زاد الاردن الاخباري -
تقوم سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ أخطر مخطط تهويدي في مدينة القدس يتركز في قلب البلدة القديمة من المدينة المقدسة بدأت العمل به منذ العام 2008 وتسعى الى الانتهاء منه عام 2014 بعد أن رصدت له مئات ملايين الدولارات.
ويهدف المخطط الى طمس كل المعالم العربية والاسلامية واستبدالها بأخرى يهودية مصطنعة لإقامة ما تسميه «المدينة اليهودية المقدسة» لخداع العالم وإيهامه بوجود تاريخ يهودي في المدينة.
وقال أمين سر الهيئة الاسلامية العليا في القدس، قاضي قضاة فلسطين السابق الشيخ تيسير رجب التميمي إن اسرائيل تقوم بمنع المصلين من المسلمين والمسيحيين من الوصول الى المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة بهدف قطع الصلة بالكامل بينهم وبين مقدساتهم كي يسهل عليها تنفيذ مخطط هدم المسجد الاقصى المبارك الذي وصل الى مراحل متقدمة بسبب استمرار الحفريات تحت اساساته وفتح شبكة من الانفاق أدت الى انهيارات في ساحاته وتصدعات في جدرانه وأعمدته، وهي تراهن على أي مؤثر طبيعي يتسبب بهدم المسجد لاقامة الهيكل المزعوم مكانه وعلى أنقاضه.
وقال التميمي لـ»الدستور» إن اسرائيل تقوم بهدم العمائر والاماكن التاريخية والاثرية في القدس القديمة وتهجر أهلها وتقيم الكنس اليهودية والبؤر الاستيطانية في كل مكان حتى تنهي وجود جميع المعالم العربية والاسلامية بحلول العام 2014 لتقوم ببناء معالم يهودية مكانها سواء دينية او حضارية، وهي تخطط لاستقدام اكثر من عشرة ملايين زائر سنويا من مختلف أنحاء العالم لزيارة تلك المدينة المصطنعة والمزعومة لاطلاعهم على معالم يهودية زائفة وملفقة ستقام على أنقاض الحضارة الانسانية والاسلامية والعربية التي تعود الى الاف السنين عبر التاريخ.
وأضاف التميمي أن هذا المخطط يقع ضمن مخطط أوسع وأشمل يستهدف القدس بكاملها يسمى مخطط (2020) حيث تسعى إسرائيل من خلاله الى أن تصبح مساحة القدس مئة كيلومتر مربع بعد ضم أجزاء كبيرة من أراضي الضفة الغربية إليها لانها تعتبرها عاصمة اسرائيل الموحدة بموجب قانون ضم المدينة للكيان الصهيوني المخالف للقوانين والمواثيق الدولية وزيادة عدد سكانها الى مليون نسمة من غلاة المستوطنين المتطرفين والجماعات اليهودية العنصرية.
وقال إن إسرائيل تدفع بالعلمانيين اليهود للسكن في مناطق شمال الضفة الغربية وتأتي بالحاخامات والمتشددين العنصريين من اليهود لاسكانهم في منازل الفلسطينيين والمستوطنات في كل مكان بمدينة القدس، مضيفا أن المخطط التهويدي لم يتوقف عند هذا الحد بل تسعى اسرائيل الى إصدار قانون جديد يجعل من القدس عاصمة للشعب اليهودي في كل أنحاء العالم وليس للكيان الاسرائيلي فقط بعد أن تكون قد استكملت تزوير المعالم التاريخية والاثرية والدينية الاسلامية والمسيحية فيها وحولتها الى معالم يهودية.
وحذر التميمي من أن القدس تتعرض لمذبحة حضارية حقيقية، فالحضارة الانسانية التاريخية في القدس تدمر وتطمس وتهود لتنفيذ المخطط الاسرائيلي، وقد بدأت سلطات الاحتلال ببناء مقابر يهودية فارغة من الاموات بينما تقوم في المقابل بهدم ونبش مقبرة مأمن الله الاسلامية وغيرها وتحويلها الى أماكن للهو والفجور وحدائق عامة ومواقف للحافلات ومتاحف، وهذا محرم وممنوع في كل الديانات السماوية لأن الاعتداء على الاموات مثل الاعتداء على الاحياء، كما أن هذه المقبرة تضم الالاف من رفات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والعلماء وقادة الفتح الاسلامي والشهداء الذين دافعوا عن القدس ضد الصليبيين وعام 1948 وكثيرين من أبناء العائلات المقدسية.
وقال التميمي ان هذه المذبحة الحضارية ضد أهم كنوز الحضارة الانسانية الاسلامية والمسيحية الدينية والتاريخية والاثرية تتم على مرأى ومسمع من العالم وخاصة العالم الاسلامي الذي لا يحرك ساكنا بينما عندما قامت حركة طالبان في افغانستان بتدمير أصنام بوذا قامت الدنيا ولم تقعد حتى أن علماء المسلمين تنادوا آنذاك للشفاعة لتلك الاصنام، متسائلا: أين علماء الامة اليوم مما يجري في القدس؟.
وناشد منظمة اليونسكو التي تعنى بالحفاظ على الاثار والمعالم الدينية والتاريخية التحرك على وجه السرعة لانقاذ القدس من هذه المذبحة الحضارية البشعة، مطالبا منظمة التعاون الاسلامي بالدعوة لعقد مؤتمر قمة إسلامية عاجل لحشد كل الامكانات والطاقات لوقف المذبحة وإجراءات تهويد القدس وجرائم التطهير العرقي التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحق المقدسيين يوميا.