مما لا شك فيه إن الأمن والأمان من أهم أركان الدولة واستقرارها ويعتبر الأمن العمود الرئيسي في المجتمع الذي تقوم عليه كل أركان الدولة وتقدمها منذ القدم فسيدنا إبراهيم عليه السلام أبا الأنبياء دعا ربه فقال " رب اجعل هذا البلد أمنا وارزق أهله من الثمرات". فقدم الأمن والأمان على الثمرات فهذا خير دليل على أن الأمن أهم شيء في حياة الإنسان فلا يشعر الإنسان بالراحة ولذة العيش إلا إذا توفر له الأمن والأمان فكيف يشعر المواطن إذا خشي على نفسه السفر من مكان إلى مكان ؟؟!! وكيف يشعر بالأمن إذا غاب عن أسرته ؟؟!!! لهذا يجب علينا جميعا نحن الأردنيين أن نقف سدا منيعا لكل من يحاول النيل من أمن الوطن والمواطن ومحاربة كل قوى الشد العكسي الذين لا يريدون من الوطن أن يتقدم وان تشيع فيه الفوضى والخلل الأمني والفساد فتبا وسحقا لهم أنى تواجدوا على اختلاف ألسنتهم و شهاداتهم ومناصبهم ورتبهم الذين رضعوا لبان وخيرات الوطن ثم تنكروا له فهم كالابن العاق لوالديه والإنسان المتنكر للمعروف الذين بصقوا في الإناء الذي شربوا منه فسحقا لهم .
إن الوطن وكل أبناءه الشرفاء سيبقون سدا منيعا في وجه هؤلاء جميعا وكما قال جلالة الملك الراحل : ( إن العيون الساهرة ستبقى لتنام من حولها الأطفال بكل هدوء ) وقال جلالة الملك عبد الله الثاني أطال الله في عمره : (( إن هيبة الدولة من هيبة المواطن)) , إذا كانت الدولة لها هيبتها في بسط وفرض النظام كان للمواطن هيبته فلا يستطيع المواطن القوي الاعتداء على المواطن الضعيف وإذا اعتدى يكون القانون الفيصل بينهما وإذا كانت الأمور على عكسها فان المواطن يفقد هيبته ويعود إلى المربع القديم في العصر الجاهلي إلى التباهي بالعشيرة وعددها وقوتها فيكون التباهي بالقوة الجسدية و السلب والنهب ولذلك قال الشاعر الجاهلي عروة بن الورد مخاطبا زوجته :
اقل علي النوم يا ابنة منذر ونامي فان لم تشتهي النوم فاسهري
ذريني أسعى للغنى فاني رأيت الناس شرهم الفقير
دلاله عظيمة على قوة اليد والبطش والسلب والنهب فالقوي يأكل الضعيف والعشيرة الكبيرة تأكل العشيرة الضعيفة قليلة العدد وقال شاعر آخر :
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابرة ساجدين
دلاله على قوة العشيرة وبطشها والتباهي بالقوة العضلية وكثرة الأمثال الشعبية ( عد رجالك ورد الماء ) فان الماء تقسم على عدد الذكور من العشيرة فقط دون الإناث فمقدار ما تملك العشيرة من الرجال تأخذ حصتها من عين الماء أكثر من العشيرة التي تكون عندها إناث والإناث يحصل على كمية بسيطة من الماء يسد فيه رمقه فقط , تبا لها من معتقدات وتلك قسمة ضيزى .
لذلك ندعو الله عز وجل إن لا تعود الأمور إلى الزمن الماضي البعيد الغابر وان يبقى هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء بإذن الله وان يبعد عنه كل المتآمرين والحاقدين انه على كل شيء قدير .
وأخيرا حفظ الله الملك والوطن من كل مكروه .