجم الانقسام اللبناني حيال الوضع بسوريا.
وذكر جنبلاط بما كان يقوله رئيس تشيكوسلوفاكيا الراحل، فاكلاف هافل، حول "قوة الضعفاء" بمواجهة الأنظمة القاسية، مضيفا: "لقد أثبتت كل التجارب التاريخية أن حركة الشعوب تتقدم إلى الأمام ولا تتراجع إلى الخلف وأن ما بني على باطل لا يكتب له الاستمرار على قاعدة يمهل ولا يهمل."
وتابع جنبلاط، الذي كان قد تحالف مع القوى المؤيدة لسوريا في لبنان بقيادة حزب الله قبل أشهر، ما سمح لها بامتلاك الغالبية النيابية وتشكيل الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي لتحل محل حكومة حليفه السابق سعدالدين الحريري المعارض لدمشق، إن "قوة الضعفاء هي التي حركت وتحرك الثورات العربية للمطالبة بالحرية والكرامة والعزة."
وتوجه جنبلاط إلى موسكو بالقول: "حبذا لو تنظر القيادة الروسية إلى مبدأ قوة الضعفاء في مقاربتها للوضع الحالي الذي تمر به حليفتها سوريا وضرورة الإقرار بان الحلول الأمنية لا يمكن أن تشكل حلا للازمة القائمة التي لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام."
وأضاف: "فبدل التمسك بنظام لم يستخلص العبر من دروس حماه 1981، التي تذكر بأحداث بودابست 1956، قد يكون من الأفضل توجيه النصح له القبول بأن تداول السلطة هو أهم من التمسك بها وسفك الدماء. ألم يسبق أن انتفضت روسيا على ظلم القياصرة في الماضي؟"
كما تطرق جنبلاط إلى الموقف الإيراني المؤيد بدوره للنظام في سوريا قائلاً: "وحبذا أيضا لو تنظر الجمهورية الإسلامية إلى مبدأ قوة الضعفاء ويتذكر أحفاد الإمام الخميني أنه المبدأ الذي طبق في مواجهة شاه إيران وأدى إلى إسقاطه في نضال تاريخي كبير، ما أكد أن الصدور العارية التي تنادي بالحرية والديمقراطية قادرة على مواجهة أعتى الأنظمة."
وتوجه جنبلاط إلى أبناء الطائفة الدرزية في سوريا بالقول: "هم أيضا يعلمون أن حركة الشعوب لا تعود إلى الوراء وأن الذاكرة الشعبية لا ترحم وأن الذين ليس على صدورهم قميص في درعا والصنمين وبصرة الحرير وخربة غزالة وإدلب وحمص وحماه وغيرهم في المدن والقرى السورية المختلفة هم الذين يمتلكون المستقبل."
وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية: "آن الأوان للإحجام عن المشاركة مع الشرطة أو الفرق العسكرية التي تقوم بعمليات القمع ضد الشعب السوري وقد عاد العشرات منهم في نعوش نتيجة قتالهم لأهلهم في المناطق السورية الأخرى."
وختم بالقول: "كما ناضل الآلاف في تونس ومصر واليمن وفق قاعدة قوة الضعفاء، وكانوا من الذين ليس على صدورهم قميص وانتصروا، كذلك سوف يحدث في البلدان الأخرى لان هذا هو منطق التاريخ وحكمه فعلا صدق القول انه "يمهل ولا يهمل."
يشار إلى أن في سوريا أكثر من ربع مليون درزي، يقطنون بشكل رئيسي في منطقة "جبل العرب" في جنوبي البلاد، وقد شهدت بعض بلداتهم تحركات خجولة على هامش المسيرات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد الذي يتهمه خصومه بتخويف الأقليات من الأكثرية السنية لضمان الحصول على دعمها.
ويأتي موقف جنبلاط الواضح حيال دعوة الدروز لرفض المشاركة في عمليات عسكرية ضد المناطق التي تشهد تحركات معارضة لنظام الأسد في وقت يحرص فيه الإعلام السوري الرسمي على إبراز مواقف لرجال دين من عدة طوائف أخرى ينتقدون فيها ما يعتبرونه "مؤامرة" تستهدف نظام الأسد الذي تتحكم بمفاصله الأساسية شخصيات من الطائفة العلوية.
ويشهد لبنان انقساماً سياسياً حاداً حيال الوضع في سوريا، وسط حملات إعلامية متبادلة بين الحكومة والمعارضة بسبب المواقف الداخلية والخارجية للدبلوماسية اللبنانية التي تصب في صالح النظام السوري.