زاد الاردن الاخباري -
أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين برصاص القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إن حرب الأسد القاسية ضد شعبه منذ أكثر من عشرة أشهر أسفرت عن مقتل الآلاف، في ظل استمرار تراخي المجتمع الدولي إزاء ما سمته الصحيفة مجازر النظام في البلاد.
وأوضحت نيويورك تايمز في افتتاحيتها بالقول إن المجتمع الدولي لم يكثف بعد مما وصفتها بالجهود اللازمة للضغط على الأسد لإجباره على وقف المذبحة المتمثلة في قتله للشعب السوري، ولا الجهود التي من شأنها دعم ما أسمته الجيش السوري وجماعات النخبة في البلاد كي يتمكنوا من الإطاحة بالنظام.
وانتقدت الصحيفة الموقف الروسي من الثورة الشعبية السورية، وقالت إن موسكو ما تزال –بموجب ما تتمتع به من استخدام لحق النقض (الفيتو)- تحول دون تمكن مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قرار يكون من شأنه فرض عقوبات جدية صارمة على النظام السوري.
كما انتقدت دور رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وقالت إنه ذهب إلى ما هو أبعد من حق بلاده في الفيتو، موضحة أنه يبيع صفقات السلاح إلى النظام السوري، وأنه يقاوم جهود القوى الديمقراطية في سورية الساعية لإسقاط النظام، لا بل ويقاوم الجهود الغربية الداعمة للمحتجين السوريين.
وقالت نيويورك تايمز إنه حري بوزراء خارجية جامعة الدول العربية أن يدركوا أن وقت إسقاط من وصفته بالطاغية السوري قد أزف منذ زمن بعيد، مضيفة أن الأسد أعلنها بوضوح بأنه ليس هناك من حل وسط أو اتفاق أو مصالحة، في ظل ما وصفته باحتقاره للجهود التي تبذلها الجامعة العربية من أجل التوسط لإحلال السلام في البلاد.
كما دعت الصحيفة وزراء الخارجية العرب إلى سحب مراقبي الجامعة من سوريا، وإلى تطبيق العقوبات على نظام الأسد، وهي تلك التي أقرتها الجامعة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إضافة إلى ضرورة فرضها عقوبات جديدة أشد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية.
وبينما أشارت الصحيفة إلى أن العقوبات الأوروبية ضد نظام الأسد بدأت تؤتي أكلها، أوضحت أن الاقتصاد السوري آخذ بالانهيار، داعية جامعة الدول العربية إلى تشديد الضغط بشكل أكبر على الأسد، وإلى الإصرار على مجلس الأمن من أجل أن يفعل الشيء نفسه.
وقالت نيويورك تايمز إنه يتعين على قادة العالم أن يتحدثوا عاليا وأن يشجبوا ما وصفتها بالمذابح والمجازر التي يقترفها النظام السوري ضد الشعب الأعزل، مشيرة إلى لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما والملك عبد الله الثاني الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض.
وأوضحت أن أوباما شجب ما وصفتها بالوحشية الفظيعة التي يقترفها الأسد في سورية، وأن الرئيس الأميركي تعهد بمضاعفة الجهود لإجبار الأسد على الرحيل.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه لا يوجد حل سهل بالنسبة للأزمة في سورية، ولكنه يتوجب على المجتمع الدولي الاستمرار بممارسة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، كي تجعل الأمر واضحا أمام الأسد وأعوانه بأن وقتهم قد انتهى وأن زمنهم قد ولى.