المعارضة الأردنية في الخارج
ميليشيات في الداخل ومعارضة أردنية في الخارج، قوات لم نسمع بها في حروبنا مع إسرائيل ولم نسمع بها إلا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عندما أتت معارضة الخارج ممتطية ظهر الدبابة الأمريكية لتحصل على نصيبها من (الكيكه) العراقية، لم نسمع بأصوات المعارضة الخارجية عندما دكت غزة وحرق أطفالها وتشرد أهلها، لم نسمع منها تصريحا واحدا يرفض الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المغتصبة، ولم نرى صندوقا يحتوي دولارا واحدا دعما لملجأ للأيتام أو لجمعية خيرية في ربوع الوطن الغالي.
ظهرت تلك (الغربان) التي تنعق من وراء المحيطات مسمية نفسها بسونا أو لونا أو جونا لتطالب مرة بإسقاط النظام ومرة اخرى بتأسيس الجمهورية الأردنية مقلدين بذلك معارضة دول الخريف العربي بالخارج والتي لفظتهم لاحقا ليبيا وسوريا واليمن ومصر وقالت لهم أن البلاد لا يقطنها إلا الاسود التي تدافع عنها وان من ذاق مرارة العيش لا يحلو له أن يستبدل خبزها الحاف بطبقات (الهامبرغر) الشهية وان من شرب لبن الناقة لا يستسيغ النبيذ الاحمر، وان من لبس الدشداشة الليبية أو المصرية لا يستطيع أن يستبدلها بشورت وفانيلا، وان من سهر بجانب (الترعة) ليروي أرضه لا يستطيع السهر بالأضواء الخافتة بين شقراوات أوروبا، وان من لبس الشماغ الأردني الأحمر المهدب لا يستطيع أن يلبس برنيطة الكاوبوي الاميريكي، وان من سكن بيوت الشعر لا يستطيع ان يسكن فنادق الخمس نجوم.
لم نسمع عن مهاجر ترك هذا الوطن عنوة أو تحت تهديد السلاح, فكيف أصبح هناك معارضة أردنية في الخارج لا اعلم ولكن قطعا إنهم مجموعة جمعتهم طاولة قمار أو ليلة حمراء سكروا فيها حتى الثمالة فقرروا أن يكونوا معارضة بعد أن شربوا كأسا في صحة الوطن قدمتها لهم شقراء، أقول لكم إذا كنتم لا تتابعون سوى قنوات الكيبل الهابطة في مهجركم والتي تبث لكم ماتشتهونه أن تعلموا أن الوطن بخير وانه من فضل الله ورعايته يعيش على أرضه ملك عادل لا يظلم عنده احد ويعيش عليه شعب واع ومدرك لم ترق منه قطرة دم واحدة ولم يسجن ولم يسحل ولم يشنق به احد من اهله الذين جابوا الشوارع طولا وعرضا وهم يطالبون بالإصلاح وحكومته تقابل شعاراتهم وتصعيدهم بالعصير والماء المبرد.
الوطن أيها المتنفعين هو شمس الجنوب التي تلفح وجوه اهله لتعطيهم السمرة المحببة ولون البرونز الطبيعي الذي لا يحتاج الى مساحيقكم وهو سهول الشمال الخضراء التي اعطى لأهله الخضرة حتى في قلوبهم وهو صحاري الشرق التي تشرق الشمس فيها على ثوب نشمية بعصابتها السوداء تحتسي فنجال القهوة الساده على بساط نسجته من صوف حلالها وهي تردد (ياصباح يافتاح ياعليم يارزاق) فهي ام المحامي والطبيب والمهندس وطالب الجامعة والمعلمة، والوطن أيها الغارقون في شهواتكم وملذاتكم هو غور الأردن وفلاحه الذي قام مبكرا يضرب الأرض بيديه طالبا الرزق ولقمة العيش فهو لم تنهكه ليلة حمراء في ملاهي الدرجات الهابطة في بلادكم.
أفيقوا من غفوتكم فالوطن لم يهجركم ولكنكم انتم من هجرتموه بحثا عن مطامعكم وملذات عيشكم وإلا فابقوا صامتين فانتم آخر من يتكلم عن الوطن والمواطنة.
هلال العجارمه
helalajarmeh@yahoo.com