زاد الاردن الاخباري -
بقلم الكاتب احمد خالد المزيد العزام
معا من أجل إصلاح التعليم في الاردن 1
لعل الحالة المتردية التي وصل إليها التعليم في بلدنا لا تخفى على أحد ممن يعيشون على أرضه سواء كان مسؤولا أو طالبا أو ولي أمر أو حتى مواطناً عاديا، فالفاجعة التي يعانيها التعليم في الاردن الآن أعظم وأفظع من أن تخفى على أحد، ويتجلى هذا التردي في عدة ظواهر أهمها:
1 - تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية بصورة مروعة ومفزعة في كل مراحل التعليم الاردني وفي كل ربوع مدن وقرى الاردن، مما يمثل عبئا رهيبا على كاهل الأسرة وإهدارا فجاً لدخلها.
-2 وكان من نتائج الظاهرة السابقة أن تراجع دور المدرسة في العملية التعليمية والتربوية بشكل خطير لدرجة جعلت معظم المدارس الثانوية خاوية على عروشها إلا من بعض طلاب الصف الأول وكذلك كثير من مدارس المرحلة الاعدادية.
ولعل من المفزع والمذهل في نفس الوقت أن يتخرج من المرحلة الثانوية طلاب يلتحقون بكليات الطب أو العلوم أو غيرها من الكليات العملية وهو لم يعرف طريق معمل المدرسة الثانوية التي تخرج فيها او شكل أي من المركبات الكيماوية أو الخلايا والأجسام التي درسها رغم تحقيقه العلامات النهائية فيها معتمدا في ذلك على الدروس الخصوصية المنزلية.
3 - وقد ترتب على غياب دور المدرسة التعليمي و التربوي ظهور سلبيات علمية وتربوية واجتماعية واقتصادية لا حصر لها وسيكون من الصعب تجاوز عواقبها في المستقبل القريب ومنها
أ- ضعف المستوى العلمي لكافة الخريجين في التعليم قبل الجامعي رغم المجاميع اللاواقعية التي يتم تحصيلها
ب- تدهور مخرجات التعليم الجامعي بصورة لم يسبق لها مثيل جعلت الجامعات الاردنية في ذيل قائمة جامعات العالم
ج- فقدان الطالب روح الانتماء للمدرسة وارتباطه بها وبقواعدها و أنظمتها مما أثر سلبا على سلوكياته تجاه معلميه ووالديه والمجتمع بأثره، وكذلك فقدان روح الجماعة في العمل و التعاون بينه وبين الآخرين والاستفادة من خبراتهم.
د- تردي الحالة الاقتصادية ومستوى المعيشة لغالبية المعلمين الاردنيين باستثناء القلة القليلة التي تستأثر بكعكة الدروس الخصوصية, مما دفع الكثيرين للبحث عن عمل آخر أو وسيلة أخرى تمكنه من سد الجوع وستر العورة في هذا الخضم من الغلاء الفاضح، حتى أصبح لدينا المعلم الموسرجي والمعلم النجار والمعلم المزارع والمعلم السائق وحتى المعلم البلطجي والمتسول.
ز- ولهذا كان من الطبيعي أن يظهر بوضوح ضعف المستوى العلمي والأداء العملي للمعلم الاردني الذي لا وقت لديه ولا جهد ولا رغبة لتحسين مستواه العلمي في ظل هذا الإهمال الواضح وربما المتعمد من القائمين على وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في الاردن على مدى عقود طويلة وحتى الآن مما جعله مثار سخرية واستهانة الجميع في مجتمع يرى فيه الراقصة و الطبال ولاعب الكرة ومحللي الفضائيات وغيرهم تحسب أجورهم بالملايين.
-4 الأبنية المدرسية في معظم مدن وقرى الاردن قديمة وكئيبة وتفتقر لأبسط المقومات التي يمكن من خلالها إنجاز العملية التعليمية، فلا معامل ولا أثاث محترم ولا سبورات صالحة ولا ولا ولا...
ولكن كيف السبيل للإصلاح والنهوض بالتعليم وتحسين مخرجاته التي هي السبيل احيد للنهوض بهذا الوطن ووضعه في مصاف الأمم المتقدمة؟؟
في المرة القادمة نحاول سويا طرح تصورنا لحل هذه المشكلة.
والله من وراء القصد