زاد الاردن الاخباري -
يعيش حيوان الـ (دوجونج Dugong) في المياه الساحلية الدافئة في البحر الاحمر و المحيط الهندي و الهاديء و هو الوحيد بين الحيوانات المائية الثديية الذي يتغذى فقط على الأعشاب في قاع المياه الضحلة و لذلك يطلق عليه اسم (بقرة البحر sea cow)، و بالرغم من كونه أحد الثدييات المائية (والتي تصنف منها أيضا الفقمة أو كلب البحر) الا أن هذا الحيوان العملاق ما يميزه بحق هو عدم قرابته لهذه الثدييات وغيرها من الكائنات ولكنه أقرب للأفيال. فالأفيال وحيوان الدوجونج يشتركان في كونهما يتبعان للمجموعات (أحادية العرق monophyletic) فهما كلاهما يجمعان صفات من مجموعات حيوانية مشتركة كالوبر ونوع وطريقة الغذاء كالخرطوم والذي يظهر في الصورة التالية.
يمكن لحيوان الدوجونج المكوث داخل الماء لست دقائق قبل أن يخرج الى السطح للتنفس و تساعد الام وليدها في الخروج للسطح و التقاط اول نفس في حياته. تحمل أنثى الدوجونج جنينها سنة كاملة و تستمر في رعايته لمدة 18 شهرا.
يصل طول الحيوان الى 4 أمتار ووزنه الى 900 كغم (أي ما يقارب الطن)، و يشبه في الشكل و السلوك الى حد كبير خروف البحر الذي يظهر في الصورة بالاسفل و هو يتغذى ليلا و نهارا على الاعشاب البحرية التي يبحث عنها بواسطة أنفها الضخم و تقضمها بشفتيها القاسيتين.
يعتبر حيوان الدوجونج أيضا قريبا جدا من أحد أنواع بقر البحر الذي يعرف بـ (بقرة البحر ستيللر Steller’s sea cow) و الذي انقرض في القرن الثامن عشر الميلادي بسبب الصيد الجائر.
يشكل الانسان الخطر الأكبر على حياة هذه الحيوانات البطيئة و الكسولة بالرغم من استهدافها أيضا من قبل أسماك القرش و التماسيح، فهي تعتبرهدفا سهلا للصياديين الذين يستهدفون لحومها و زيتها و اسنانها و جلودها و عظامها التي تستخدم للزينة كما توضح الصور بالاسفل و لذلك فهي مهددة بالانقراض بشكل كبير.
و مما يجدر ذكره أن هناك نوعا نادرا من حيوان الدوجونج يعيش في جزيرة أوكيناوا اليابانية و عددها 50 فقط و هي مهددة بشكل كبير جراء توسيع القاعدة العسكرية الأمريكية في أوكيناوا حسب ما أفاد مركز التنوع الحيوي في كاليفورنيا الذي يقود دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع الامريكية لأن توسيع القاعدة العسكرية في أوكيناوا سيشمل اجزاء كبيرة من الخليج الذي يعتبر المكان الأغنى بالاعشاب البحرية و الموطن الأخير لحيوان الدوجونج.