منذ عدة ايام وانا اقرأ على بعض المواقع الالكترونيه كتابات ومقالات وتصريحات من هنا وهناك حول ما يسمى بالمعارضه الاردنيه في الخارج , ومن يسمع بهذا المصطلح يعتقد انه يوجد معارضه حقيقيه وتنظيم في الخارج يسمى بالمعارضه الاردنيه , وقد راينا البعض يمتدحهم ويصفهم بالشرفاء والمخلصين لبلدهم ويهمهم مصلحة بلدهم وقلوبهم على هذا الوطن , وهو ما دفعهم ان يشكلوا هذا التنظيم الذي اشك بوجوده اصلا . وهناك من تبرأ منهم وقد جاءت هذه البراءه من بعض تنظيمات الحراك , ولا اعلم ان كانت تفهم كما كتبت تبرئه منهم ورفضا لهم ام ان المقصود بها هو اشهارهم والتعريف بهم وتدخل في باب الدعايه الاعلانيه لهم فقط .
ولقد استغل البعض زيارة جلالة الملك الى واشنطن وقام بعمل دعايه لهذه المعارضه وبانهم سوف يقومون بالاحتجاج والاعتصام امام البيت الابيض , وركزوا معي هنا جيدا , نحن نتكلم عن تظاهر واعتصام في امريكا داعمة الثورات العربيه , وعن مظاهره واعتصام يرافق زيارة سيدنا لامريكا ولقاء الرئيس اوباما في البيت الابيض , وهو بنظرهم سوف يعطي زخما كبيرا ودفعة قويه لهذا الحراك ويصبح عالميا .
وقد دخلت الى موقع التواصل الاجتماعي تويتر ووجدت الكثيرين يتحدثون في هذا الموضوع , ولا اخفي عليكم ان كل هذا لم يغضبني ولم يزعجني ابدا , لا بل انه لم يحرك ساكنا لدي وبقيت اعصابي ابرد من الثلج وكما يقولون , لمعرفتي وادراكي ان كل هذه الزوبعه لا تتعدى الحرب الاعلاميه والدعايه فقط لهم ولاشهار اسمهم فقط , واشعارنا بانه يوجد ما يسمى بالمعارضه في الخارج .
وبالفعل حاولت جاهدا الحصول على صور لهذا النشاط وهذه الحركه الغريبه التي تم تبهيرها باحر انواع البهارات لاجد ما ابحث عنه وهي صوره لخمسة اشخاص واكرر هنا انهم خمسة اشخاص فقط وقد وقفوا على احد اسوار البيت الابيض عند الحاجز الحديدي ويحملون ثلاثة يافطات وشمسيه تحميهم من المطر . ومن خلال تدقيقي في الصوره وجدت احدهم يرتدي الحطه الاردنيه - السلك الاحمر - نستطيع ان نقول بان هذا الشخص هو اردني بالشكل واللباس , واخر اكاد ان اجزم ان سحنته اقرب الى السحنه الشرق اسيويه او انه باكستاني الجنسيه , وثلاثة اخرون لم استطيع تحديد سحنتهم رغم انها اقرب للسحنه البيضاء. ووجدت لهم صورا اخرى تم اخذها في المراحل التحضيريه لهذا الاعتصام الضخم الذي اشغل العالم كله وليس امريكا وحدها وجدت صورا لهم واقصد لهؤلاء الاشخاص الخمسه وهم مجتمعون يرتبون ويحضرون لهذا الاعتصام الحاشد في غرفة صغيره لا يوجد فيها الاخمسة اشخاص واحدا منهم محاضرا واربعه مستمعون ولم اجد اكثر من خمسة اشخاص في اية صورة لهم , والنتيجه التي خرجت بها ان المعارضه الاردنيه في الخارج والتي تم التحدث عنها وعن نشاطها الذي سوف يبهر العالم خلال زيارة سيدنا لواشنطن , هم خمسة اشخاص فقط , وما كان يروج له لا يستحق الحبر الذي كتب به ولا يستحق الوقت الذي استغرق في قراءته .
دعني اخرج عن الموضوع الرئيسي قليلا واتساءل هل هذا الرقم واقصد خمسة اشخاص يستحق كل هذه الهاله الاعلاميه والحديث عنها وكتابة المقالات واطلاق التصريحات المختلفه .! ان وصلنا الى هذا الفكر وهذه التوعيه فهذا امر مبشر بالخير , ولكن بالمقابل ارجو ان تحصل اصوات ستة ملايين ناقص عدة مئات او الف ان تحصل على هذا الاعلان وعلى هذا الاشهار وهذه الحمله الاعلانيه الكبيره , اذا ما علمنا ان اصوات هذه الملايين هي مؤيده وبلا ادنى شك او تشكيك . ليخرج الكتاب والمثقفون المحترمون ويبرزوا اصوات هذه الملايين المؤيده وهي احق بكثير من الحديث عن خمسة اصوات غير معرفه وغير معروفة الجنسيات .
الوضع في اردننا الحبيب لا يستوجب ان تكون هناك معارضه خارجيه ولن يستوجب انشاء الله , الاردن يتمتع بالحريات التي تسمح بالمعارضه الداخليه لا بل تتحاور معهم وتجتمع معهم ويشاركون في الحكومات ولا حظر على تنظيماتهم وحراكهم ونشاطاتهم لا بل ان الحكومه والاجهزه الامنيه تؤمن لهم الحراسه والحمايه لهم ولمقراتهم ولمسيراتهم الاحتجاجيه والخطابيه , فهم يتمتعون بكل الحريات التي لا سقف لها , وهذا امرا لا مجال للشك فيه ولا مجال لانكاره . والنتيجه التي نخرج بها ان لا حاجه للمعارضه ان تكون خارجيه او في الخارج .
ثم نعم هناك من يدعي المعارضه بشكل فردي ويدعي حب البلد ويدعي انه يدافع عنه وهو مقيما في الخارج منذ اكثر من ثلاثين سنه ولم يدخل البلد , ويقف ويتحدث عن ظروف الاردنيين المعيشه وهو لا يعرف عنها شيئا ولا يهمه ان يعرف اصلا , واعتقد انه سمع بانه يوجد معارضه واحتجاجات في الاردن على موضوع او اكثر من امور حياتنا وقد وجدها فرصه سانحه لكي يقوم بالتعريف عن نفسه واشهارها بصورة الرجل المدافع عن حقوق الشعب والرجل الذي يحارب الفساد الذي لا يعرف عنه شيئا الا من خلال قراءة وتصفح النت .
نعم انت اردني وليس لنا ان ننتقص من اردنيتك شيئا ولكن من يعيش بالبلد هو الاعرف والاعلم والاولى ان يتكلم بمصلحة البلد , لانه هو من يعاني وهو من يتاثر بما هو موجود وليس انت يا من لا تعرف منها الا الاسم فقط .