هل حان وقت حفر الخنادق
أم عودة الحرب الباردة -بقلم شاكر محارمه
خلال زيارة وفد الكونغرس الأمريكي إلى عمان مؤخرا والذي يضم في عضويته رئيس لجنة الشؤون الخارجيه جون كيري ورئيس لجنة المساعدات ألاقتصاديه دانيال أينوي خرج السياسيون الأردنيون ممن حضروا هذه اللقاءات بانطباع قوي أن هناك خطه قويه لتوجيه ضربات عسكريه إلى إيران وأكد ذلك السيد طاهر المصري في محاضرة له في الحزب الوطني الأردني وجاء فيها إن حصل وتم ضرب إيران فان ذلك يربك المنطقه بحيث سيؤثر الوضع في إيران على كل من سوريا والعراق وحزب الله مشددا على انه يجب المحافظة التماسك داخل المملكة للمحافظة على الاستقرار .
ومن المتوقع أن يشهد شهر آذار القادم عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين من جديد في ظل علاقات ساخنة مع واشنطن قد تصل الى درجة الغليان وعندها تصل الى نقطة اللاعوده اللهم إلا إذا كان ذلك ينحصر فقط في مجال التراشق الإعلامي تمهيدا لعقد صفقات جديدة يكون الشرق الأوسط المكون الأساسي لهذه الصفقات في ظل الصراع الدولي حاليا حول الملفين الإيراني والسوري ، الملف الإيراني النووي والتهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحه الدولية وانقطاع الإمدادات البترولية عبر هذا المضيق والذي يشكل حوالي 40% من صادرات البترول إلى دول العالم ، والملف السوري المتفاقم والخوف من اندلاع حرب أهليه خاصة بعد تحول المظاهرات والاحتجاجات في كثير من الاماكن الى عسكرة مكشوفة وازدياد الانشقاقات في صفوف القوات السورية الى جانب الثورة في ظل غياب بدائل سياسيه واقتصاديه واجتماعيه مقنعه للشعب السوري الثائر لوقف الاحتجاجات والالتحاق بركب الإصلاح الذي لم يرى الشارع السوري أثرا لتطبيقه على ارض الواقع خاصة بعد خطاب الرئيس السوري الاخير وتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت فهل نرى تحركا للملف السوري باتجاه مجلس الامن بعد الحديث الإعلامي عن فشل مهمة المراقبين العرب واتخاذ هذا الفشل جسرا للوصول الى مجلس الامن خاصة بعد دعوة أمير قطر الى إرسال قوات عربيه الى سوريا ومطالبة فرنسا برفع هذا التقرير إلى مجلس الأمن.
المتابع للملفين الإيراني والسوري يرى أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تحرك باتجاه أي ملف منهما فروسيا تعتبر أي هجوم على إيران بمثابة تهديد مباشر لامنها القومي بالمقابل ستقف في وجه المحاولات الرامية لإسقاط النظام السوري .
فهل تقرير الجامعه العربية المنتظر عن فشل المراقبين العرب في سوريا يشابه الى حد ما فشل المراقبين الدوليين في كوسوفو والذي أدى الى الإسراع في اتخاذ قرار الغارات الجوية الاطلسيه على القوات الصربية آنذاك .
وهل سيتكرر السيناريو نفسه في سوريا ؟
التسخين الجاري حاليا في الملفين السوري والإيراني يؤشر إلى إعداد شيء للمنطقة بمجملها وبالذات فيما يخص هذين الملفين الامر الذي سيكون له ارتدادات عليها فإذا كان شتاء المنطقه ساخنا هذا العام فهل نشهد ربيعا دافئا أم أكثر سخونة يجر المنطقه الى حسابات لم تكن بالحسبان او ويلات حروب ودمار فالعاقل الكيس من يجري حساباته بدقه دون تهويل او تهوين لما ستؤول إليه الأمور .
فالربيع قادم وننتظر ماذا سيكون لونه .
Shaker.m110@yahoo.com