أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حزب الله يهدد: اتفاق وقف إطلاق النار سينهار مجلس النواب: حرق مستشفى كمال عدوان جريمة حرب تستوجب موقفاً دولياً حاسماً لمحاسبة قادة الاحتلال الدفاع المدني يتعامل مع 963 حالة إسعافيه خلال 24 ساعة روسيا تتهم دولتين بالتخطيط لشن هجمات ضد قواعدها بسوريا العقبة يلتقي الحسين اربد غدا في ختام مرحلة الذهاب بدوري المحترفين الولايات المتحدة تسجل أعلى نسبة مشردين في تاريخها التنمية المستدامة في لواء البترا مشاريع 2024 وآفاق المستقبل استمرار تأثير الكتلة الباردة على المملكة اليوم وغدًا وانخفاض الحرارة الاثنين تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية مع تحقيق مكاسب أسبوعية ملحوظة الاحتلال يحتجز مدير وطاقم مستشفى كمال عدوان ويقتادهم للتحقيق محاكمة أميركي بتهمة نقل تكنولوجيا قاتلة لإيران 40 شهيدا وحرق مستشفى كمال عدوان تقرير: ميزانية إسرائيل لعام 2024 تواجه عجزاً قياسياً خبير أردني يدعو لإطلاق الأرانب في الصحراء الاحتلال الإسرائيلي يعتقل مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مخيم المغازي ومواصي رفح وفاة أردنيين بحادث سير بأميركا بدء تشغيل المسار الجديد للباص سريع التردد (عمان-الزرقاء) الأحد إعلام إسرائيلي: تل أبيب تخطط لعمليات واسعة ضد الحوثيين الأردن .. استقرار الذهب لليوم السابع على التوالي
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة يا مولاي: (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي...

يا مولاي: (جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)

18-01-2012 04:40 PM

زاد الاردن الاخباري -

خاص - بقلم: منتصر بركات الزعبي - سَيِّدي وَمَولَايَ جَلَالةَ المَلكِ عَبدِاللهِ الثانِي حَفظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وسدَّدّ على طَرِيقِ الخَيْرِ والعِزِّ خُطَاهُ .
سَلامٌ عَليْكَ في العَالَمِين ، فَإنِّي أحْمَدُ إليكَ اللهَ الذِي لَا إلهَ إلَّا هو .

أمَّا بَعْدُ :

فإنَّ اللهَ - عزَّ وَجلِّ - ابتلاكَ بمَا ابتلاكَ بِهِ مَنْ أمرِ هَذِه الأمَّة ، قَدَرٌ مِنْهُ قَدرَّهُ علَيكَ . فأسألُ الذي ابتلاكَ أنْ يُعِينَكِ على مَا وَلَّاك مِنْ عِبَادِه وبِلادِه . وَأنْ يَرزًقَك فِيهِمْ العَمَلَ بِطَاعَتِهِ ، وأنْ يَرْزُقَهم مِنْكَ الرَّحْمَةَ والرأَفَةَ ، ويَرْزُقَكَ مِنْهُمْ السمعَ والطاعةَ وحُسْنَ المؤازرة .

سيِّدي ومَوْلَايَ : لمْ يَكنْ لِيكْتبَ إنْسَانٌ بسيطٌ مِثلْي لأمثالكم ، إلَّا لِطَمَعِهِ في تَواضُعِكُم ، وَكرمِ شَهامتِكمْ ، وسَعَةِ صدرِكُم ، لِتَسْمَعُوا مِنِّي كمواطِنٍ غَيورٍ ، مُكافأةً لِوَطَنِي الأردنّ المِعْطَاءِ ، الذي يَستحِقُّ مِنْ كلِّ حُرٍ ونبيلٍ ، مزيدًا من العطاءِ والإخلاصِ ، والوفاءِ بمسؤولِياتِه الاجتمَاعِيِّةِ والأخلاقيِّةِ عَبْرَ سَعيه إلى تحقيقِ "مواطنةٍ حقةٍ " يستحقُّهَا الأردنُّ أرضَ الحشْدِ والرِباطِ .

سيِّدي ومَولايَ : إنَّ على بابِكَ نِيرانًا تتأجَّجُ مِنَ الجُورِ، فأطفِئْهَا يا مولاي بِماءِ حِكْمَتِكَ ، قَبلَ أنْ تَضْطَرِمَ وتصبحَ حَريقًا ، يَلْتَهِمُ الأخضرَ واليابسَ ، ومَرَدُّ ذلك ، ضَعفُ السِّياسَاتِ الحُكوميَّةِ وتخبُّطِها، فلا زِلْنا نَعِيشُ إلى اليومِ نَفسَ المَناخِ ، الذي لا يَحملُ في طيَّاتِهِ أيةَ عَواملَ لِلتَغِييرِ ، والذي يُفيدُ أنَّ الحالةَ التي يمرُّ بها بلدُنا الحَبيبُ في الوقتِ الرَّاهنِ حاَلةٌ غيرُ صحيِّةٍ بالكاملِ .

