أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ألمانيا تعيد النظر في منح الحماية للسوريين والإبقاء على المندمجين الفراية ببيت لحم لحضور قداس عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي انتهاء حملة التمشيط في مدينة حمص مع توقيف "عدد من المجرمين" الحوثيون: هاجمنا حاملة طائرات أمريكية بالبحر الأحمر وأهدافا إسرائيلية في يافا وعسقلان عاجل .. أضرار كبيرة جراء انفجار كيزر داخل منزل في اربد كبير مستشاري بايدن: إسرائيل ستخرج من لبنان بشكل كامل ترمب يعلق على استقالة جاستن ترودو 1.151 مليار دولار صادرات غرفة صناعة إربد العام الماضي القسام وكتائب الاقصى من جنين: صبرنا بدأ ينفذ إعلام: سيتعين على أوروبا أن تنفق 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عهد ترامب فوزان للأرثوذكسي وبشرى بدوري السلة مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة أبو الرب البلبيسي: المتحور الصيني الجديد (HMPV) لم يصدر بشأنه أي تحذيرات 4 سناكات صحية ترفع من قيمتك الغذائية في الشتاء وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية السوري سيجري مباحثات في عمّان الثلاثاء وزير الخارجية السوري يزور الأردن الثلاثاء برنامج الأغذية العالمي يندد بهجوم إسرائيلي على قافلة تابعة له في غزة وزارة الصحة السورية : النظام الصحي في سورية شبه مُنهار ترمب يجدد تهديديه بشأن الأسرى في غزة الصليب الأحمر : 8 آلاف طلب للبحث عن مفقودين في سوريا خلال أسبوعين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الصّـوم بالصّـمت عن الكلام هو : الكلام من غير...

الصّـوم بالصّـمت عن الكلام هو : الكلام من غير كلام

14-01-2012 02:40 PM

لـمّـا أصبحنا نعيش في هذا الزمان ، الذي اختل فيه الميزان ، والذي تعملق فيه الصّـغار الأقزام ، وتأقزم فيه العمالقة العظام ، وتسـيّـد فيه المجرمون أبناء الحرام ، وطغي فيه الفاسدون اللئام بعد نزعهم اللّجام ، وأُهين فيه الطيّـبون الكرام ، وزاد فيه الشقاق والقتل و الخصام ، وفـقـدنا فيه الأمن والأمان ، وانعدمت فيه كل فرص السّـلام لأنها لم تكن في حقيقتها سوى محاولة تركيع لنا للإذلال والإستسلام ، فضاعت منّا بسببها الطمأنينة والحب والوئام ، فكثرت بذلك عندنا أعداد المشردين التائهين والضائعين ، وزاد بسببها عدد ساكني الملاجىء والخيام .

كل هذا مادفعني صراحةً الى أن أتقدم بطلب رسميّ الى لساني أرجوه فيه ، وأتوسّل اليه ؛ أن يقبل مني النّـصيحة بإلتزام الصمت ، والكفّ عن كل هرج ، والإمتناع عن قول أي كلام.

لأنني وجدت أن الصمت أحياناً يكون هو أبلغ لغات اللسان ، وأنه أصبح غالباً أفضل من كل الكلام ، وأنه أصبح أحسـن إجابة عن معظم التساؤلات العظام ، وأنه قد أصبح الحل الأمثل في رأيي لمعظم المشـاكل العالقة الجسـام.!! لاسيّما أني أرى أن معظم الناس قد أصبحوا مسطولين سكرانين مدروخين حسبهم الواحد منّا نيام وماهم حقيقة بنيام ، ولهذا لم يكن غريباً أن أجد أن الكثيرين منهم لم يعد يفيد معهم حوار أو كلام ، ولا ينفع مع معظمهم سؤال ولاجواب ولا أي نوع من الكلام !!

و على هذا فقد اتخذت عهداّعلى نفسي ؛ بعدم ارهاق لساني بقول أي كلام ؛ لأنني وجدت أنه لافائدة أساساً تُرتجى من الكلام !!.

علماً أن قراري هذا لايعنى أبداً قلة حيلتي ، أو ضعفي ، أو عجزي لاسمح الله عن الكلام !! بل لأنني قد أدركت بإحساسي أن كل مايدور في المكان ؛ لا يستحق مني اتعاب نفسي بالكلام !! لذا فضّـلت الصّـوم على كل الكلام ، ولهذا لم أعد أحلم بالأحلام ، كما كنت عليه سـابقاً منذ طول زمان.

منوهةً ؛ أنني حينما قررت التزام الصّـمت الآن والصّوم عن قول الكلام ، وحينما صرت أفضّـل عدم تحريك اللسان !! فإنه لم يكن اعجاباً مني بالصّمت ، ولا خوفاً من أي أحد حينما أقول الكلام !! وإنما بسبب فهمي الصّـحيح لأُناس هذا الزمان ، وبسبب إدراكي لأهم مجريات ما يدور حولي وحولهم وحولكم من الأحداث العظام في كل مكان .

والآن وبعد أن تأكدت فعلاً ًأن الصّـمت هو لغة الحكماء ، وأنه رسالة العقلاء ، وأنه التّـاج المُرصّع على رؤوس معظم العلماء ، و الذي يتّـصّـف به جميع العظماء . و أنه اللغة الوحيدة التي لايستطيع للأسف فهمها أحد من الخطباء والفصحاء ولا حتى البلغاء ؛ و التي لا يعرفها الكثيرون من النّاس العـوام ؛ لذا فقد زادت قناعتي بالتوقف عن قول المزيد من الكلام .

فأنا ياما كنت قد تعمّـدت مراراً وتكراراً سؤال نفسي نفس السؤال: ماهي الفائدة إذاً من قول كلام لايعقبه من فعل سوى الكلام ؟ وخاصة لأن هذا الكلام ليس هو في واقع الأمر سوى مجرد ( طق حنك ) وأنه كلام في كلام ؟! وهذا هو ماجعلني أؤمن حقيقة بأنه والله ماضيّعنا وما قلل من قيمتنا ومن هيبتنا واحترامنا إلا هذا الكلام ، وأنه ( ما شرشحنا وما خرّب بيتنا ؛ إلا هبلنا وسذاجتنا وتياستنا ) واكثارنا من هذا الحكي الفاضي ، والــّرغـي في تافه القول وسوقيّة الكلام .

وفي الختام ؛ سلامي اليكم جميعاً هو آخر مايمكن لي أن أقوله لكم على لساني من الكلام . راجية منكم سماع نصيحتي بضرورة لجم ألسنتكم والإختصار قدر الإمكان من الكلام ، والسلام عموماً سيظل دائماً في رأيي هو أفضل ختام لأي حوار ونقاش وكلام ، والسّـلام .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع