المعارضة الأردنية : جدلية الداخل والخارج بين لندن وواشنطن
خالد عياصرة
المعارضة في كافة بقاع المعمورة، تعني حب الأوطان بطرق أخرى، تتقاطع مع الحكومات حينا، وتختلف معها أحيانا، والمستفيد من هذا الوضع الصحي، هو الوطن والمواطن .
لكن الحال في الأردن يختلف، حيث يصور ويروج أن المعارضة ما هي إلا بعبع يسير عكس تيار الشعب، كما يروج أنها لا ضد الحكومات وأفعالها وأعمالها وفسادها بل ضد النظام وتطالب بتغييره واقصد هنا تحديدا المعارضة الاردنية في الداخل لا تلك المتواجده في الخارج.
المعارضة الأردنية في القلب الاردني ذات هدف وطني تدعوا إلى نقل الأردن نوعيا في كافة المجالات، وتحصينه ضد أعداء الداخل والخارج.
هذا مع أن المعارضة اليوم قائمة على فردية، لم تدخل في أطر تنظيمية واحدة، تنسق فيما بينها، لذا أصابها الخمول والخمود وتضارب المصالح جراء تضارب الولاءات.
هذا للأسف، عمل على تفريغ المعارضة الجمعية من محتواها، بواسطة إرضاء أفراد محسوبين عليها،وجعل البوصلة تتحول صوب الخارج لانتاج اسباب لضرب الداخل، بواسطة الاعتماد المطلق على دعم جهات غربية تمثلها دول ومنظمات تؤمن بضرورة نشر الفوضى.
للاسف هذا أصاب بعض اجزاء المعارضة في الداخل بمقتل جراء امتدادها وارتباطها بالخارج، اسفر عنه سقوط للمصداقية كما سقوط للهدف. تحديدا بعدما وجدت الطريق سالكة لفرض مشاريعها المستوردة من الخارج، المتوافقة والمشاريع الدولية ومصالحها الصهيونية.
نعم، لا ننكر اننا نريد معارضة فعالة متوحدة قوية، متوافقة في نظرتها ومشروعاتها، ومتوحدة في أعلامها وشعاراتها تنطلق من الداخل، لا تتنزل على الرؤوس من الخارج. نريد معارضة قوية لمواجهة حكومة قوية، معارضة ترصد تحركات الحكومة، إن كانت خيرا فخير، وإن كانت شرا فشر.
لا نبغي من هذا جزاء ولا شكورا، جل ما نهدف إليه هو إيجاد أرضية صلبة لانطلاق كوادر وطنية أردنية همها أردني، معارضة حريصة على بقاءه واستمراريته تضم الجميع بلا استثناء.
معارضة واحدة في جسدنا الوطني، لا في أخدود المصالح الفردية المتواجدة في ملاهي الغرب وبارات واشنطن.
لقد اختلفت الظروف، وتعددت مشاريع الأعداء، وهذا يتطلب من الجميع أخذ مسؤوليته لحماية الأردن الثابت منه لا المتحرك.
لذا كم تتوق النفس إلى توحيد جهود الوطنيين الأحرار، في تيار واحد مصلحته واحدة لا متعددة وهي الأردن أولا وثانيا وثالثا.
خالد عياصرة
KHALEDAYASRH.2000@YAHOO.COM