لا يُجَادِلُ أحدٌ في أنَّ الحُكوماتِ المُتعاقبةِ ، قد تقاعَستْ عن أداءِ وَاجبِها ، وفقدتْ مُعظمَ هَيْبَتِهَا في النفوسِ ، بسبب العجزِ الناتجِ عن عَدمِ تحديدِ المسؤوليةِ والاضطلاعِ بها كاملة غير منقوصة . وعجز جهازها الإداريِّ المُضطَّرب مِنْ أنْ ينهضَ بحاجاتِ الشعبِ ، أو أنْ يؤدِّيَ للناسِ عملاً ، كفشل وزارة الأوقاف الذريع في كلِّ موسم حج ، عندما تفننت في تعذيب المواطن الأردني التي ما زالت مرارته باقية إلى الآن في حلوق الحجاج ، بل كابوسًا يلاحقهم ، ومما لا يدعو للشكَّ أنَّ سلطانَ القانونِ قَدْ تَزَعْزَعَ ، وفَقدَ مُعظمَ احتِرامِه ، بِسَبَبِ العَجْزِ والمحسوبيات والحِيَلِ المُتَكَرِرةِ والاعتِداءِ أحْيَانًا .

سَيِّدي وَمَوْلَايَ : إذا كانَتْ قدْ مَرَّتْ علينا أيامٌ كانَ فِيها الصَّمتُ هوَ المَوْقفُ الوحيدُ الأبيُّ والشجاعُ ، فالصَّمتُ الآنَ ذَنبٌ كبيرٌ ، لأننا نخوضُ مَعركةَ مَصيرٍ ضِدَّ كُلِّ قُوى الظلامِ ، بما تملِكهُ منْ ضَراوةٍ وشَراسَةٍ وهمجيِّةٍ ، والتي جَثَمَتْ على صُدورِنا كالكابوسِ ، وتَسللتْ إلى مَواقِعِ السُّلطة ، وأفسدَت علينا حياتنا .

إنَّ الذي يتفطَّرُ له القلبُ حقًا يا مولاي أنَّ "الشخصيِّة الأردنيِّة" لم يَعُدْ لها معالمٌ ، أو ملامحٌ تميِّزها ، أو تُشخِّصُها بفضْلِ هذهِ القُوى الظلامِيِّة . لقد دُمِّرت الشخصيةُ الأردنيةُ ومُحِيَت معالمها ، بحيثُ لم يبقَ لها أيُّ مَزِيَّةٍ تعرف بها .

سيِّدي ومولاي: شعبُك الأردنيُّ يعيشُ كابوسًا مُرعبًا ، ينزِلُ عليه كلَّ يومٍ وهو تغلغلُ الفسادِ ، ونفوذُه مِنَ الجلدِ إلى الَّلحمِ والعظْمِ ، الذي من عيونِهِم سَلبَ الضِّياء ، شعبُكَ يَجوعُ يا سيِّدي : والحيتانُ والهواميرُ يشكونَ زحمةَ التخمةِ ، ولا يشْبِعونَ أبدًا ، هُمُ كجنَّهم كُلَّما قِيِلَ لها : هَلْ امتلأتِ فتقولَ : هلْ منْ مَزيد ؟.

فليسَ واردٌ في مَنْطِقِ العَقلِ والنقلِ ، أنْ تظلَّ ثلَّةٌ من اللصوصِ والحراميِّةِ تصولُ وتجولُ ، تمارسُ التخريبَ والتدميرَ لمقدراتِ الوطنِ ، والحكومة تعيشُ صمتَ القبورِ ، الذي مِنَ المفروضِ أنَّها حكومةٌ ذاتُ نهجٍ إصلاحيٍّ ، وأنَّها حققت كما تدعِي بعضَ الانجازاتِ في سبيلِ القضاءِ على الفسادِ من دونِ أنْ نرى واحدًا قدْ صَدرَ بحقِّه حكمًا ، مِمَن نهبَ خيراتِ الوطنِ ، وحَوَّل المُواطنَ إلى شَحَّاذٍ على أبْوَابِ المَساجِدِ والإِشاراتِ الضَوْئِيةِ .

ألمْ تقل يا سيدي للمسؤولين بالحَرْفِ: ( الشَّعبُ تعبَ من الوعودِ، وتعبَ مِنَ الحديثِ عنِ الفَسادِ، ولمْ نرَ فاسِداً واحداً وراءَ القُضبانِ ، وخاطبتَهم قائلاً : لا غِطاءَ لفاسِدٍ مهما كانَ ومين ما كان، وقلتَ : العدلُ هو أساسُ الحكمِ ، وخاطبتَ رئيسَ الحكومةِ ، ورئيسا مَجلِسِ الأعيانِ والنوَّابِ: يجبُ وضعُ التشريعاتِ لجعلِ الفاسدِ يكونُ بين يديّ القضاءِ ، وعدمِ المماطلةِ بتحويلِ مَنْ تثبتْ عليهِ تهمةُ الفسادِ ما بينَ مكافحةِ الفسادِ، ومجلسِ النوَّاِب، والحكومةِ ) ولكنَّهم وِضِعُوا في أُذنٍ طِينًا ، والأخرى عَجِينًا ، حتى كأنَّهم لمْ يسْمَعُوا شيَئًا كأنَّ في آذانِهمْ وَقْرَا ، فَلَمء تُنَفَّذْ أوامِرَكَ يا مَوْلايَ لِلآن.

