زاد الاردن الاخباري -
بقلم: إياد حماد
يجتهد أنصار بشار الأسد وأولئك الذين لا يزالون يعيشون في أوهام المقاومة الزائفة بالدفاع عن النظام الأسدي المجرم من خلال اتهام كل من ينتقد هذا النظام البائس بأنه يقف إلى جانب إسرائيل وإلى جانب أعداء الأمة العربية وهذا الاتهام ليس إلا نوع من الإرهاب الفكري الذي يمارس على البعض من الناس حتى لا يعلن موقفه بصراحة من هذا النظام المجرم كما أنه يكشف مدى الانحطاط الأخلاقي وإفلاس الحجة المنطقية لدى هؤلاء الذين لا يملكون في دفاعهم عن جرائم القتل التي يمارسها هذا النظام الأسدي إلا كيل الاتهامات وتوزيعها على الناس جزافاً
إن هؤلاء يمارسون شبيه المهزلة التي مارسه بابا الفاتيكان في العصور الوسطى عندما كان يوزع صكوك الغفران على الناس فيدخل الجنة من يشاء ويحرمها عمن شاء فهؤلاء أصبحوا يوزعون صكوك الوطنية والعروبة على الناس فمن يقف مع بشار فهو الوطني عربي النسب ومن يقف ضد بشار فهو العميل للغرب أعجمي النسب
وعلى هذا المنطق الأعوج أصبح نوري المالكي رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأمريكي في العراق والمندوب السامي لطهران في بغداد وطنياً من الطراز الأول وشعاعاً للعروبة في أرض العراق كونه يقف مع نظام بشار الأسد بتوجيه مباشر من إيران وقد يخرج علينا أحد أبواق النظام الأسدي ليقول بأن أحمدي نجاد من أصول عربية أصيلة وليس من أصول يهودية كما يشاع وكل هذا وغيره وارد لدى من يحمل مثل هذه العقلية
لكن هل لنا أن نسأل كيف تجتمع الوطنية والعروبة فيمن ينام قرير العين ويترك أرض وطنه بيد إسرائيل على مدار أربعة عقود دون أن يفكر في تحريرها ؟ مع أنه من المؤكد بأن هذا النظام المجرم الذي سارع إلى تحريك الآليات والمدرعات العسكرية لقتل الشعب السوري لن يفكر يوماً ما في تحريكها نحو الجولان ولو استمر في الحكم مئة سنة أخرى فهو لن يحرر شبراً من الجولان وإسرائيل تدرك ذلك ومع ذلك هو النظام العربي الوطني حسب مزاعم الأسد
إن من يترك الدفاع عن أرضه المحتلة ولا يفعل شيئاً لتحريرها لهو أخر من يحق له التغني بالمقاومة بل هذا التصرف خلاف العقل والمنطق وللقارئ أن يحكم على نظام بشار الأسد من خلال الصورة الافتراضية التالية فعند احتلال العراق لو ترك العراقيون مقاومة الأمريكان وقالوا سندعم المقاومة في أفغانستان ولنحرر أفغانستان أولاً واستمرت العراق محتلة لعقود دون تحرر فهل يحق لهؤلاء العراقيين أن يدعوا لأنفسهم المقاومة بذريعة دعم المقاومة الأفغانية والتي قد تكون بالكلام فقط ؟ للقارئ الحكم
إن الأولى ببشار الأسد أن يدعم مقاومة شعبية سورية لتحرير الجولان لا أن يغسل نظامه الديكتاتوري بشعارات زائفة في دعم مقاومة خرجت في بعض الحالات عن الهدف المقاوم للتحول إلى ميليشيا طائفية كميليشيا حزب الله في لبنان والتي تحاول التغول على الدولة اللبنانية والسيطرة على مقدرات الدولة تحت مسمى المقاومة والانتصارات الإلهية الزائفة
أما بالنسبة لإسرائيل وأمريكا وبعض الدول الغربية فهم أعداء لنا لكن ليست وحدها العدو بل كذلك الأنظمة التي تفرط بالتراب العربي وتتخلي عنه والتي تمعن في قتل الشعب العربي حتى ولو رقصت وتغنت بالمقاومة فوق جماجم الأبرياء فهي في مصاف الأعداء
إن غالبية الشعوب العربية بدأت تستيقظ وتدرك أن ليس كل من نسب نفسه للمقاومة هو مقاوم وليس كل من زعم أنه سيدمر إسرائيل بالكلام أنه صادق في كلامه فالفعل يصدق كل ذلك أو يكذبه والحق أن ما يقوم به بشار الأسد من قتل للشعب السوري يجعله وإسرائيل في خانة واحدة وهي أنهم أعداء للأمة العربية ومن هذا المنطلق نحن ضد النظام الأسدي وضد النظام الإسرائيلي فكلاهما مجرم قاتل ...