زاد الاردن الاخباري -
التقى جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، يرافقهما سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، مساء أمس الاثنين أبناء وبنات الجالية الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الأردنية في واشنطن.
ووجه جلالته بهذه المناسبة رسالة إلى الجالية الأردنية عبر فيها عن اعتزازه بجهودهم في خدمة الوطن وقضاياه، ودورهم في تعزيز التقارب، ومد جسور التفاهم والحوار بين الشعبين الأردني والأميركي.
وفيما يلي نص رسالة جلالة الملك:
بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة والأخوات أبناء وبنات الجالية الأردنية في الولايات المتحدة، فيسرنا أن نبعث إليكم بتحية هاشمية من القلب، ومن صميم الوطن، نهنئكم فيها بمطلع العام الجديد، هذا العام الذي نريد له أن يكون عام الإنجاز والإصلاح والحرية والديمقراطية، والذي نريد لجميع الأردنيين والأردنيات المساهمة فيه بالبذل والبناء، وأنتم من خيرة من يبذل ويبني في سبيل الوطن.
إننا نتابع بفخر وإعجاب، مسيرة أبنائنا وبناتنا هنا، إذ تمكنتم من المساهمة بإيجابية في بناء وتطور بلد وأمة بأهمية الولايات المتحدة الأميركية.
وقد كنتم بالفعل خير السفراء لبلدكم، ولقضاياه وقضايا أمته العربية العادلة، ومثلتم نماذج متميزة للصداقة والشراكة الأردنية الأمريكية التاريخية. وأشجعكم على الاستمرار في بذل الجهود لتعزيز التقارب بين العالم العربي والولايات المتحدة، ومد جسور التفاهم والحوار.
إنكم بجهودكم تشكلون وترفدون أصوات الأردن للعالم، وآمل أن تَنشطوا وتُوفَّقوا في مساعيكم لتعزيز صورة الأردن عالمياً، مستذكرين الفرص الواعدة في مجالات عديدة يتميز بها الوطن.
وفي هذه المرحلة التي يمر بها وطنكم الأردن، لا بد أن تكونوا في طليعة المساهمين في مسيرة الإصلاح المنشودة، فنحن نسير بثبات باتجاه إجراء انتخابات بلدية وبرلمانية في أقرب وقت إن شاء الله، وتحت إشراف لجنة مستقلة تضمن نزاهتها، وصولا إلى الحكومات البرلمانية في المستقبل القريب.
إخواني وأخواتي، لقد شكل الربيع العربي بالنسبة لنا في الأردن مناخا حافزا على الإصلاح وفرصة حقيقية نسعى لاغتنامها بتجديد العملية السياسية بما يجعل الأردن أنموذجا إصلاحيا في المنطقة، ويكون دافع ثقة وفخرا للأردنيين جميعاً.
إننا إذ نتطلع قدما ودوما لاستمرار التواصل معكم، والاستفادة من خبراتكم في تعزيز مسيرة وطنكم الأم الأردن، لأدعو لكم بالتوفيق والنجاح، مؤكدا فخر الأردن بعطائكم ونشاطكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم عبدالله الثاني ابن الحسين.
وفي كلمة السفارة الترحيبية بجلالة الملك، قال القائم بالأعمال بالإنابة محمود الحمود إن هذا الحفل، الذي يعكس حرص قيادتنا الهاشمية على التواصل مع أبناء الوطن، يشكل تواصلا إنسانيا مستمرا لنهج الهاشميين منذ تأسيس الدولة الأردنية.
وأضاف أن أبناء الأردن يعولون الكثير على جهود جلالة الملك التي تستهدف رفعة الوطن وشعبه إقليميا ودوليا، والعمل على توفير ما يحتاجه المواطن من متطلبات الحياة الكريمة.
وقال الحمود أنه في ظل التحديات الوطنية والإقليمية التي عصفت في المنطقة العربية، فإن الشعب الأردني على ثقة بتجاوز العوائق والمصاعب بانجاح خلف القيادة الحكيمة الملهمة لجلالة الملك.
وأكد سعي الجالية الأردنية إلى السير قدما لتطوير العلاقات الأردنية الأميركية المتميزة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، والتي بنيت عبر قرابة ستة عقود من التعاون والتبادل والثقة المشتركة، ورغبة الجانبين في الحفاظ عليها ودفعها للأمام.
وعبر عدد من أبناء وبنات الجالية خلال لقاءات مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن سعادتهم بلقاء جلالة الملك في مستهل زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن، مؤكدين اعتزازهم بقيادة جلالته، والجهود التي يبذلها لبناء مستقبل أفضل لجميع الأردنيين.
وقال الدكتور فايز شمعون، الذي يعمل طبيب قلب في مدينة نيوجيرسي، أن تواصل جلالة الملك مع الجالية الأردنية في الولايات المتحدة ومقابلته لهم مصدر شرف كبير لنا للاطلاع على الانجازات التي حققتها الجالية للوطن، ونحن ممتنون للمبادرة التي قامت بها السفارة لجمع الشخصيات الأردنية في الولايات المتحدة الأميركية.
وأكد أهمية دور الجالية الأردنية في خدمة الوطن، قائلا "كطبيب قلب عملت على استقطاب أطباء من الأردن للتدريب في مجال أمراض القلب والباطنية بشكل عام، والتواصل مع الوطن من خلال عقد مؤتمرات طبية مثل المؤتمر الطبي العربي الذي عقد في صيف العام الماضي وهذا واجبنا كأردنيين".
وقال نأمل أن تتواصل مثل هذه اللقاءات لأنها تصب في مصلحة الوطن.
بدورها، قالت ناديا صايغ الصويص إننا نفخر بلقاء جلالة الملك والملكة حيث جئنا من سان فرانسيسكو لنتشرف باللقاء، ونحن نعتبر أنفسنا همزة وصل كجالية عربية أردنية في كافة مناطق أميركا مع الوطن.
وأكدت أن علينا مسؤوليات كبيرة تحتم استثمار علاقاتنا الطيبة مع مجتمع الأعمال الأميركي وعمل برامج لخدمة الوطن وتشجيع المستثمرين الأميركيين على القدوم إلى الأردن.
وأشارت إلى أن الجالية الأردنية في سان فرانسيسكو ترتب زيارة إلى عمان برئاسة عمدة المدينة يرافقه خلالها وفد من رجال الأعمال للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة وإقامة مشروعات مشتركة، إلى جانب التعرف على مستوى التقدم والتطور الذي يشهده الأردن لاسيما بعد برنامج التوأمة الذي تم بين مدينتي سان فرانسيسكو وعمان.
وحضر حفل الاستقبال سمو الأميرة عائشة بنت الحسين، ورئيس الوزراء عون الخصاونة والوفد المرافق لجلالة الملك.