زاد الاردن الاخباري -
التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في واشنطن اليوم الخميس عددا من ممثلي المنظمات العربية الأميركية، وأطلعهم على نتائج لقاء القمة مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، إلى جانب تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد جلالته أهمية دور المنظمات العربية في الولايات المتحدة الأميركية في شرح وجهات النظر العربية حيال القضية المركزية، السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحشد الدعم للموقف الأردني والعربي المرتكز الى تنفيذ حل الدولتين وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، وتحقيق السلام العادل لشعوب المنطقة.
وأطلع جلالته ممثلي المنظمات العربية على الجهود التي بذلها الأردن لجمع الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، في مسعى لتخطي العقبات والمضي قدما للوصول إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
كما اطلع جلالته الحضور على الجهود الإصلاحية التي تجري في المملكة لتعزيز العملية الديمقراطية، التي بدأت بالتعديلات على مواد الدستور، وستتوج بإصدار قانون للانتخابات النيابية، وإنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات وإدارتها قريبا.
وعبر ممثلو المنظمات العربية الأميركية عن تقديرهم لجهود جلالة الملك في جمع الطرفين، الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان أخيرا ، واعتبروها خطوة مهمة في سبيل عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات، اضافة الى جهود جلالته في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية نهاد عوض إن الأردن لا يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وحسب بل بموقعه السياسي وقيادة جلالة الملك التي تمتاز بقراءة دقيقة للمنطقة وتداعيات التغيير التي تجري في الساحة العربية.
وأشاد في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بالتوازن والاعتدال الذي يطرحه جلالة الملك وموازنته للمصالح المحلية والدولية والتفاهم بين القوى الفاعلة في المنطقة "وهذا يعطي أملا بأن تشهد المنطقة ظروفا ومستقبلا أفضل".
وأكد عوض أن التغيير الذي نشهده في المنطقة يسير في الاتجاه الصحيح، والولايات المتحدة بدأت تعدل من توجهاتها في السياسة الخارجية لتتواءم مع طبيعة تطلعات الشعوب في المنطقة.
وقال ان العام الحالي حاسم جدا كونه سيشهد الانتخابات الرئاسية، حيث أن الصراع محتدم بين الجمهوريين والديمقراطيين، مشيرا الى ان الجالية العربية والمسلمة ستلعب دورا حاسما في العملية الانتخابية، حيث إننا نراقب مرشحي الرئاسة ورؤيتهم للمستقبل كونها مهمة لنا في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه قال رئيس الفريق الأميركي للعمل من أجل فلسطين زياد العسلي ان علاقة الاردن مع الولايات المتحدة والتي بناها الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه، وتواصلت وترسخت أثناء حكم جلالة الملك عبدالله الثاني تقوم على التفاهم والاحترام والصداقة المتبادلة.
وأضاف ان زيارة جلالة الملك تعبر عن روح التفاهم في العلاقات الأردنية الأميركية وما تجلبه من فائدة على الأردن الذي يعيش في إقليم مضطرب.
واشار الى ان زيارة جلالة الملك الحالية تعد من انجح الزيارات لأنها تأتي بعد ان فتح الأردن طريقا كان مسدودا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال ان الإدارة الأميركية قدرت عاليا الجهد الذي قام به جلالة الملك، مشيرا الى ان الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى من اجل دفع عملية السلام للأمام.
وثمن رئيس مؤسسة علماء ورجال دين عبر الحدود الدكتور يحي هندي الجهود الإصلاحية التي يقودها جلالة الملك في الأردن خصوصا ما قام به من إصلاحات دستورية وفتح الحوار الوطني الشعبي.
وقال لــ(بترا) "هذه خطوات لا بد لكل دولة عربية أن تقوم بها. ما قام به جلالة الملك قضية ايجابية مهمة تدفع بعجلة الإصلاحات الديمقراطية بالتوجه السليم ونتمنى أن تحذو كل الدول العربية حذو الأردن في مجال الإصلاحات وان نسير على الخطى التي قام بها جلالة الملك.
وأضاف أن جهود جلالة الملك لدفع عملية السلام والسعي لقيام الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي قضية مهمة جدا وهي محل تقدير المجتمع العربي في الولايات المتحدة الأميركية .
وأكد أن الحوار مع جلالة الملك مهم جدا ويصب في سبيل تضافر الجهود الشعبية والمؤسسات السياسية في العالم العربي والولايات المتحدة الأميركية لدفع عملية السلام "وما يقوم به جلالة الملك في هذا المجال مهم جدا ويجب أن ندعمه".
وفي لقاء مع المنظمات اليهودية الأميركية، أكد جلالة الملك أن حل الدولتين الذي يفضي إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني، ودولة إسرائيل آمنة، يشكل الحل الأمثل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال جلالته إن الأردن معني بشكل مباشر بالتوصل إلى سلام عادل في المنطقة "لذلك جاءت جهودنا لعقد اجتماعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان أخيرا".
وأكد أهمية دور المنظمات اليهودية في دعم جهود إعادة الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى سلام شامل ينهي حالة الصراع في المنطقة.
وقال جلالته "إن العام الحالي 2012 مليء بالتحديات، لكن بالعزيمة والتصميم يمكن أن نعيد التركيز والأضواء على القضية الفلسطينية".
وحول الملف النووي الإيراني، أكد جلالة الملك أهمية الحوار للتوصل إلى حلول للتعامل مع الأمر .
من جانبهم، عبر ممثلو المنظمات اليهودية عن تقديرهم لجهود جلالة الملك لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معربين عن دعمهم لهذه الجهود التي تصب في جهة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعربوا عن تقديرهم للمبادرة الأردنية باستضافة لقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف إحياء المفاوضات بين الجانبين.
وحضر اللقاءات رئيس الوزراء عون الخصاونة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة ووزير الخارجية ناصر جودة والمستشار في الديوان الملكي عامر الحديدي والقائم بالأعمال بالإنابة في السفارة الأردنية في واشنطن محمود الحمود.