زاد الاردن الاخباري -
بقلم: د. أحمد عبدالرحيم الخلايلة
كثيرة هي النقاط السوداء في سجلات العديد من المسؤولين الذين تبوؤا مناصب رفيعه لم يراعوا فيها مصالح مرؤوسيهم ومن اوكلت لهم مهمة خدمتهم . فمنهم من كشف الستار عن فساده ومنهم من لم يزل بعد . وقد اصبح حديث الشارع الاردني مليء بروايات واساطير ا لفاسدين فخيل للمرء ان الفساد ظاهر ة مستشرية في المجتمع ولا يستثنى منها مسؤول قط.
الا ان من العداله والانصاف ان نلقي الضوء على افعال العديد من المسؤولين الذين لم يتلوثوا بالفساد. فكان نهجهم مستقيما , اما بدافع الوازع الديني او الاخلاقي او كلاهما معا. ولا بد من ذكر بعض هذه النماذج حتى يكونوا قدوه لغيرهم ولحثهم و تشجيعهم على المحافظه على نهجهم القويم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) واود هنا ان اذكر بعض المعلومات التي وردت الي من مصادر موثوقه عن مدير احدى المؤسسات شبه الرسميه الذي قام منذ توليه مسؤوليته باتخاذ العديد من الاجراءات التي تصب في صالح المؤسسه ومراجعيها تميزت بالشفافيه والعداله.حيث قام بالغاء تعيينات موظفين جدد لم يراعى فيها تطبيق التعليمات الثابته لدى المؤسسه , ومورست فيها الواسطه من قبل بعض المتنفذين.وقام باجراء اختبارات مختلفه وشفافه لاختيار 170 موظف من حوالي 13 الف طا لب توظيف , ولم يقبل توظيف شقيقة زوجته لانها لم تجتاز احد الاختبارات.ثم انه فرض على الموظفين العمل على ترشيد استهلاك موارد المؤسسه . وكان يرسل انذارا للموظف الذي يغادر مكتبه في نهاية الدوام اذا ترك مصابيح الانارة مضاءه. فوفر على المؤسسه عشرات الملايين جراء العديد من الاجراءات لضبط الانفاق المالي وحماية موارد المؤسسه.فقد كان يحث الموظفين على تقوى الله والاخلاص في العمل والتعامل باحترام مع المراجعين باعتبار الموظف خادما للمواطن لاسيدا له .وقد سعى لزيادة كفاءة العاملين من خلال حماية مكتسباتهم الوظيفيه وزيادة تاهيلهم في مجالات تخدم المؤسسه على معيار التميز بالعمل وان لكل مجتهد نصيب وذلك بهدف خلق قادة ومديرين قادرين على دفع المؤسسه الى مزيد من التقدم والنجاح .
هذا نموذج من النماذج التي نعتز بها ونفخر. وسأتابع في مقالات لاحقه كشف العديد من النماذج الخيره من مدراء وقاده و موظفين باعتبارهم طليعه و قدوه للاجيال اللاحقه فلعل هذه الاضاءات تشكل حافزا للمخلصين الانقياء وتزيل الاحباط الذي اعترى كثير من الناس بفقدانهم الثقة بكافة المسؤولين على اختلاف مراتبهم .