زاد الاردن الاخباري -
أرجأت المحكمة الباكستانية العليا، الخميس، جلسة اتهام رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بازدراء القضاء، بعدما مثل أمام المحكمة ليشرح أسباب عدم تنفيذه أوامر قضائية سابقة بإعادة فتح ملف قضايا فساد ضد رئيس الدولة اصف علي زرداري.
وجاء التأجيل بعد أن طلب محامي جيلاني مزيدا من الوقت للنظر في السجلات المتعلقة بهذه القضية، وغادر جيلاني، الذي لن يمثل في الجلسة المقبلة يوم 1 فبراير/شباط، قاعة المحكمة بصحبة أعضاء مجلس الوزراء وزعماء الأحزاب السياسية المتحالفة معه.
ومثوله في جلسة الاستماع يأتي بعد أسابيع من الاضطرابات السياسية في باكستان أدت إلى توتر العلاقات بين قادة البلاد العسكريين والمدنيين.
وترى المحكمة العليا أن حكومة جيلاني "فشلت" في إعادة فتح التحقيق في الآلاف من قضايا الفساد، المتهم فيها سياسيون ومسؤولون حكوميون، من بينهم الرئيس الباكستاني زرداري، الذي يتعرض لضغوط كبيرة لدفعه إلى التخلي عن السلطة.
وطلبت المحكمة من جيلاني المثول أمامها شخصياً، إلا أنها لم توجه أي اتهامات جنائية أو تهمة "الازدراء" رسمياً إلى رئيس الحكومة الباكستانية، ولكنها اكتفت بإصدار مذكرة بطلب الاستماع إليه، وهو إجراء أدنى من الناحية القانونية.
والأسبوع الماضي، أقال جيلاني مسؤولاً عسكرياً رفيعاً من منصبه، في خطوة قد تؤدي إلى تزايد التوتر بين الحكومة المدنية والمؤسسة العسكرية القوية، التي تتمتع بسلطات واسعة بالدولة الإسلامية الواقعة في جنوب آسيا.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن قرار جيلاني بإعفاء أمين عام وزارة الدفاع، نعيم خالد لودي، من منصبه جاء بعد تورط الأخير في "سوء تصرف جسيم"، وأشارت إلى أن لودي، المعين من قبل الجيش، كان يتمتع بصلاحيات واسعة في الحكومة الباكستانية، ربما تتجاوز صاحيات وزير الدفاع.
تأتي إقالة المسؤول الرفيع في الجيش الباكستاني وسط توترات متزايدة، في أعقاب تفجر فضيحة ما يُعرف باسم "المذكرة"، والتي دفعت السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة إلى تقديم استقالته، كما أدت إلى تزايد الخلافات بين مؤسسة الرئاسة والجيش.
واضطر السفير حسين حقاني إلى تقديم استقالته بعد أنباء عن دور محتمل له في نقل "مذكرة سرية" من الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، إلى واشنطن، يطلب فيها دعم الجانب الأمريكي للإطاحة بكبار قادة الجيش، بعد أنباء عن "إنقلاب عسكري" وشيك في إسلام أباد.
وأشارت تقارير إلى أن "المذكرة" المزعومة، أُرسلت إلى واشنطن بعد قليل من قيام وحدة أمريكية خاصة بتصفية زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، داخل الأراضي الباكستانية، مطلع مايو/ أيار الماضي.
وأثارت رحلة علاجية قام بها زرداري، إلى دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي، مزيداً من التكهنات حول استقالة الرئيس الـ11 لباكستان، والذي تولى السلطة عام 2008، بعد اغتيال زوجته بنظير بوتو، زعيمة حزب "الشعب"، أواخر عام 2007.
CNN