منذ أن تولى الخصاونه الرئاسة وهو يقوم بفتح كل الابواب المغلقة سابقا في وجه الإخوان ، بدء بإغلاق باب حركة السلفيين في الزرقاء وانتهاء بفتح باب دائرة المخابرات العامة لهم وعدم اعتراضهم على وجود مثل هذه الحوار ، والذي تتبع الرسائل المتبادلة بين الطرفين ( الحكومة والإخوان ) سيجد أنها وجميعها تصب في خانة الغزل الناعم مع الاحتفاظ بشيء من الكرامة للطرفيين .
هل اضاع الخصاونة البولصة الوطنية وأصبح يسير على بوصلة الحراك العربي والتمسك بالإخوان كموجة لابد من ركوبها قبل أن تركب الحكومة وتغرقها ؟ وفي حالة الحكم الجديد في تونس ونتائج انتخابات مجلس الشعب في مصر وظهورهم العلني في ليبيا مثالا جعل منهم موجة لابد من ركوبها وخصوصا أن الغرب وبالذات امريكيا لم تظهر أي إمتناع أو تحفظ على اي من الحالات الثلاثة السابقة ، بل نجدها تشد على الايادي احيانا واحيانا تحذر من التفائل كثيرا تاركة الزمن ككفيل لإثبات فشل مثل هذه الحركات في التعامل مع الواقع بعد فترة طويلة من التخفي وممارسة لعبة الخفاء مع الأنظمة السابقة .
وإذا كان ذلك في عقل الغرب وامريكيا ، هل سيمارس دولة الخصاونة هذه الطريقة ونحن في الأردن قد مارسناها سابقا من خلال المغفور له الملك حسين عندما أوقف الاحكام العرفية وجعل جميع الاحزاب من اقصى اليسار الى أقصى اليمين للخروج من جحورها وممارسة العمل السياسي وبالذات المعارضة العلنية ، وكانت النتيجة أن هذه الاحزاب والتيارات قد أثبتت فشلها في التعامل مع الواقع وسقطت في وحل الرفض الاجتماعي لها ، مما حدى بها أن توقف أندفاعها السريع وإعادة دراسة حجمها في الشارع بعيدا عن الأزقة المظلمة التي كانت تمارس عملها من خلالها سابقا .
ولكن حال الإخوان هنا تختلف فهم مارسوا عملهم السياسي علنا ومن خلال مراكزهم وجمعياتهم الخيرية وتشابكوا مع المجتمع بالطول والعرض ودخلوا في معترك الانتخابات النيابية والبرلمانية لفترة زمنية ومن ثم خرجوا منها بعلل واهية من مثل أن المرحلة لاتتطلب منهم التواجد داخل أي تشكيل سياسي خارج من رحمة السلطة مباشرة بل يريدونها شعبية كاملة ، والأن جاءتهم الفرصة على طبق من ذهب ومع ذلك لازالوا يؤمنون أن الفرصة لم تحن .
ومع وجود المباركة الامريكية لهم للدخول في الحياة السياسية الأردنية من اوسع ابوابها ، وفي نفس الوقت المباركة الملكية إلا انهم ما يزالون يمارسون طريقة القياس قبل أن يغوصوا في مياه المرحلة الجديدة من الربيع العربي ، والتي يمكن أن نطلق عليها مسمى مرحلة الربيع الإخواني العربي ، وهنا نعيد بداية المقال لنقول ما هو التحليل الأمثل لحالة الغزل القائمة ما بين دولة الخصاونه وحركة الإخوان ؟ ، وهل يوجد في الخفاء الشيء الكثير ؟ أم أن دولة الخصاونه يمارس دور الإخونجي مع حراك الإخوان ودور الإمريكنجي مع امريكا كي يتمكن من ركوب موجة الربيع الإخواني العربي وفي نفس الوقت يحصل على مباركة امريكا كما حصلت عليها حكومات الربيع العربي الأخرى ؟