إنَّ هؤلاءِ اتخذوكَ سُلَّمًا إلى دَركِ إرادتِهم ، وصفاءِ دنياهم ، فكلُّهُم يُوقدُ عليك يا مولاي، لقد وَقَعَت بعضُ الأمورِ التي دارتْ حَولَها الكثيرُ من الاستفهامات ، وهو عندَ سؤالِ أيّ مسئولٍ ، يَرُدُّ بِرَدٍّ واحدٍ ، وهو ( أنا أُنَفِذُ قراراتٍ مِنْ فوقٍ ) ، وكأنَّ ملِكَنَا حفظَهُ اللهُ أصبحَ شماعةً لتعليقِ أخطائِهم وتخويفِ الناسِ ، وقطعِ الطريقِ عليهم عندَ أيِّ استفسارٍ ، أو شكوى ، أو حتى نقاش .

سيدِّي ومولاي :

إنَّ ما يفعلُه الشبابُ وغيرُهم من الوطنيين المخلصين من مُختلَفِ طبقاتِ الشعبِ ، وقواهُ السياسيِّة وفئاته ، وأطيافِه المُختلفةِ من التظاهرِ السلميِّ المُطالِب بإزالةِ الفسادِ ، ومُحاَكَمَةِ الفاسدين بأسلوبٍ سلميٍّ حضاريٍّ راقٍ أقرَّته المواثيقُ الدوليَّةُ ، والدساتيرُ المحليَّةُ لَهوَ من صميمِ ما تدعو إليّه شريعةُ الإسلامِ التي جاءَت بالعدلِ ، والرحمةِ ، ورعايةِ مصالحِ الأمَّةِ ، وأوجبتْ التعاونَ على البرِّ والتقوَى، وحدَّدت خيريَّة الأمَّة في قِيامِها بِواجِبِ النصيحَةِ ، والأمرِ بالمعروفِ ، والنهيِّ عن المنكرِ، واعتبرتْ التصريحَ بالحقِّ حالةٍ صحيَّةٍ في المُجتَمَعِ .

إنَّ استقامةَ الأوضاعِ الاقتصاديَّةِ ، واستقرارَ العدْلِ الاجتماعيِّ ، ومُحَاكمَةِ الفاسِدين ، واسترجاعِ ما سَلبُوهُ أمرًا في غايَة الأهميِّة ، فإنَّ الأوضاعَ الاقتصاديَّةَ المُعْوَجَّةَ ، وشيوعَ الظلمِ الاجتماعِيِّ ، واختصاصَ قلَّةٍ بالتمرٍ ، وكثرةٍ بالنَّوى ، وتقديمَ مَنْ يستحقُّ التأخيرَ ، وتأخيرَ مَنْ يستحقُّ التقديمَ ، مِنْ شَأنِ هذا كُلِّهِ أنْ يشيعَ كثيرٌ مِنَ الأمراضِ الاجتماعيَّةِ التي بَدَتْ تظهرُ للعيانِ ، مثل : الغِيبَة والنميمة وسوء الظنِّ والملقِ والنفاقِ وازدواجِ الشخصيَّةِ وعدمِ المبالاةِ وإهمالِ الواجباتِ والذلِّ والإنحناءِ والسلبيَّة والتحاسدِ وعدمِ الحرصِ على المالِ العامِ ، فكمْ تتلوثُ الحياةُ ، ويختلُّ المجتمعُ إذا شمَّ الشعبُ رائحةَ الفسادِ تنتشرُ ، وقد أشارَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – إلى ذلك حينما قال لأحدِ الآباءِ ، وقد خصَّ أحدَ أبنائِهِ بشئٍ من ماله: (أتحبُ أنْ يكونَ أبناؤكَ لك في البرِّ سَواءٌ ؟ قالَ : نَعمْ ، قالَ : فَسَوِّ بينَهم . وقالَ : اتقوا اللهَ واعدِلُوا بينَ أوْلادِكُم ).

ومعنى هذا أنَّ التميِّيزَ بينَهم فيما يستحقّون من عطاءٍ يُولِّدُ العقوقَ للأبِ مِنْ بَعضِهِم ، كما يورثُ التحاسُدَ – من جِهةٍ أخرى – بينهم .

أَدعو اللهَ جلَّ وَعلى أنْ يحفظَكُم ذخرًا ، وسندًا لشعبِكم ، وأمَّتِكم ، وأنْ يكتبَ لمسيرةَ الوطنِ مزيدًا من المنَعَةِ ، والازدهار والخير.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع