زاد الاردن الاخباري -
لماذا نقتل طالب التوجيهي........؟؟؟!!!
كم هو أسفنا كبير عندما ننظر في مستقبل أبنائنا نراه لا يتقدّم خطوة بل على العكس إنه في إنحدار في كافة الميادين
كم هو أسفنا كبير على هؤلاء الذين يمسكون زمام الأمور يشعرون بأنهم مملوئين بالإنتماء لهذا الوطن ولا يقدّرون معنى المسؤولية وثقلها
فرسان التغيير الذي أطلق عليهم جلالة القائد وعقد عليهم الأمل لماذا نهدم مستقبلهم ونزرع فيهم المواطنة المزيّفة
فماذا نحن منتظرين من الشباب بعد ما وضعنا زمام أمرهم في أيد طوّقت رقابهم بالحديد ومع كل تغيير جديد في حكوماتنا يشتد هذا الطوق حتى وصلوا الى درجة الإختناق
وما تنتظرون بعده ؟ حتماً سيحاولون جاهدين لتحطيم هذا القيد ......!!
لماذا نصل الى هذه الدرجة ؟ لماذا أصلاً نضع الأطواق المكبّلة ؟
طالب التوجيهي الذي أمضى إثنا عشر عاماً من الدراسة حين تأتي هذه السنة نراه كتلة من الهموم والأحزان والمخاوف هو وذويه خوفاً من الرسوب أو من الحصول على معدل لا يسمح له بتحقيق طموحاته ورغباته !!
لماذا نضع مصير أبنائنا ومستقبلهم في نتيجة إمتحان وزاري ؟
لماذا لا نراعي أية ظروف ممكن ان تحدث لذلك الشاب في يوم الإمتحان ؟
هناك حلول كثيرة نتغاضى عنها ونتجاهلها !!
مثلاً بإمكاننا وضع نسبة من علامة الطالب للمعلم الذي بذل جهداً في تعليمه المادة طوال الفصل الدراسي ,
ألهذا الحد لا نثق بمدرسينا !!! بل على العكس فالتقييم الحقيق هو ما يضعه المعلم الذي شاهد هذا الطالب خلال دوامه وبعدها نؤهل طالبنا لإستكمال النصف الآخر من إمتحانه الوزاري ليحقق هو بمجهوده ما يصبو إليه
كم سيرفع هذا من معنوياته ويهدئ من روعه وهول هاجس التوجيهي , سيتوّجه لإمتحانه وهو مطمئن البال وهذا أكبر عامل مساعد على التوّجه الصحيح بأبنائنا
أيضاً سيزيد من ثقة معلمنا بنفسه عندما يشعر بأن عليه جزءاً من مسؤولية علامات طلابه ,
للأسف أصبح هاجس التوجيهي يدمر طلابنا ويقضي عليهم , الى أين نحن نصدر من يرسب بالتوجيهي ؟ الى الشوارع , لمجرد انه رسب , ما المانع في أن يحصلوا على نتيجة (( ناجح )) هذا أبسط الحقوق في نهاية إثنا عشر عاماً ليسلكوا طريقهم حيث يشاؤون
ما الذي يدفع بطالبنا الى التفكير بالطرق الملتوية لينجح في هذا الإمتحان أهذا ما نطمح إليه
يجب أن نضع في الإعتبار جميع الظروف التي ترافق طالبنا في يوم إمتحانه وهذا فعلاً غير موجود
الى متى ستبقى قراراتنا غير صحيحة وغير مدروسة ,نرجوكم أن تفكروا مليّاً بنا ثم تتخذوا القرار المناسب
لا نريد قرارات مسّكنة ولا مخدّرة
ولا نريد ترحيل الأزمات التي نحن بها الآن الى المستقبل
نريد حلولاً سريعة وفاعلة وحينها لسنا بحاجة حتى لإعادة الإمتحان لأي طالب لأنهم حتماً جميعهم ناجحون ولكن التفاوت يكون بالمعدلات التي قرروها هم بأنفسهم وبجهدهم لتحقيق رغباتهم وتقرير مصيرهم
آن الأوان للتغيير الحقيقي , وطننا مليء بالمحكّمين أصحاب القرار النافع البنّاء الذين لا يتخبطون بقرارات تلعب بمصير وطموحات أهم واكبر شريحة في مجتمعنا ألا وهي الشباب
نرجوكم كفى !!!!!!
الى متى ؟؟؟؟؟
بقلم
الأستاذة:منال نمر داود