أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ألمانيا تعيد النظر في منح الحماية للسوريين والإبقاء على المندمجين الفراية ببيت لحم لحضور قداس عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي انتهاء حملة التمشيط في مدينة حمص مع توقيف "عدد من المجرمين" الحوثيون: هاجمنا حاملة طائرات أمريكية بالبحر الأحمر وأهدافا إسرائيلية في يافا وعسقلان عاجل .. أضرار كبيرة جراء انفجار كيزر داخل منزل في اربد كبير مستشاري بايدن: إسرائيل ستخرج من لبنان بشكل كامل ترمب يعلق على استقالة جاستن ترودو 1.151 مليار دولار صادرات غرفة صناعة إربد العام الماضي القسام وكتائب الاقصى من جنين: صبرنا بدأ ينفذ إعلام: سيتعين على أوروبا أن تنفق 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عهد ترامب فوزان للأرثوذكسي وبشرى بدوري السلة مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة أبو الرب البلبيسي: المتحور الصيني الجديد (HMPV) لم يصدر بشأنه أي تحذيرات 4 سناكات صحية ترفع من قيمتك الغذائية في الشتاء وفد رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية السوري سيجري مباحثات في عمّان الثلاثاء وزير الخارجية السوري يزور الأردن الثلاثاء برنامج الأغذية العالمي يندد بهجوم إسرائيلي على قافلة تابعة له في غزة وزارة الصحة السورية : النظام الصحي في سورية شبه مُنهار ترمب يجدد تهديديه بشأن الأسرى في غزة الصليب الأحمر : 8 آلاف طلب للبحث عن مفقودين في سوريا خلال أسبوعين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام هل لديكم مضاد حيوي لفيروس الكذب ؟؟

هل لديكم مضاد حيوي لفيروس الكذب ؟؟

16-01-2012 02:19 PM

لمّا كان الكذب يعتبر من أسوأ الخصال الذميمة التي يمكن أن يتصف بها إنسان ، ولهذا فإني أعتبره في رأيي الشخصي سماجة وعلامة من إحدى علامات الشعور بالنقص والدونية والجُبن وضعف الشخصية وعدم الثّقة في النّفس عند كل من يتصف به ، كما أعتبره بهرجة مزيفة يبهرج بها الكاذب نفسه ليتمكن من تحقيق مصلحة ما ليست من حقه ، ويتشبّت به من أجل الدفاع عن شخصه ، ولنفي التهمة عن نفسه في قضية ما يكون قد فعلها ، لكنه وعند مواجهته بها يحاول انكارها خوفاً من معاقبته عليها ، متناسياً ومتجاهلاً أنه سرعان ماقد ينكشف الغطاء عنه وعن كذبه ، وتتضّح الأمور، وتظهر الحقيقة المُـرّة على السطح !! وخاصة لأن حبال الكذب قصيرة مهما طالت !!.

حقيقة : إنه كم هو مؤسف أن أجد أن الكثيرين من الناس قد استفحل فيهم هذا الدّاء و أصبح الكذب عندهم بسهولة شربهم الماء ، مع العلم أنه يصنّف وحسب الشرع الإلهي بأنه نوع من الأمراض الأخلاقية السارية الخطيرة التي تهدد سلامة وأمن المجتمعات البشرية حينما يستفحل فيها ويتأصل بها .

ولهذا فكم هو مؤلم لي أن أرى أن منظمة الصحة العالمية ، تقف عاجزة حياله بالرغم من كل كوادرها الطبية والصّحية ، وبالرغم من كل امكانياتها المادية الكبيرة ، ولا تستطيع ايجاد علاج ناجع له ، ولم تتمكن لحد الآن من فعل أي شيء لإيقاف مدّه وامتداده عند بعض البشر. كما أنه من المؤسف أكثر أن أرى الطب كذلك لم يستطع التوصل الى طريقة تمنع انتشاره بين الناس ، والمؤلم أيضاً أنه لم يستطع أحد حتى هذا الوقت اكتشاف المصل المناسب الذي يحمي الناس من شروره ومن احتمالية انتقال العدوى اليهم واصابتهم به وذلك بسبب قوة وعناد فيروسه .

فأصبح وباء خطيراً عليهم يهددهم ويثير النزاعات والخلافات فيما بينهم بعد أن يتم اكتشاف أمره ، وخاصة بعد أن انتشر بينهم كانتتشار النار في الهشيم ، وكانتشار الآفات في البرسيم ؛ فعميت بصائرهم عن الحق ، وأغمضت عيونهم عن الحقيقة ، فأصبحوا لايتورعون عن الكذب على بعضهم البعض جهراً وعلانية سواء في الليل والنهار أو في الصباح والمساء .

فنجد منهم من أصبح يكذب على غيره من أجل الإيقاع به والضحك عليه وإستغلاله وتحقيق كل مايمكنه الحصول عليه من مكاسب ليست من حقه ؛ فيقول له كاذباً مثلاً بالقول : أنه الفارس المغوار الهمام الذي لايشق له غبار ، لكنه في حقيقة أمره يموت فزعاً ورعباً إذا مرّ بجانبه فأر أو صرصار ، ومنهم من يكذب ً بالقول : بأنه ذلك الشهم الكريم السخي الذي لاتنطفىء له نار ؛ في حين أنه في واقع الأمر، انسان لئيم بخيل، حاقد حاسد يصاب بالحمّى والسّعار والدّوار إذا صرف فلساً او ضاع منه ربع دينار ، ومنهم من يصف نفسه بأنه ذلك العابد الساجد الزاهد ؛ في حين أنه الفاسق الفاجر الفاسد .

ولاعجب أن نرى من بعض الكاذبين من يقول : أنه لولا وجوده في هذه الدنيا لكان قد انحبس المطر ويبس الشجر ، وهلك الزرع ونشف الضرع ،وعمً القحط وزادت المجاعة ، وحدث التسونامي ، وثارت البراكين ، وتشكلّت الزّلازل ، وتصدّعت الجبال ، وفاضت المحيطات البحار والأنهار ، وغرقت الناس ، و ماتت جميع الكائنات ، و فنيت الحياة على الأرض ، وقامت القيامة !! .

وآخر ربما يكون أكثر بجاحة وكذباً من سابقيه فيقول : أن الشمس لاتشرق أساساً إلا لكي توقظه من النوم ؛ ولايمكن لها أن تغيب قبل أن تستأذنه شخصياً بالغروب ، وهناك من يقول : إن القمر لايمكن له أن يغيب قبل أن يقول له : تصبح على خير ياكـذاب !!! و...و...و... وأقوال أخرى كثيرة كلها كذب في كذب ، وخداع في خداع ،وخيال في خيال، واستغفال في استغفال.

لكن ...المشكلة والطامة الكبرى تكون حينما يصدّق بعض الناس البسطاء هؤلاء الكاذبين بسبب كثرة ما يسمعون منهم من كلام ، وحينما يثقون بهم ، فيقعون في حبائلهم ومصائدهم !! مع أن الواقع يخالف كل مايقولونه ؛ جملة وتفصيلا .

لهذا ياأخي الكاذب !! بداية إني أدعو الله لك بالهداية والرشاد وسواء السبيل ، وأرجو أن أُذكّــرك بأن " ابليس " هو أول الكاذبين ، فلا تكن مثله في الكذب والخداع ، وعليك أن تحذر من مصادقته ، واحذر من اتخاذه خليلاً لك ، لأنه لايدفعك الى الكذب سواه . ولو كان المجال يسمح لي لكنت قد ذكرت لك الكثير عن أكاذيب وحيل صديقك ابليس اللعين .

آملة منك أن تمتنع عن هذا السّلوك المشين وأن تمتنع عن الكذب المُهين . فالناس أيها الكاذب ليسوا أغبياءً الى هذا الحد الذي تظنه وتعتقده أنت ، واعلم إنهم يتضايقون جدا منك ومن كل شخص كذاب مثلك ، مؤكدة لك بأنهم لم يعودوا يثقون بك وبأقوالك ، وخاصة بعد أن انكشف لهم أمر كذباتك عليهم ، واتضحت نواياك السيئة نحوهم ونحو غيرهم .

فأنت الآن وبسبب كذبك أصبحت تحمل لقباً يليق بك وهو " كـذاب "، والكذاب كما تعلم انسان مكروه في المجتمع ، وغير محبوب عند الله وعند النّاس أجمعين. ولاتنس ان بكذبك ؛ تكذب على نفسك وتكذب على غيرك وهذا تصرّف سيء ليس من مصلحتك أن تقوم به إن كنت تحترم نفسك فعلاً مهما كان السبب لأنه قد يجرك الى الهاوية ، وقد يوقعك في مشاكل كثيرة ، وقد يضعك في متاهات عديدة ؛ لها أول وليس لها آخر ؛ أنت في غنى كبير عنها .

لذا وشفقة مني عليك من جهة ، وخوفاً من تعرضك لعذاب الله في الدنيا والآخرة من جهة أخرى بسبب ماقد يجره كذبك عليك وعلى النّاس من ويلات ومصائب ، فإني أرجومنك أن تحاول منذ هذا اليوم أن تقوم بلجم لسانك عن قول الكذب ، وأن تبدأ من الآن بتربيته وتدريبه جيدا على قول الصّدق ، وعليك ألا تعوّده على قول الأكاذيب ، وحاول أن تكون دائماً صادقاً صدوقاً مع نفسك ومع الآخرين ؛ حتى نستطيع الوثوق بك الآن و مستقبلاً؛ لأن بقاءك على هذه الحالة ؛ أمر سيجعلك منبوذاً في كل مكان تتواجد فيهً.

وفي الختام ، أدعو الله لنا جميعاً بأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وحبيب ألسنتنا وعيوننا ، لأن رجوعنا الى الله سبحانه وتعالى حقاًّ ، واتصافنا بالصدق وبابتعادنا عن الكذب ،سيجعلنا نعرف بلا أدنى شك ديننا ودنيانا وكل ما نجهله من أمور حياتنا ، مما سيكون له الأثر الكبير والدّور العظيم في تحقيق السعادة والهناء لنا في الدّارين ؛ الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .

هداني الله واياكم جميعا الى مايحبه ويرضاه ، وأبعدني واياكم عن الكذب والكاذبين والكذّابين والخادعين والمخادعين . اللهم آمين ، والحمدلله رب العالمين والصّلاة والسلام على سيد المرساين سيدنا "محمد " صلى الله عليه وسلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع